قالت مصادر بأسرة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في
مصر،
محمد بديع، إنه عقب إجرائه لعملية جراحية أمس بمستشفى القصر العيني، تم إخراجه اليوم من
المستشفى وإعادته إلى محبسه بسجن ملحق المزرعة في ظل عدم وجود أي رعاية صحية نهائيا.
وأشارت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"، إلى أنه تم غلق باب الحجرة عليه دون أي متابعة صحية عقب إجراء العملية، وبعد أقل من 48 ساعة على إجراء الجراحة تم نقله إلى محبسه، حيث لا توجد أي رعاية صحية له.
وكشفت المصادر عن أن غرفة المستشفى التي تواجد بها بديع لم يكن بداخلها دورة مياه، حتى أنه اضطر للقيام أكثر من مرة والانتظار أمام باب الغرفة والطرق عليه كثيرا، حتى يفتح له أفراد حراسة الشرطة المصرية الباب المغلق عليه، ويسمحوا له بدخول دورة المياه، مؤكدة أنه تعرض لحالة هبوط في الدورة الدموية بسبب هذا الأمر.
واستنكرت أسرة المرشد العام لإخوان مصر بشدة ما حدث، قائلة: "أي حقوق إنسان تلك، وأي قانون في العالم يسمح بهذا، ونحن نحمل إدارة السجن المسؤولية عن حياته".
هذا ونقل، الاثنين الماضي، بديع، الذي يواجه أحكاما بالإعدام والسجن، من محبسه إلى مستشفى القصر العيني، لإجراء عملية جراحية عاجلة (عملية الفتق وتركيب شبكة)، بعد موافقة مسبقة من إدارة سجن ملحق المزرعة، الذي يتواجد فيه.
وفي السياق ذاته، تقدم الصحفي اليساري محمد منير بشكوى إلى نقابة الصحفيين المصريين ضد صحيفة "الأخبار" الحكومية، أكد فيها أنها لم تلتزم بالمعايير المهنية في التعامل مع مرض
مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع.
وكانت صحيفة "الأخبار" الحكومية المصرية، ثاني أكبر الصحف المصرية، ضربت عرض الحائط بلوائح ومواثيق الشرف الصحفي المحلية والدولية، والتي تحظر الانحياز في العمل الصحفي، إلى فريق دون آخر، في أي صراع سياسي، حيث خرجت، الأربعاء، في صدر صفحتها الأولى بصورة للمرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين"، الدكتور محمد بديع، وتحتها عنوان يقول: "المرشد اتفتق"، وذلك في تدن فاضح في اللفظ والمعنى أقرب إلى لغة الشوارع، إن جاز التعبير.
و"بديع" الذي يبلغ من العمر (72 عاما)، تم اعتقاله في آب/أغسطس 2013، على خلفية تهم ينفها بارتكاب "أعمال عنف"، عقب "فض اعتصام رابعة" الشهير آنذاك، وهو المرشد العام الثامن، لجماعة الإخوان المسلمين، بعد انتخابه في 16 كانون الثاني/يناير 2010، خلفا للمرشد السابق مهدي عاكف المعتقل أيضا، بالتهم ذاتها، التي يواجهها بديع.
وبديع، بحسب الموسوعة العلمية العربية التي أصدرتها الهيئة العامة للاستعلامات المصرية (الحكومية) في 1999، يعد واحدا من "أعظم مائة عالم عربي".
وفي نهاية كانون الأول/ديسمبر 2013، أعلنت الحكومة المصرية جماعة الإخوان "جماعة إرهابية"، وجميع أنشطتها "محظورة"، ومعاقبة أي منتمٍ للجماعة ببنود قانون "مكافحة الإرهاب"، وتوقيع العقوبات المقررة قانونا على كل من يشترك في نشاط الجماعة أو التنظيم، أو يروج لها بالقول أو الكتابة أو بأية طريقة أخرى، وكل من يمول أنشطتها.