أهم مكتسبات مظاهرة 25 أبريل أنها أثبتت أن عدم اشتباك
الجيش مع المتظاهرين بشكل مباشر، وترك هذه المهمة للداخلية، لم يكن استثناء لجمعة الأرض في 15 أبريل، وجمعة 22 أبريل كذلك، وإنما كان تدشينا لمرحلة جديدة، ربما نواجه فيها
الداخلية والبلطجية فقط!
فالجيش يجد نفسه في موقف في غاية السوء، ويريد أن ينأى بنفسه عن قمع المتظاهرين! ليس رحمة ولا رأفة منهم، ولا وطنية تفجرت في عسكر كامب ديفيد فجأة، ولكن لأسباب مادية بحتة!
فالجيش لا يريد أن يظهر الأمر وكأن السيسي باع الأرض، فنزل شباب وبنات طاهرون يعترضون على ذلك، فقمعهم الجيش وقتلهم واعتقلهم، وهو المنوط به أصلا حماية الأرض! وصار من المفارقات أمس أن من يحمل علم السعودية يمر ومن يحمل علم
مصر يعتقل!!
لذلك فإن ما أكدته مظاهرة 25 أبريل أن السيسي يريد أن يعتمد على الداخلية كخط دفاع أول وأخير، لأنه لا يضمن إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة، وكُسرت الداخلية كما حدث في 2011، أن يتدخل الجيش وينقذه، وألا يخذله كما خذل مبارك.
لذلك فمن المهم أن نحشد بقوة قريبا، وخاصة في القاهرة، قبل أن تهدأ قضية تيران وصنافير ويزول السبب الذي قد يجعل من تدخل الجيش في المشهد محرجا! يجب أن يقوم الثوار بمزيد من الحشد مستغلين أن أيام الجمعة والسبت والأحد والاثنين إجازة؛ لأن السبب الذي قد يجعل الجيش مترددا في التدخل الآن قد يزول بعد فترة وترجع ريمة لعادتها القديمة!