تضارب موقف نائب رئيس "الدعوة السلفية"، ياسر
برهامي، من تصريحات وزير العدل
المصري السابق، أحمد
الزند، التي تطاول فيها على مقام النبي، صلى الله عليه وسلم، خلال أقل من 24 ساعة.
فقد أشاد بقرار إقالته، واعتبره انتصارا للدين الإسلامي، موجها الشكر لرئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، "الرئيس العادل في إقالة الزند"، وفق وصفه.
وكان برهامي قبل الإقالة برّأ الزند من سب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال إنه لم يسبه، إلا أن هذا التصريح تأخر إلى ما قبل صدور قرار إقالة الزند من منصبه بساعات قليلة، الأحد.
فقد نقلت صحيفة "جورنال مصر"، مساء الأحد، عن برهامي قوله إن إقالة المستشار أحمد الزند، من منصبه وزيرا للعدل، انتصار للدين، وانتصار للأزهر الشريف، قائلا: "إننا نشكر الدولة والحكومة على هذا القرار".
وأضاف في تصريحاته للصحيفة أن "هذا القرار طمأن الجميع، وأفاد بأن الدولة ما زلت واعية"، موجها الشكر "للرئيس السيسي"، الذي وصفه بالرئيس العادل.
وكان برهامي علّق، قبل الإقالة بساعات، على تصريحات الزند حول النبي صلى الله عليه وسلم، وحكم التكفير بذلك، في فتوى على موقع "أنا السلفي"، الأحد، فقال: "إن الكلام الذي قاله لا يجوز بلا شك، وهو خلاف ما أمر الله تعالى به مِن تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقيره، ولكن كون هذا سبا أو استهزاء أو سخرية بالرسول؛ فهذا ليس بظاهر السياق الذي تكلم به"، بحسب قوله.
وأضاف: "لقد سمعت المقطع الذي قال فيه ذلك، ولا يظهر منه قصد الاستهزاء أو السب كما يقوله البعض، ولا نزاع في أن الساب أو المستهزئ بالنبي صلى الله عليه وسلم مرتد، وإنما النزاع في قبول توبته ظاهرا، ونحب أن نبين أن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في عدم قبول توبته ظاهرا مع قبولها باطنا، وتحتـم القتل؛ ليس إجماعا من أهل العلم، بل هو ترجيح شيخ الإسلام"، على حد قوله.
واستدرك: "لكن نقول: الكلام هنا على أن ما صدر منه: هل هو سب أو لا؟ وهل هو استهزاء أم لا؟ فالحكم الشرعي لا خلاف فيه؛ إنما الخلاف في التطبيق على الواقع بالنظر إلى نص العبارة وسياقها، الذي يظهر جدا خصوصا مع استغفاره، ومِن سياق كلامه أنه ليس سبا، ولا استهزاءً، وصيغة (لو) لا يلزم منها التحقيق".
وقال: "لا نشك أنه لا يجوز أن يتكلم أحد على النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ولكن هذا لا يلزم منه أنه ساب أو مستهزئ"، وفق قوله.
واختتم فتواه بالقول: "السياق مهم للغاية في ذلك، ومع كون السياق كان لا يصح ولا يجوز استعمال هذه العبارة المذكورة فيه؛ إلا أنه ليس سياق استهزاء وسب للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز التكفير بمثل هذا"، مشيرا إلى تصريح الزند بنفي قصد الاستهزاء أو السب تصريحا لفظيا وكتابيا، وفق وصفه.
يذكر أنه لم يصدر عن حزب "النور"، ولا عن "الدعوة السلفية"، بأي شكل من الأشكال، ما يشير إلى استهجان تصريحات الزند التي تسببت في إقالته، بل حرص الحزب على التخفيف منها، ووصفها نائبه في مجلس النواب، أحمد عبده العرجاوي، بأنها "زلة لسان خرجت في وقت غضب"، مضيفا: "إحنا تعاملنا مع الزند أكثر من مرة، ووجدنا أنه متدين بطبعه".
يشار إلى أن رئيس حكومة الانقلاب شريف إسماعيل، أصدر قرارا مساء الأحد، بإعفاء وزير العدل، المستشار أحمد الزند، من منصبه، بعد حملة هجوم واسعة طالته على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب تصريحاته عن النبي صلى الله عليه وسلم، التي قال فيها إنه سيسجن الصحفيين، و"حتى لو النبي".