كتاب عربي 21

في ظل التصعيد السعودي ـ الإيراني المتبادل: هل من خريطة طريق عربية إسلامية للحل؟

1300x600
يتجه الصراع السعودي – الإيراني وبين حلفاء الدولتين في المنطقة العربية نحو المزيد من التصعيد السياسي والإعلامي والميداني، ففي بيروت نشهد يوميا سجالات إعلامية وسياسية بين مختلف الأطراف على خلفية هذا الصراع، كما يقوم السفيران السعودي علي عواض عسيري والإيراني محمد فتحعلي بحملات دبلوماسية متبادلة للدفاع عن مواقف بلديهما، فيما ينشط حزب الله وتيار المستقبل في تبادل الحملات الإعلامية بينهما على خلفية الصراع السعودي الإيراني وملف اليمن، رغم استمرار الحوار فيما بينهما واستمرار التنسيق الأمني والميداني، ولا سيما على صعيد تطبيق الخطة الأمنية في أكثر من منطقة لبنانية.

وتتخوف الأوساط الإسلامية في بيروت من التصعيد في المواقف بين الطرفين على ضوء الخطاب الذي سيلقيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد ظهر الجمعة، في المهرجان الذي يقيمه في ضاحية بيروت الجنوبية دعما للشعب اليمني، مما قد يؤدي لردود فعل سياسية وإعلامية وشعبية، قد تفتح الباب أمام تطورات أمنية في بعض المناطق رغم الجهود التي يبذلها تيار المستقبل وحزب الله لإبقاء الصراع في حدود السجال الإعلامي والسياسي.

لكن إلى أين سيصل هذا الصراع السعودي – الإيراني؟ وهل هناك من خريطة طريق لوقف هذا الصراع في الأفق المنظور؟

مصادر سياسية مطلعة في بيروت تعتبر أن هذا التصعيد مرتبط بترتيب الأوضاع في المنطقة، ولا سيما ملف الأزمة السورية، وأن السعودية لن تتنازل عن دورها الأساسي في ترتيب الأوضاع في اليمن، وفي المقابل فإن إيران سيكون لها الدور الأساسي في ترتيب الوضع في العراق، وإن ما يجري يحظى بدعم دولي وإقليمي والدليل على ذلك قرار مجلس الأمن الأخير حول اليمن، الذي لم يواجه بفيتو روسي، وكان لصالح السعودية ودول الخليج التي تدعمها، وفي المقابل هناك سكوت إقليمي ودولي على ما يجري في العراق والدور الإيراني في هذا البلد، وأما على صعيد الوضع في سوريا فالأمور لم تحسم حتى الآن؛ ولذلك سيظل الصراع قائما بين البلدين تحت عناوين مختلفة.

وفي مقابل هذه الأجواء فإن مصادر إسلامية مسؤولة في بيروت تؤكد أن هذا الصراع هو صراع عبثي لا طائل منه، وأن الشعب اليمني هو الخاسر الوحيد في هذا الصراع؛ لأنه يجري على أرض اليمن، وأن السعودية وإيران تتقاتلان خارج أرضهما، وأنه ليس هناك أي أفق للصراع، وسينتهي بالجلوس على طاولة المفاوضات والحوار والبحث عن حلول سياسية برعاية إقليمية ودولية.

وتضيف المصادر أن المواقف الأخيرة لتركيا وباكستان ومصر من الصراع، ورفض هذه الدول المشاركة بالحرب البرية، تؤكد أنه ليس هناك حسم للصراع وأن هذا الصراع ليس صراعا سنيا – شيعيا، أو صراعا عربيا – إيرانيا؛ بل هو صراع مصالح بين السعودية وايران وحلفائهما في المنطقة، وأن الحل الوحيد يتمثل بحراك عربي - إسلامي - إقليمي بمشاركة تركيا وباكستان وسلطنة عمان مع دول عربية أخرى غير مشاركة في الصراع، من أجل وقف القتال وإرغام جميع الأطراف للجلوس على طاولة المفاوضات، وأن على جميع القوى والهيئات والحركات الإسلامية والاتحادات العلمائية الفاعلة أن تتبنى هذا الموقف وتدعم خيار الدعوة لوقف الصراع والعودة إلى الحوار ووقف كل أشكال التصعيد السياسي والإعلامي والشعبي.

وتختم المصادر الإسلامية أن على الجميع التعلم من تجارب الحروب السابقة سواء الحرب اللبنانية التي نحيي الذكرى الأربعين لانطلاقتها عام 1975 في هذه الأيام والتي استمرت 15 عاما وانتهت باتفاق الطائف بعد سقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى وتدمير لبنان أو الحرب العراقية – الإيرانية التي استمرت سبع سنوات وانتهت بتجرع السم من قبل الإمام الخميني، ووقف الحرب بعد سقوط الملايين من القتلى والجرحى وخسارة مئات مليارات الدولارات وتدمير البلدين.

فهل يستمع قادة البلدين إلى أصوات العقلاء أو سيستمر الصراع لحين توفر الظروف الإقليمية والدولية لتسوية شاملة تطال كل الملفات في المنطقة؟