مقالات مختارة

رأس "الإخوان" أساس للمصالحة؟

1300x600
كتبت موناليزا فريحة: المصالحة الخليجية - الخليجية الأخيرة تبدو الأكثر جدية مقارنة بمحاولات السنتين الأخيرتين لإعادة ترتيب البيت الخليجي. وعودة سفراء السعودية والبحرين والإمارات إلى الدوحة تعكس رغبة في "فتح صفحة جديدة" مع الإمارة. لكنّ لمّ الشمل الذي فرضته خصوصاً ظروف إقليمية ومواعيد خليجية، يثير في شقه المصري - القطري تحديداً، تساؤلات عن الأسس التي يستند إليها، وما إذا كانت صلبة ما يكفي للبناء عليها.

الترحيب المصري بدعوة الملك عبد الله بن عبد العزيز القاهرة للانضمام إلى المصالحة بدا نابعاً من رغبة في حفظ الجميل للرياض التي نزلت بثقلها خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ إطاحته حكم "الإخوان المسلمين". ولم يكن رد الرئاسة المصرية بأي شكل اقتناعاً بوجوب إنهاء القطيعة مع الدوحة التي تتهمها القاهرة بدعم "الإخوان" والمجموعات التكفيرية في سيناء وليبيا. حتى إن البيان خلا من أية إشارة إلى قطر بالاسم. وعندما سئل السيسي عن المصالحة في روما، اكتفى برد مقتضب رمى فيه الكرة في ملعب قطر.

فعلاً، فاجأت الدوحة الجميع مطلع هذا الشهر عندما اتخذت موقفا إيجابيا من القاهرة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مشيدة بالدستور الجديد. وفي وقت سابق، بادرت إلى طرد قيادات من "الإخوان". وعلى رغم الانتكاسة القوية التي منيت بها بلاده بخلع الرئيس محمد مرسي، كان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أول المهنئين للسيسي وقبله عدلي منصور بمنصبيهما.

نظرياً، تعتبر رسائل كهذه إشارات إيجابية من دولة خصم، إلا أن هذه الديماغوجية القطرية ليست في أي حال أساسا صلباً يمكن البناء عليه في وقت كانت الجبهة الإعلامية خصوصا، بين الجانبين تشهد "قصفا" عنيفاً متبادلاً كفيلا بتقويض أي رسائل إيجابية. وحتى بعد مناشدة العاهل السعودي "قادة الرأي ووسائل الإعلام" السعي إلى تحقيق المصالحة، استمر التراشق بين الجانبين. واستحدثت صحيفة "اليوم السابع" مرصد "جزيرة ميتر" لمتابعة قنوات الفضائية القطرية، مسجلة استمرار الهجوم على القاهرة.

وفي المقابل، لم يحصل أي جديد في شأن صحافيي "الجزيرة" المعتقلين في مصر، ما عدا تصريح السيسي بأن إصدار عفو رئاسي عنهما هو "قيد البحث".

وعلى جبهة "الإخوان"، بدا لافتاً اعتقال السلطات المصرية بعد ساعات من ترحيبها بالمناشدة السعودية لدعم اتفاق الرياض، محمد علي بشر، وهو من أبرز القيادات "الإخوانية" خارج السجن. ومع أن ثمة من ربط هذه الخطوة بالتظاهرات المقررة للإسلاميين الجمعة المقبل، وجد فيها آخرون رسالة واضحة إلى قطر مفادها أن أي تقارب لن يشمل الجماعة.

المصالحة القطرية - المصرية في حاجة إلى أكثر من النيات الحسنة. وتتجه الأنظار إلى القمة الخليجية المقبلة في الدوحة وما يمكن أن يصدر عنها من إشارات تشكل دعائم لهذه المصالحة. فهل يكون رأس "الإخوان" إحدى هذه الدعائم؟


 (صحيفة النهار اللبنانية)