صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي يرى أن الجهد الاستخباري والعملياتي لن يعيد كل المخطوفين

الحملة للعثور على جثث أربعة من المخطوفين الذين أعيدوا لـ "إسرائيل" كانت طويلة ومعقدة- إعلام القسام
بعد أكثر من سبعة أشهر على أحداث السابع من أكتوبر، وتعهد الحكومة الإسرائيلية بإعادة المختطفين والقضاء على حماس، يبدو أن الأهداف الإسرائيلية للحرب تصطدم بواقع متجدد حول الفشل في ملف تحرير الأسرى، مع نجاح محدود في تحرير جثثهم.

ونشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" مقالا للكاتب يوآف ليمور، يقول فيه إن "الحملة للعثور على جثث أربعة من المخطوفين الذين أعيدوا لإسرائيل كانت طويلة ومعقدة، وتضمنت تحقيقا مع فلسطينيين معتقلين، ومعلومات استخبارية تراكمت وحقائق على الأرض جمعها الجيش والشاباك أتاحت الوصول إلى نفق أخفيت فيه جثامينهم".

وقال الكاتب إن "شني لوك هي الوحيدة التي كانت حولها معلومات مؤكدة أنها قتلت في 7 أكتوبر، ومذكور جيدا الشريط الذي تقشعر له الأبدان، والذي تظهر فيه جثتها محمولة على شاحنة في ساحات غزة. بالنسبة للمخطوفين الثلاثة الآخرين، لم تصل أي معلومات عن حالتهم منذ اختطفوا، ولم يراهم أحد على قيد الحياة، لا إسرائيليين تحرروا من الأسر ولا فلسطينيين خضعوا للتحقيق، والتقديرات كانت أنهم قتلوا في ذاك السبت، وفي معهد التشريح حاولوا تأكيد هذا الآن".

وأضاف: "احتجزت الجثث بشكل مرتب في أكياس، ويبدو أن حماس استعدت لإمكانية أن تكون المطالبة بتسليمهم جزءا من صفقة، ومن يريد يمكنه أن يستمد من ذلك التشجيع لإمكانية الوصول إلى جثامين أخرى لمخطوفين، حيث يوجد كهؤلاء عشرات في غزة، إلا أن العدد الدقيق ليس معروفا، في إسرائيل ذكروا حتى الآن أسماء قرابة أربعين مخطوفا ممن ليسوا على قيد الحياة، وفي الولايات المتحدة يتحدثون عن أعداد أعلى (نحو 50 بالمئة من عموم المخطوفين).

وذكر أن "هذا الجهد الاستخباري – العملياتي لن يعيد إلى البيت الـ 128 مخطوفا المتبقين في الأسر. ومن يدعي ذلك يوهم الجمهور، فهو لن يعيد إلى الديار كل الموتى: التقدير هو أن الكثير من الجثث لن يعثر عليها أبدا؛ لأنها ألقيت في أثناء فرار السبت الأسود أو دفنت تحت ركام المباني، وهو بالتأكيد لن يعيد إلى الديار كل الأحياء: يحتمل وجود حملات إنقاذ أخرى، لكنها ستسمح لحل موضعي فقط".

وأوضح: "من يبحث عن حلول أوسع لن يتفادى الحاجة للعمل على صفقة تعيد إلى الديار عشرات المخطوفين وعلى رأسهم نساء، مجندات، كبار في السن، ومرضى".

حماس تهرب مخطوفين؟
وقال الكاتب إن "المعضلة تحتدم الآن حول الحملة في رفح، فقد عمق الجيش الإسرائيلي سيطرته في الأحياء الشرقية من المدينة، وعاد ليدعو اللاجئين ممن وجدوا فيها ملجأ أن يغادروها. وحسب بيان وكالة الغوث يوم أمس، فان 800 ألف لاجئ خرجوا من رفح حتى الآن".

وذكر "إذا كان هذا المعطى دقيقا، يكون تبقى في المدينة نحو 600 ألف لاجئ، مغادرتهم حيوية لأجل السماح بحملة ناجعة تقلص خطر الإصابة الواسعة للمدنيين الفلسطينيين".

وإضافة إلى ذلك، اعتبر الكاتب أن "هذه الحملة ستمس بقسم من قدرات حماس في المدينة الجنوبية، لكنها لن تعفي إسرائيل من مواجهة مسألتين مركزيتين تواجههما الآن أيضا. الأولى قضية المخطوفين، وبقدر ما هو معروف يحتجز في رفح عشرات المخطوفين الذين ستزيد الحملة الخطر على حياتهم، فقد وجهت حماس رجالها لتصفية المخطوفين في كل حالة يكون فيها تخوف من أن يتم إنقاذهم وهم على قيد الحياة، وبقدر ما هو معروف أن هذه التعليمات سبق أن نفذت في عدة حالات، ومعقول أيضا أن تحاول المنظمة أن تهرب مرة أخرى مخطوفين شمالا (ربما إلى خانيونس)، بمعنى أنه حتى بعد أن تنتهي الحملة في رفح ستبقى إسرائيل مع التساؤل كيف سنعيد المخطوفين إلى الديار – المشكلة التي تواجهها في مناطق أخرى في القطاع أيضا".

وشرح أن "المسألة الثانية هي مستقبل القطاع ومستقبل إسرائيل أمامه. لضرب رفح توجد أهمية تتجاوز القضاء على اللواء الخامس والأخير لحماس: فهي إستراتيجية من ناحية تهريب السماح وجباية الضرائب على البضائع في معبر رفح، وإسرائيل يمكنها أن تسيطر على المنطقة لكن لأجل تغيير الواقع فيها تحتاج إلى مصر. وفي الأسابيع الأخيرة توجد بين القدس والقاهرة قطيعة خطيرة من الواجب إنهائها.

واعتبر أن "مصر هي شريك إستراتيجي في الجوانب السياسية للسلام، وأساسا في الجوانب الأمنية. توجد لها مصلحة واضحة في القضاء على حماس – الفرع الغزي للإخوان المسلمين، العدو المعلن للحكم المصري – وعلى إسرائيل أن تجد السبل في دمجها في الجهد لتجريد القطاع من السلاح".
وأشار إلى أن توافقات كهذه مع مصر "لن تتحقق دون الاهتمام بهوية الحكم المستقبلي في غزة. إسرائيل تتملص من ذلك، وعمليا تخلف حكم حماس، وحسب تقديرات مختلفة، راكمت المنظمة في الأشهر الأخيرة أكثر من نصف مليار دولار من بيع المساعدات الإنسانية الوافدة إلى غزة، ما يتيح لها مواصلة دعم جهازها العسكري والجهاز المدني المؤيد الذي يعتمد عليه السكان الغزيون.

إعادة صياغة الأهداف
وقال الكاتب ليمور إن "العمل على حل في غزة سيسمح لإسرائيل أيضا بأن تدفع قدما بحل للأزمة في الشمال، والتي تتعمق كل يوم، ونهاية الأسبوع الأخيرة كانت قاسية على نحو خاص مع مئات المقذوفات من الصواريخ، مضادات الدروع والمُسيرات إلى الأراضي الإسرائيلية، ورغم أن قسما كبيرا من الهجمات أحبطت، كانت أيضا إصابات في أراضي إسرائيل أوقعت ضررا واضحا بالممتلكات".

وأضاف أن "معظم المواطنين لا يشاهدون ما يحصل، لكن الجليل الأعلى والجليل الغربي هما مناطق قتال خطيرة، وإذا استندنا إلى أقوال سكان الشمال – مناطق محتلة في داخل إسرائيل. هذا إنجاز إستراتيجي لحزب الله لا تنجح إسرائيل في إعطاء جواب له. وبادعائها بان لحزب الله أيضا لحقت أضرار جسيمة وجنوب لبنان أيضا مخلى من السكان لا يوجد مواساة، فمشاكل لبنان بعيدة عن أن تكون فرحة إسرائيل".

وأكد على أهمية تقرير "إسرائيل ماذا تريد في الساحة الشمالية – حرب أم اتفاق – وأن تعمل بموجب ذلك، وحاليا تواصل تفضيل المعركة في غزة في ظل موافقتها على إخلاء سكان الشمال من بيوتهم والدمار المتواصل للبلدات، للقواعد والبنى التحتية".

واعتبر أن "هذا قرار يجب شرحه بشجاعة للجمهور، لكن مطلوب على الأقل إسناده بمساعدات اقتصادية – مدنية مكثفة للبلدات والسكان المتضررين، إلا أنه لسوء الحظ تهرب الحكومة من ذلك: فهي لا تتحدث مع السكان ولا تساعدهم. وكل هذا يحصل بينما تغرق إسرائيل في فوضى سياسية، فيما أن في الخلفية قانون التجنيد الفضائحي والتهرب المتواصل من المسؤولية لمن تركوا إسرائيل تعلق في كارثة 7 أكتوبر ويديرونها بشكل غير مرض منذئذ. يبدو أن لا مفر من أن تعيد إسرائيل صياغة نفسها وأهدافها من البداية قبل أن تعمق الحفرة التي توجد فيها في كل مكان ممكن".
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع