مقالات مختارة

المظلومية «السنية»

1300x600
كتب عبد العزيز الخاطر: تقترب العقلية السنية من تشكيل "مظلومية" خاصة بها، بعد كل ما واجهه ويواجهه السنة من قتل وتنكيل  في العراق وسوريا,والمظلومية في الفكر الشيعي حالة من الغياب والبكاء والنحيب واستشعار الظلم  المستمر تنتظر ظهور المهدي المنتظر ليقتص من الظلمة وينصر
المستضعفين "الشيعة".

ما قام به نظام المالكي من جرائم ضد السنة في العراق ومحاولة اجتثاثهم، والحرب الطائفية المشتعلة في سوريا وتدخل إيران الشيعية وحزب الله الشيعي  بشكل قلب الموازين والتكهنات، زيادة الى غموض الموقف الدولي  وتساهله مع النظام السوري العلوي.

كل هذه الأمور  تدفع باتجاه تشكل «مظلومية» سنية لأن المنطقة لاتزال تعايش العقلية الدينية  بدلا من السياسية، لذلك نسمع عن ظهور المهدي في مناطق عدة من العراق يستحث المقاتلين الشيعة لوقف هجوم داعش على المراقد المقدسة، كما نسمع على الجانب الآخر عودة عزت الدوري الى العراق ليقود انتصار السنة والبعث  وتهديده بشنق المالكي يوم الاضحى، بل أنني قرأت اعتقادا أن صدام لم يشنق وإنما شنق شبيهه، وأنه مختف  منذ أواخر التسعينيات، وسيظهر قريبا للقضاء على حكم الشيعة وتحجيمهم كما كان سابقا.

عقلية «المظلومية» وإن كانت عقيدة عند السنة إلا إنها تاريخ عند السنة كذلك، والمهدي منتظر كذلك يؤمن به الشيعة عقائديا، ويؤمن به السنة تاريخيا، وما صرخات وامعتصماه التي تردد اليوم أو واعمراه, وغيرهما التي تصك الآفاق اليوم إلا دليلا تاريخيا على ذهنية المظلومية التى تعشعش في وعي المسلمون اليوم شيعة وسنة. لذلك، فإن للمسلمين تاريخا خاصا مختلفا عن تاريخ أي من الشعوب, تاريخ لا يتقدم  حيث انه دائري، لايملك ميكانيزماته «آلياته» في داخله وإنما من خارجه، انظر الى قنواتهم، قنوات حسينية وقنوات عُمرية، يُذكر يزيد والحسين يوميا أكثر مما يذكر المستقبل، أصبح السب واللعن والشتم ثقافة، وانزوى إسلام محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والسلام بعيدا،  عندما تترك الأخذ بسنن الله في الكون  وتنادي وامعتصماه، فأنت كالذي ينادي بظهور المهدي من مخبئه ليواجه داعش على أسوار بغداد.

 الحقيقة أننا جميعا سنةٌ وشيعة  نؤمن بفكرة «المظلومية» ولكن الحقيقة  الأنصع  أننا ظلمنا أنفسنا ولم يظلمنا أحد «وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون».

(الوطن القطرية)