(إكس إخوان)، هو مصطلح يطلق على من تركوا
الإخوان، سواء بالفصل منها، أو بسبب مشكلة، سواء كانوا مظلومين بخروجهم، أو مستحقين للفصل، كنت قد كتبت دراسة منذ عدة سنوات بعنوان: (الخارجون عن الإخوان)، ناقشت فيها هذه الظاهرة؛ خروج بعض الإخوان، وبخاصة من أهل الفكر والعلم، كالشيخ الغزالي، ممن اختلفوا مع جماعة الإخوان فكريا أو إداريا في مراحل معينة من تاريخ الجماعة، وقد كان حسن البنا يحسن التعامل مع من يخرجون عليه، فقد كان يعتبر من يخرج أخا له، وإن تجاوز في حقه.
الآن يعبر عن هذا التوجه بمصطلح (إكس إخوان)، ويقصد به من خرجوا من الإخوان بعد ثورة 25 يناير وقبلها بقليل، وكتبت كذلك أدافع عن حق كل منهم في عدم النيل منه، أو الإساءة إليه، وليكن خيار من يريد الخروج كما يشاء، وليحفظ الجميع الود بينهم، لكن الملاحظ أن هناك فئة من (الإكس إخوان)، خرجت وليس لها هم إلا الإساءة للجماعة، والتنقص منها، فلو أخذ الإخوان موقف اليمين، سيقولون: ألم نقل لكم إن الشمال أحسن، وإذا أخذوا شمالا، سيقولون: ألم نقل لكم إنكم أغبياء، ولا تعرفون اليمين من الشمال.
لكن الفرق بين من خرجوا على الإخوان قديما وحديثا، أن القدامى كان عندهم موضوع ورسالة يسعون لتحقيقها، وعندهم القدرة على العمل، سواء مع الإخوان أو خارج التنظيم، وأبى القدامى أن يكونوا خنجرا في ظهر أصدقائهم، وإن ظلموا بعضهم في التنظيم، مثل الغزالي الذي طلب منه أن يدلي بحديث في الإذاعة يسيء إلى الإخوان، ولما رفض ذكروه بأنهم فصلوه، فقال: إذا استقووا علي في وقت ضعفي، فلن أستقوي عليهم في وقت ضعفهم، ليس من خلقي أن أُجْهِز على جريح.
أما (إكس إخوان)، فكثير منهم للأسف، لا يرى إلا الأخطاء، ويحقر أي منجزات، ويضخم أي خطأ، وينسى أي فضل، بل لا يرى لهم فضلا. إن أزمة الإخوان، وأزمة الثورة، وأزمة
مصر في العاطلين عديمي الموهبة، ممن لا يحسنون إلا موهبة واحدة: المزايدة، والتشويش، والتشويه، وبعض حالات (الإكس إخوان) أشبه بالأزمة النفسية، التي يريد بها صاحبها إخراج علله وأمراضه، ناسبا كل ذلك إلى الإخوان، فهم سبب فشله، وهم سبب تشوهه الفكري، وهم سبب كل شيء في حياته، يظل يعيش، وعلى رأسه بطحة الإخوان، يريد في كل موقف، وكل فعل، أن يقول: لست إخوانا، فكي يثبت ذلك فعليه أن يسب فيهم، ويشتم، ويذم، ولا يرى فيهم أي خير، أو صواب. فأصبح حالهم والإخوان، كلابس سروال محترق، إذا استمر لابسا له احترق، وإذا خلعه ظهرت عورته، وتعرى.
ومثل هذه العينات، عندما تتأمل سبب تحولها وترديها في الخلق والتدين، والتنكر لكل ماضيهم في الإخوان، هو في تحليلي الشخصي: أن هذه الحالات، يدخل تنظيم الإخوان، وهو محدود القدرات، ولو لديه قدرات في عمله، فإنه يعطلها، ليذوب في التنظيم، فيتحول إلى أداة طيعة في يد المسؤول الإخوان، فتراه عندما يعمل، يبحث عن أي عمل مع الإخوان، وإذا تزوج فهو لا يريد إلا الزواج بما يرضي الإخوان، فيتزوج من الإخوان، وعندما يسكن، يبحث عن العمارة التي يسكن فيها الإخوان، وعندما ينجب أطفالا، يلقي بهم إلى التنظيم ليرعوهم، كل ذلك مقبول لا مانع فيه، لكنه للأسف يفعل ذلك ويقطع جذوره الاجتماعية، ويلقي بها كلها داخل التنظيم، فإذا ما اختلف مع التنظيم، محقا كان أم مخطئا، وينتهي الأمر به بالفصل، أو الاستقالة، فإنه يجد نفسه في سن لا يسمح له بتكوين علاقات جديدة، ويجد أن عمره قد ضاع منه، وقد كان سببا في ذلك بنفسه، وهو ما جنى به على نفسه، لكنه يتحول بكل ما لديه من قوة لهدم وتدمير هذا الكيان الذي يراه سبب شقائه، فيتحول كل ما رآه من خير إلى شر، وكل الناس إلى المسؤول الإخواني الذي اختلف معه، فكلهم شريرون لا خير فيهم، وفسدة لا صلاح فيهم.
ليس كلامي هنا تعميما، ولكنه دراسة لحالات نراها رأي العين، ولذا نصيحتي للطرفين، للإخوان، والإكس إخوان، أن ينشغل كل طرف بما يحسنه، ناسيا الطرف الآخر تماما، فلا يعره اهتماما، ولا ينشغل به، فإن كان صاحب موهبة وعطاء، فعطاؤه هو الذي سيتحدث، وليس هجومه على الآخر.
Essamt74@hotmail.com