قال القيادي في قوات
حشد الأنبار، مسؤول قاطع شرق
البوعيثة، أبو عبدالله الدليمي، أن عملية تحرير مدينة
الرمادي "تعثرت تعثرا كبيرا بعد رفض مقاتليه أوامر التقدم التي صدرت من قيادات في الجيش تتبع لقيادة عمليات الأنبار".
وقال الدليمي الذي يقود قوة مكونة من 600 مقاتل تتمركز في منطقة البوعيثة شمال مدينة الرمادي، في حديثه لـ "
عربي 21"، بأنهم رفضوا أوامر قادة الجيش بسبب "إخلالها بالاتفاق الذي تم بيننا حيث وعدونا بأننا سنكون قوات حرس وطني للأنبار، وسنخوض معارك تحرير الرمادي بهذه الصفة، وعلى هذا الأساس تطوعنا في برنامج التدريب الأمريكي في الحبانية؛ لكن تبين أننا مجرد ضحية للعبة حكومية أمريكية لزجنا بمعارك غير مضمونة للتخلص منا ليفسحوا المجال للطائفيين ليدخلوا المدينة".
وأضاف الدليمي أن: "التحالف والحكومة يحاولان إخفاء حقيقة ما يدور في الرمادي وعملية تحريرها، وإظهارها بمظهر النجاح، وهو أمر غير صحيح؛ حيث لم تتقدم القوات أي تقدم فعلي ومحسوب".
وتابع الدليمي، أن كل قيادة وقاطع تعمل حسب توجيهات من جهات معينة؛ "لكن الكل متفق على أن يزج بمقاتلي
العشائر الذين دربهم مستشارون وضباط أمريكان بالصفوف الأولى لمواجه الموت، وهو عكس ما أُخبرنا به من أننا سنمسك الأرض ونقوم بحماية المدينة بعد تحريرها".
وتساءل الدليمي عن "السبب الحقيقي لاستبعاد الحشد الشعبي وإقحام مقاتلي العشائر رغم أننا لا نمثل ربع أعداد وقوة الحشد في الرمادي؟، أليست هذه خطوة للحفاظ على قوة الحشد ليمسك الأرض؟".
ويرى الدليمي أن "تحرير الرمادي هي مهمة
الجيش العراقي الذي خسرها، وليست مهمة عدة مئات من المقاتلين الذين دربتهم القوات الأمريكية لمسك الأرض بعد التحرير".
وأكد الدليمي على أن "مقاتلي العشائر سوف يعلقون مشاركتهم في معارك تحرير الرمادي وقد تم إبلاغ الضباط الأمريكان في قاعدة الحبانية بهذا الأمر، وأخبرناهم بأننا لن نتقدم كقوة اقتحام دون ضمانات بأن حقوقنا لن تضيع؛ فنحن لسنا مرتزقة نقاتل من أجل أن تعود الأمور كالسابق ثم نصبح مطلوبين لتنظيم الدولة والحكومة على حد سواء".
وطالب الدليمي "قيادات القواطع في عملية تحرير الرمادي بأن يكون الجيش العراقي هو من يتقدم ونحن قوات العشائر (حشد الأنبار) سنكون قوة إسناد فقط، ولن نشارك في العملية حتى يصدر قرار رسمي بضمنا لتشكيلات وزارة الدفاع ونمتلك الصفة الرسمية والشرعية لقتالنا".
وبحسب الدليمي، فإن قوات الحشد الشعبي تنظر إلى "جميع أبناء الأنبار كإرهابيين وتتعامل معهم على هذا الأساس، وهي لا تفرق بين مقاتل ضد التنظيم أو مدني أو مقاتل مع التنظيم".
وختم الدليمي حديثه قائلا "إن عملية تحرير الرمادي فشلت بشكل كبير، وإن لم يتم توحيد العمليات كلها تحت قيادة واحدة ومركز عمليات واحد فلننسى الأنبار، كما نسينا الفلوجة والموصل من قبل".