لازالت قريتي
الفوعة وكفريا "الشيعية" تتبادلان قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة العشوائية مع جيرانهم من المناطق "السنية" الأخرى، كمدينة
بنش ومعرة مصرين ومزارع بروما الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.
وقال زكي الإدلبي في حديث خاص لـ"عربي21"، إن: "
قرية الفوعة تطلق يومياً عشرات القذائف على بنش ومعرة مصرين والقرى المجاورة لها"، مؤكدا أن "عدد القتلى المدنيين تجاوز الثلاثين منذ بدء هذا الصراع".
وأضاف الناشط الإدلبي أن ثوار المنطقة والكتائب الإسلامية بدأوا بالرد على تلك القذائف بقصفها للقريتين المواليتين بمدفع جهنم وقذائف الهاون 120 ملم، وأنه بين الحين والأخر تحدث اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بينهم وبين الشبيحة والأمن وعناصر من حزب الله اللبناني الموجودين في القريتين في محاولة من الثوار للسيطرة عليهم، لكن دبابات وطائرات النظام دائماً تقلب المعركة لصالح الأمن والشبيحة.
وكان النظام السوري، بدأ
قصف مدينة بنش في منتصف عام 2012 بعد انتهاء هدنة كانت بينه وبين الثوار استمرت لعام ونصف العام مصدره مدينة إدلب وقرية الفوعة المجاورة لها، وعلل النظام ذلك بأن أهالي مدينة بنش تحتضن إرهابيين من جنسيات أجنبية تهدد السلم الأهلي بينها وبين الجارة الشيعية "الفوعة".
من جانبه، قال القيادي بكتائب والوية "شهداء إدلب" ماهر عيسى في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن عناصر من الكتائب تقصف بشكل مستمر وشبه يومي مقرات للشبيحة وعناصر حزب الله في قرية كفريا، مشددا على أن تلك العناصر هدفها الرد على القصف الذي تتعرض له القرى المحيطة بها والتي تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة.
وأضاف أن ألوية شهداء إدلب يقتصر قصفها على معمل الزيت في القرية والذي يرفع علم ميليشيا "حزب الله" عليه، ومعمل البلاستيك وكازية الرمان والذي تتخذه قوات الأمن والشبيحة مركزا لها وللمدفعية التي تقصف أهالي القرى المحررة، مبديا استغرابه من سماح أهالي القريتين لتلك الميليشيات بقصف المدنيين، وجعل القريتين ثكنات ومنصات للمدفعية والهاون والدبابات يستخدمها كل من يريد الانتقام لموت أهله.
وكانت شبكة أخبار الفوعة وكفريا الموالية لنظام بشار الأسد أعلنت عبر صفحتها على "الفيسبوك" عن استهداف المجموعات المعارضة المسلحة لقرية الفوعة بجرات الغاز المتفجرة وقذائف الهاون، متهمة كتائب المعارضة المسلحة في مدينة بنش، كما توعدت بالثأر من الدكتور أحمد السيد حسين الذي قتل ظهر اليوم جراء قذيفة أطلقت من مدينة بنش المحايدة لقرية الفوعة.
وقال الناطق باسم "شبكة أخبار الفوعة وكفريا" في تصريح خاص لـ"عربي21": إننا نعيش منذ مئات السنيين مع جاراتنا دون التمييز على أسس طائفية، ولدينا علاقة مصاهرة معهم وهم كثر لكن الأحداث أو مايسميه البعض "ثورة" انطلقت على أسس طائفية".
وأضاف أن أهالي بنش هم من بدأ بقطع الطريق علينا وخطف شبابنا وقتلهم، ولدينا أول شهيد من آل العمر قضى تحت أيديهم، مشيرا إلى أنه لم يكن لدينا أي كتائب ولا قوات تابعة للنظام، بل بدأ كبار السن والوجهاء بالتهدئة ونجحت لفترة ما لكن جميعها بعد فترة باءت بالفشل بسبب انتهاكاتهم المستمرة.
وأضاف الناطق باسم الشبكة "نحن لا نبادر بالقصف بل نرد على قصفهم وقتلهم مثلاً قصفتنا الكتائب الإسلامية المتشددة بالهاون وجرات الغاز وسقط طبيب اسمه أحمد الحج حسين كان يعمل في القرية"، منوها إلى أنه كان هناك تهدئة لأكثر من عشرة أيام بسبب إخلاء بعض الكتائب المتشددة التي كانت تقصفنا مقراتها بسبب ضربات التحالف الدولي، واختتم قائلاً: "لسنا هواة قتل أو تدمير لكننا مضطرون للدفاع عن أنفسنا وحماية أعراضنا وسنواصل الكفاح فداءً لله والوطن".
وكان مدفع "جهنم" انفجر منذ أيام بعناصر تابعة للجيش السوري الحر كانت تستهدف قريتي الفوعة وكفريا، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم وجرح أكثر من أربعة آخرين، أغلب إصابتهم كانت بتر بالأرجل وحروق من الدرجة الأولى والثانية.