أماطت المشاهد المُروعة الموثّقة من قلب
مجمع الشفاء الطبي، عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي منه، اللثام، عن وجه آخر من بشاعة الاحتلال، الذي لم يرحم لا بشرا ولا حجرا، وضرب عرض الحائط كافة القوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، منذ أشهر طِوال.
وتفاعل عدد مُتسارع من مختلف منصات التواصل الاجتماعي، عبر العالم، مع مشاهد مُجمّع الشفاء، بكل ما فيها من خراب وبؤس، فيما وقف كثيرون على مشاهد علقت بقلوبهم قبل نظراتهم، وهي الجُثث المُحترقة، بالقول: "هذه ليست حفريات بل إنها جثث".
"ليست حفريات"
مقاطع كثيرة، أتت تبصم على واقع مُروّع آلت إليه الأوضاع الإنسانية في قلب قطاع
غزة المحاصر، وهي التي وصفها أدهم أبو سلمية، بكونها "تُبكي القلب".
وأوضح أبو سلمية، وهو المتحدث الإعلامي السابق للجنة كسر الحصار عن غزة (2013/ 2020)، عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "الآثار التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي النازي في مستشفى الشفاء تُبكي القلب، دمر المستشفى الأكبر في فلسطين، حفر قبور الموتى، قتل المئات من الأطفال والنساء والأبرياء داخل المستشفى وفي محيطه، ترك أكثر من 170 مريضاً وطبيباً لأكثر من أسبوعين بلا طعام أو شراب حتى تعفنت جروح المصابين..".
وتابع أبو سلمية، في تغريدة، عرفت تفاعلا متسارعا: "لقد قرأت عن كل أنواع النازية والفاشية لكني لم أشاهد كالذي شاهدته اليوم، هذا سلوك تجاوز الفعل الحيواني بمراحل، هذا سلوك يدعونا للتحرك الآن لإنقاذ البشرية من هؤلاء الساديين والمرضى النفسيين..".
وقال المتحدث نفسه، عبر تغريدة أخرى في حسابه بمنصة "إكس": "إن أفضل هدية يمكن أن نُقدمها للبشرية، هي بتخليصه من هذه "الحيوانات البشرية" السادية النازية المجرمة، ما فعلوه في مستشفى الشفاء يؤكد أننا أمام وحوش وليسوا بشرا، أمام مجموعة من الساديين والمرضى النفسيين المعبئين بالحقد والإجرام والإرهاب".
من جهته، غرّد الإعلامي الفلسطيني ورئيس منتدى الشرق، وضاح خنفر، في حسابه على منصة "إكس": "نعرف أن الصهاينة مجرمون، لكن الذي يتكشف في محرقة مستشفى الشفاء يدل على أنهم قد توحشوا أبعد بكثير من أي تقدير، إنهم يكتبون نهايتهم بأيديهم، هذه الصور وتلك الأجساد المحترقة ستكون وقودا يُشعل نار التحرير".
إلى ذلك، توالت المنشورات والتغريدات على جُل منصات التواصل الاجتماعي، مصحوبة بصور ومقاطع فيديو توثّق العدوان الأهوج للاحتلال الإسرائيلي، على كامل القطاع المحاصر، خاصة مجمع الشفاء، الذي عاش أياما متواصلة على وقع حصار وإبادة.
وأكد مغرّد آخر، استخدم وسم "مجمع الشفاء الطبي" على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "هذا ما تبقى من مستشفى الشفاء بغزة، إنهم قوم لا أمان لهم، دمروه لكي لا يجد مريض مكانا للدواء ولا مصاب مكانا للعلاج فتهاجر الساكنة عن وطنها وتبقى غزة لهم بعد إفراغها من سكانها، و لكن هيهات هيهات"، فيما تداول آخرون جُملة من المقاطع التي تكشف عن الرضا الدفين داخل الغزّاويين بأقدارهم، وبصبرهم الدفين، وإصرارهم على الحياة والأمل رغم المصاب الجلل.