في الوقت الذي تم فيه منع عرض
مسلسل "
أهل الإسكندرية" للعام الثاني على التوالي بسبب "إساءته لوزارة الداخلية"، تعرض الفضائيات
المصرية ستة مسلسلات رمضانية أخرى، تتطرق لرجل الشرطة بشكل أو بآخر، وتظهر -في معظمها- أحداثا تدور في إطار طريقة تعامل ضباط الشرطة مع المتهمين، أثناء سير التحقيقات.
وأبرز هذه المسلسلات "بعد البداية"، الذي يقدم ثلاثة نماذج لضباط الشرطة، الأول يجسد من خلاله الممثل المصري خالد سليم، شخصية الضابط مفتول العضلات، الذي ينتهج العنف لانتزاع اعترافات من الصحفي المتهم في قضية التخابر، التي يتولى التحقيق فيها.
ويرأسه في المسلسل الممثل فاروق الفيشاوي، الذي يجسد شخصية لواء، لا يجد غضاضة في اللجوء للتعذيب البدني، ما دام ذلك يضمن له اعتراف المتهم.
وفي المقابل، يجسد الممثل نبيل عيسى، شخصية الضابط الخلوق الذي يتصدى للضابط الأول خالد سليم، ويحاول كشف غموض اختفاء الصحفي المتهم في الأحداث.
"بعد البداية"، مسلسل من بطولة "طارق لطفي" وتأليف "عمرو سمير عاطف" وإخراج "أحمد خالد موسى".
أما مسلسل "حق ميت"، فيطرح نموذجا لضابط الشرطة الذي يتفنن في أساليب التعذيب لانتزاع اعترافات من متهم بريء لفقت له عدة قضايا زورا.
وقبل عرض العمل على الفضائيات، تولّت الرقابة حذف بعض مشاهد التعذيب من أحداثه، وهو من بطولة "حسن الرداد" و"إيمي سمير غانم"، وتأليف "باهر دويدار" وإخراج "فاضل الجارحي".
وخلال أحداث "لعبة إبليس"، تربط علاقة صداقة قوية بين ضابط شرطة وحرامي، ما يدفع الضابط لتسخير سلطته لخدمة مصالح صديقه، لدرجة قيامه بحبس مواطن بريء، لخصومته مع صديقه.
المسلسل من بطولة "يوسف الشريف" و"شيري عادل"، وتأليف "عمرو سمير عاطف" وإخراج "أحمد نادر جلال".
وفي مسلسل "الصعلوك"، يظهر عدد من رجال الشرطة على علاقات وثيقة بعصابات إجرامية، تعمل تحت حمايتهم وتحصل منهم على معلومات أولية عن أي تحركات أمنية تستهدف القبض عليهم.
والمسلسل بطولة "خالد الصاوي" و"حسن حسني"، وقصة "محمد حناوي" وإخراج "عبد العزيز حشاد".
وخلال أحداث مسلسل "ظرف أسود"، يقع ضابط الشرطة في حب زوجة رجل آخر، فيقوم بتلفيق قضية له تلقيه في غيابات السجن كي يتمكن من زوجته.
وكان التلفزيون المصري قد حذف مشاهد تتحدث عن التعامل خارج إطار القانون في أقسام الشرطة، والتهديد بتلفيق تهم الإرهاب، وكان مخرج ومؤلف العمل قد استنكر في بيان رسمي حذف مشاهد كاملة من مسلسله، وحمّل رقابة التلفزيون المصري مسؤولية الحذف.
أما مسلسل "أستاذ ورئيس قسم"، فتركز أحداثه على إبراز دور الشرطة قبل اندلاع ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، من خلال الممثلين "أحمد فؤاد سليم" و"ياسر علي ماهر"، حيث يتوليان منصبا كبيرا في وزارة الداخلية، ويتعاملان مع المواطنين والمتهمين بشكل غير آدمي.
وكان للنشطاء السياسيين نصيب الأسد من هذه المعاملة غير الآدمية، فكانت الشرطة وفقا لأحداث المسلسل، تتولى خطفهم وإلقاءهم في الصحراء لترهيبهم.
وقد أبرزت أحداث المسلسل أن ممارسات الداخلية اختلفت فيما بعد الثورة، ومن ثم اختلفت نظرة المواطنين لها.
"أستاذ ورئيس قسم"، من بطولة عادل إمام، وقصة "يوسف معاطي"، وإخراج "وائل إحسان".
وغرّد مسلسل "ذهاب وعودة" خارج هذا السياق، بتقديمه شخصية ضابط شرطة صالح، يتعاطف مع أب يسعى لاستعادة نجله الذي اختطف من قبل إحدى عصابات تجارة الأعضاء البشرية.
وعلى نفس النهج، سار مسلسل "استيفا"، الذي تدور أحداثه في قالب تشويقي، تتحدث عن ضابط شرطة يكشف في كل حلقة حقيقة أحد المجرمين؛ وتدور أحداث المسلسل في حلقات منفصلة يتناول كل منها موضوعًا مختلفًا.
المسلسل بطولة "عباس أبو الحسن"، وتظهر في كل حلقة مجموعة من ضيوف الشرف. تولّت كتابة حلقات المسلسل، ورشة سيناريو تحت إشراف الكاتبة "عزة شلبي"، فيما تولى إخراجه "محمد خليفة".
الناقدة الفنية "ماجدة خير الله"، قالت للأناضول إن منع مسلسل "أهل الإسكندرية" للعام الثاني على التوالي، جاء بسبب تعرضه للداخلية، في حين تم السماح بعرض مسلسلات أخرى تنتقد الداخلية أيضا، ما يؤكد أن منع المسلسل الأول كان لأسباب تتعلق بالقائمين عليه وليس فقط لمحتواه.
فمؤلف "أهل الإسكندرية"، "بلال فضل"، وبطلاه "عمرو واكد" و"بسمة"، ليسوا فقط من المحسوبين على ثورة 25 يناير، ولكنهم من الفنانين الذين جاهروا بمعارضة النظام الحالي في مصر، بحسب خير الله.
ومضت الناقدة الفنية قائلة: "علينا أيضا أن نضع في الاعتبار أن المسلسل لم يعرض وبالتالي لا نعرف سقف الانتقاد الذي تم توجيهه".
وفي ما يتعلق بسقف الحريات في دراما رمضان لهذا العام، ترى خير الله أنه مرتفع بشكل جيد للغاية في نقد كل المساحات الاجتماعية، أما التطرق للأمور السياسية فيكاد يكون غير موجود في دراما هذا العام.