دعا المستشرق الإسرائيلي
مردخاي كيدار الحكومة الإسرائيلية إلى إغلاق مكتب
قناة الجزيرة القطرية في
القدس المحتلة، متهما إياها بتبني أيديولوجية معادية لإسرائيل، وداعمة للإخوان المسلمين وللتنظيمات الجهادية، وعلى رأسها حركة حماس، على حد زعمه، وفقا لما أوردته صحيفة "ترك برس".
وجاء في تقرير الصحفي محمد حامد لترك برس أن كيدار في مقال نشره موقع "ميداه" بعنوان "حان الوقت لوضع نهاية لتحريض الجزيرة "إنه على الرغم من الهالة الموضوعية التي تحاول قناة الجزيرة رفعها، عبر تبني شعار الرأي والرأي الآخر، فإن ذلك لم يمنعها من تبني أجندات معينة، لا سيما المتعلقة بالإخوان المسلمين، وعدم إعطاء الفرصة للإسرائيليين للحديث عبر شاشة القناة.
لكن المستشرق الإسرائيلي الذي يعمل محاضرا في قسم اللغة العربية في جامعة بار إيلان عاد وكشف في ثنايا مقاله عن السبب الحقيقي لدعوته لإغلاق القناة، وهو حرص مذيعي القناة على الرد على مزاعمه حول القدس المحتلة وحقوق الفلسطينيين التاريخية في أرض فلسطين.
وأورد كيدار دليلا على موقف القناة المعادي لإسرائيل، ما رآه اعترافا بالذنب من جانب
جمال ريان الذي وصفه بأنه المذيع الرئيس في نشرات أخبار القناة، وتأثيره على أجندتها يأتي بعد أمير قطر ممول القناة.
فخلال برنامج نحن الجزيرة الذي أذيع في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تحدث جمال ريان عن أنه يشعر بأنه منبر للدفاع عن القضية الفلسطينية، ولفت إلى أنه خلال مقابلة له مع مردخاي كيدار رد على مزاعم الأخير بأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وأن القدس لم تذكر في القرآن، فرد عليه جمال ريان بالآية "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام...".
وخلال البرنامج نفسه، أعلن ريان أنه من المؤيدين لاستضافة إسرائيليين على شاشات القناة؛ لأنه يرى في الضيف الإسرائيلي صيدا له، يستطيع الرد على روايته الصهيونية وتقديم الرواية الفلسطينية.
واعتبر كيدار أن مسألة إغلاق القناة ليست قضية شخصية بعد ما حدث له مع مذيع الجزيرة جمال ريان، ولكنها قضية إسرائيلية؛ لأن القناة تكشف بوضوح أجندتها المعادية لإسرائيل. وتساءل: لماذا تسمح إسرائيل للقناة بالعمل داخل إسرائيل؟ ولماذا لا تطلب الحكومة الإسرائيلية من القناة بأن تمارس أجندتها في الخارج؟ ولماذا تسمح الحكومة لمراسلي الجزيرة بنشر الدعاية المعادية لإسرائيل من باحة الكنيست؟.
وختم كيدار مقاله بالقول إنه بعد أن اعترف المذيع الأول في الجزيرة صراحة "بالأجندة التخريبية للقناة" ضد إسرائيل، فلم يعد هناك أي مبرر لاستمرارها، والسماح لها بالعمل داخل إسرائيل بالشكل الذي تعمل به حتى اليوم، وإذا أرادت إسرائيل البقاء على قيد الحياة، فعليها أن تدافع عن نفسها من رجال الجزيرة، على حد قوله.
وليست هذه المرة الأولى التي يطالب فيها كيدار بإغلاق مكتب الجزيرة في إسرائيل، ففي أيار/ مايو عام 2008، وقبل اللقاء الذي استضافه فيه جمال ريان، كتب كيدار مقالا على موقع أوميديا وصف فيه الجزيرة بالوجه القبيح للجهاد المعادي لإسرائيل، وأنه لا خيار أمام إسرائيل سوى إغلاق مكتب القناة، وطرد مراسليها، متوقعا أن تحذو دول عربية أخرى حذو إسرائيل بإغلاق مكتب القناة، وعندها ستتوقف القناة عن أجندتها الجهادية.
وفي عام 2013، وبعد أن أغلقت السلطات المصرية مكاتب قناة الجزيرة في القاهرة، طالب كيدار الحكومة الإسرائيلية بأن تحذو حذو السلطات المصرية، وتغلق مكاتب القناة؛ لأن "الجهاد الإعلامي" الذي تقوم به لا يقتصر على مصر، بل تسعى القناة لإشعال نار الانتفاضة الثالثة في الأراضي المحتلة على حد قوله.