قال المحلل العسكري في
صحيفة يديعوت أحرونوت، رونين بيرغمان؛ إن أحدا في إسرائيل، لا يريد الاعتراف باستحالة تحرير الأسرى، أو القضاء على
حماس، وبدلا من ذلك، يحفظ الوزراء والمتحدثون
ورئيس الحكومة والمؤسسة الأمنية، رسالة للجمهور، أن للعملية هدفين؛ تدمير البنية
التحتية لحماس وقدراتها وحكمها، وإطلاق سراح الأسرى.
وأضاف في مقال
بالصحيفة ترجمته "عربي21"، أن هذه الرسائل التي يحفظها المسؤولون
لترديدها على الجمهور وبقية العالم، ويتحدثون عن أن المناورة البرية، هي الوسيلة
الأساسية للضغط على السنوار للتوصل إلى صفقة، لذلك يجب أن تستمر سواء حققت الهدف
الأول أم لا.
وتابع، لكن هذا
التصريح لا يقل دقة عن تنبؤات الجيش الإسرائيلي قبل حرب لبنان الثانية، بأنه في
حال اشتعال الوضع القتالي ضد حزب الله، فإن القدرات الجوية والبرية للجيش، ستكون
قادرة على تعطيل جميع مصادر النيران، ولن يتمكن حزب الله من إطلاق الكاتيوشا على
إسرائيل، إلا عن ظهر حمار، كما قال متحدثو الجيش قبل الحرب، وفي النهاية تبين أن
هناك كاتيوشا وأكثر من ذلك بكثير، وكان هناك حمار، لكن ليس من المؤكد أنه كان يمشي
على أربع.
وشدد على أننا كنا أمام مفترق طرق، إما خوض
مفاوضات وإطلاق سراح الأسرى، أو القيام بمناورة برية، ومن كان في رأسه عين حتى ذلك
الحين، يعلن أن الطريقين متضادان في الاتجاه وفي النتيجة، ويلغي أحدهما الآخر وكما
قلنا وحذرنا، هذان ليسا خيارين، بل خيار وثلاثة أرباع، ستتحول تلقائيا إلى
خيار ونصف، ثم يختفي تماما.
وقال؛ إنه كان من
الواضح تماما، أن الدعم غير المسبوق، الذي منحه العالم لإسرائيل، في ظل الفظائع،
سوف ينفد، وفي النهاية بايدن سوف يتعب منه. وقلنا؛ إن التحرك البري يجب أن يكون
قصيرا، ولا يمكن أن يستمر؛ لأن الجيش بحاجة إلى الوصول إلى هدف.
وأضاف: "من خطط
للبقاء في
غزة عاما، وظن أن ذلك ممكن، فهو شخص ساذج أو تنقصه معلومات عامة عما حدث
لإسرائيل في الجولات السابقة، أو أحداث مماثلة في العالم؛ لأنه لم يكن هناك شك في
أن العالم لن يسمح لإسرائيل بالبقاء في غزة، والضغط الدولي، وارتفاع الخسائر في
صفوف المقاتلين من جيش متعثر ومكشوف أمام الإرهابيين، الذين اعتادوا تجميع صفوفهم، سيجبر الجيش على الانسحاب قبل ذلك بكثير".
وقال بيرغمان؛ إن أحدا
لم يثر أن الجمهور واحتمال أن يكون القادة يخلقون وهما كاذبا، ومن المرجح إنهاء
إسرائيل جولتها من القتال المسلح، دون تحقيق الهدف الأول للحرب، بالتدمير الكامل، إنما هي مجموعة من الصواريخ فقط دون تدمير كبير لشبكة الأنفاق تحت الأرض، وأضرارا جزئية
للغاية،في مجموعة يحيى السنوار وكبار مساعديه السبعة، الذين لم يقتل سوى اثنين
منهم فقط حتى الآن.
وشدد على أنه "كان
من الواضح أنه سيكون من الصعب للغاية تحرير المختطفين بقوة السلاح، وأن الجيش سيصل
في النهاية على الأكثر إلى وضع يحاصر فيه آخر حصن تحت الأرض فيه السنوار والضيف،
وبعد ذلك، تحت الأرض، في ظل ظروف ضغط حقيقي على زعيم حماس، سيحاول التوصل إلى نوع
من الصفقة".
وتابع: "الجيش
حقق إنجازا هائلا بمجرد فكرة الذهاب إلى الحرب، بعد عقدة الخوف، والضربة المهينة
في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، التي شكلت واحدة من أكثر الأمور خطورة، وجزء كبير من القوات من
جنود الاحتياط الذين تكيفوا بصعوبة هذا، إن تأقلموا على الإطلاق مع العدد الكبير من
التقارير والفوضى العامة، وخاصة مقتل الأسرى الثلاثة، والقتال في المناطق المبنية
وتآكل وحدات في العملية البرية، التي استمرت لفترة طويلة جدا، مع عدد قتلى فظيع، رغم أنه أقل مما كان متوقعا في هذه الظروف".
وأشار بيرغمان، إلى أن خيار تحرير الأسرى، لم
تجر إضافته كهدف ثان للحرب، إلا في 16 تشرين ثاني/أكتوبر بعد ضغط شعبي، وكرر
المسؤولون أن التحرك البري سيساعد بإطلاق سراحهم، وتثبت تجربة أسابيع من القتال، أن
المناورة البرية كعامل تسريع في الوصول إلى صفقة أو مفاوضات، ليس دقيقا، فالصفقة
التي تم التوصل إليها سابقا، كانت مطروحة على الطاولة بالفعل بعد وقت قصير من دخول
القطريين الحدث، كانت التغييرات مقارنة بالنسخة النهاية طفيفة.
وقال المحلل العسكري؛ إن إسرائيل ألحقت الضرر بحماس، لكنها بعيدة كل البعد عن التغلب عليها؛ لأن من يجلس
في نفق تحت الأرض، ليس لديه أي اهتمام كبير بالتوصل إلى صفقة، وهناك من يعتقد أن
إسرائيل أصبحت فجأة مهتمة بالصفقة؛ لأنه بات واضحا للجميع، أنها ستضطر للتوقف تحت
الضغط الأمريكي، وحتى الصقور في الجيش، الذين طالبوا بمواصلة المناورة، يجب ألا
يعارضوا الصفقة، بل على العكس، ستكون صفقة الأسرى نهاية متفائلة للحرب، وأكثر متعة
بكثير مما لو طلب الأمريكيون من إسرائيل ببساطة التوقف والانسحاب.