من المفترض أن يلتقي فريقا
الأهلي والمصري البورسعيدي السبت المقبل في بطولة
الدوري الممتاز لأول مرة منذ لقائهم الأخير عام 2012 الذي شهد مقتل 74 مشجعا في أكبر كارثة رياضية عرفتها
مصر.
لكن هذا اللقاء أصبح مهددا بالإلغاء للمرة الثالثة هذا الموسم بسبب المخاوف الأمنية، على الرغم من إعلان اتحاد الكرة إقامته في منتج الجونة بمدينة الغردقة بعيدا عن القاهرة وبدون جماهير.
وقفة احتجاجية لأهالي الضحايا
ينظم أهالي ضحايا مجزرة ستاد بورسعيد وقفة احتجاجية صباح الثلاثاء أمام النادي الأهلي للمطالبة بإلغاء اللقاء الذي يأتي ضمن مباريات الجولة الرابعة عشر للدوري.
وكان 74 شخصا من مشجعي الأهلي قد لقوا مصرعهم في أحداث الشغب التي أعقبت مباراة فريقهم مع
المصري في ستاد بورسعيد في فبراير 2012، ما أدى إلى إلغاء بطولة الدوري الممتاز في ذلك الموسم.
ومنذ هذا التاريخ ترفض الأجهزة الأمنية في مصر إقامة أي مباراة محلية بحضور الجماهير خوفا من تكرار هذا السيناريو المفجع.
وتم محاكمة المتهمين في القضية وحكمت محكمة الجنايات على العشرات من المتهمين بالإعدام شنقا قبل أن تقرر محكمة النقض إلغاء الحكم وإعادة المحاكمة مرة أخرى أمام دائرة جديدة، وما تزال جلسات القضية تعقد حتى الآن.
ويطالب أهالي الضحايا بعدم إقامة أي مباراة تجمع الفريقين لحين تحقيق القصاص لأبنائهم، فيما أعلنت رابطة "أولتراس أهلاوي" مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية وتبنيها لمطالب أهالي الضحايا.
كما دشن عدد من جماهير الأهلي حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للضغط على لاعبي الأهلي بهدف الانسحاب من مباراة المصري، المقرر لها السبت المقبل.
ودشن نشطاء هاشتاج بعنوان "انسحبوا" للضغط على اللاعبين، وأعلنوا نيتهم تنظيم عدة وقفات متتالية أمام النادي الأهلي للمطالبة بعدم مواجهة المصري حتى ولو خسر الأهلي نقاط المباراة مقابل تسجيل هذا "الموقف التاريخي"، على حد قولهم.
تهديدات للاعبين
يأتي هذا فيما أكدت برامج رياضية مصرية أن عددا من لاعبي الأهلي تلقوا رسائل على هواتفهم تطالبهم بعدم لعب المباراة، لكن هذه المطالبات ما لبثت أن تطورت إلى تهديدات بإيذائهم إن هم سافروا إلى الجونة.
ونشرت تقارير صحفية أن مسئولي الأهلي تلقوا اتصالات من قيادات أمنية تفيد بإمكانية تأجيل المباراة للمرة الثالثة بسبب إصرار عدد من أهالي ضحايا المجزرة السفر إلى ملعب الجونة لحضور المباراة على الرغم من إقامتها بدون جمهور.
وأكدت الداخلية أن عددا من أقارب الضحايا ينوون الاحتكاك بلاعبي المصري وجهازه الفني لإفساد المباراة بمساعدة بعض أعضاء من رابطة أولتراس أهلاوي الغاضبين.
من جهته، أكد ياسر يحيى، رئيس النادي المصري رغبته الشديدة في إعادة الأجواء إلى طبيعتها مع النادي الأهلي بعدما توترت بشدة بسبب الأحداث منذ ثلاث سنوات.
وأعلن يحيى تمنيه أن تخرج المباراة لبر الأمان، مشددا على أن لاعبي المصري وجهازهم الفني لا دخل لهم فيما حدث في المجزرة.
ومنع المصري لاعبيه من الإدلاء بأي تصريحات إعلامية قبل المباراة خشية أن تتسبب أي كلمة في إشعال الموقف قبل مواجهة الأهلي.
من جانبه أكد وزير الرياضة خالد عبد العزيز، أن مباراة الأهلي والمصري ستكون مباراة عادية مثل أي مباراة في الدوري، وهناك إصرار حكومي على عدم تأجيلها، كما أعلن اتحاد كرة القدم المصري إقامة المباراة في موعدها، نافيا وجود أي مخاطبات من الأمن لتأجيلها.
وقال وائل جمعة مدير الكرة بفريق الأهلي أنه مواجهة النادي المصري هو أمر لا مفر منه وسيحدث إن آجلاً أو عاجلاً.
وأضاف جمعة في تصريحات تليفزيونية الاثنين "نعلم أن المباراة حساسة، لكن في النهاية لابد أن تقام ونتمنى أن تمر بسلام ليطوي الجميع هذه الصفحة الحزينة".
أزمة بين الأهلي والزمالك
في شأن آخر، يدور صراع مفتوح بين النادي الأهلي وغريمه الزمالك بسبب صفقات انتقال اللاعبين خلال الموسم الشتوي.
وكان انتقال مهاجم الزمالك مؤمن زكريا إلى الأهلي بشكل مفاجئ قد أحدث أزمة بين الناديين بعد أن تقدم الزمالك بشكوى لاتحاد الكرة يطالب فيها بإيقاف اللاعب بدعوى أنه سبق وأن وقع للزمالك قبل توقيعه للأهلي.
بعدها قرر الأهلي تقديم شكوى لاتحاد الكرة ضد ثلاثة من أهم لاعبي الزمالك هم "معروف يوسف" و"خالد قمر" و"أيمن حفني" مؤكدا أنهم كانوا قد وقعوا للأهلي بداية الموسم الجاري قبل توقيعهم للزمالك، وطالب بإيقافهم أسوة بزكريا.
وعقب هذه الخطوة، هدد مجلس إدارة الزمالك بالانسحاب من الدوري الممتاز في حالة استجابة اتحاد الكرة لطلب الأهلي وإيقاف لاعبيه.