صحافة تركية

كاتب تركي: مقاطعة التجارة مع الاحتلال والشركات الداعمة له واجب ديني

تشهد تركيا حملة مقاطعة تشارك فيها عشرات البلديات والمؤسسات الحكومية والخيرية ومئات الآلاف من المواطنين- الأناضول
نشرت صحيفة "يني أكيت" التركية مقال رأي للكاتب مصطفى تشيليك سلط فيه الضوء على أهمية مقاطعة التجارة مع الاحتلال الإسرائيلي والصهاينة. 

وقال الكاتب، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الصهاينة يحاربون الله والنبي والمسلمين.
 ‌

وأشار الكاتب إلى أن مقاطعة الشركات التي ترعى الدولة الإرهابية العالمية الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال، جزء من الجهاد الواجب.

وتعد مقاطعة جميع الشركات والأفراد والمؤسسات التي تعلن دعمها الصريح للعلامات التجارية والمنتجات الصهيونية ووحشيتها ضرورة لتكون إلى جانب الحق والعدالة، والنضال ضد الباطل والظلم. وأي موقف أو تصريح أو علاقة تدعم بشكل مباشر أو غير مباشر وحشية الصليبيين والصهيونية خطيئة دينية كبيرة، وفق الكاتب. 

سأل خياط عالمًا: "أنا أخيط ملابس الظالمين. هل أكون بذلك من الذين يساعدون الظالمين وفقًا للآية 17 من سورة القصص؟؟" فأجاب العالِم قائلاً: "لا، أنت لست ممن يساعدون الظالمين بل الذين يبيعون لك الإبر هم من يساعدون الظالمين. أما أنت فقد صرت الظالم نفسه"، كما ورد في (الألوسي، روح المعاني (20/49) فهل هناك فرق بين خياطة الملابس للظالمين وبين إبقاء اقتصاد الظالمين على قيد الحياة؟

لنتأمل الآية المعنية مع الآية التي قبلها: (وَدَخَلَ الْمَدٖينَةَ عَلٰى حٖينِ غَفْلَةٍ مِنْ اَهْلِهَا فَوَجَدَ فٖيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِؗ هٰذَا مِنْ شٖيعَتِهٖ وَهٰذَا مِنْ عَدُوِّهٖۚ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذٖي مِنْ شٖيعَتِهٖ عَلَى الَّذٖي مِنْ عَدُوِّهٖۙ فَوَكَزَهُ مُوسٰى فَقَضٰى عَلَيْهِؗ قَالَ هٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِؕ اِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبٖينٌ ﴿١٥﴾ قَالَ رَبِّ اِنّٖي ظَلَمْتُ نَفْسٖي فَاغْفِرْ لٖي فَغَفَرَ لَهُؕ اِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحٖيمُ ﴿١٦﴾ قَالَ رَبِّ بِمَٓا اَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ اَكُونَ ظَهٖيراً لِلْمُجْرِمٖينَ ﴿١٧﴾ فَاَصْبَحَ فِي الْمَدٖينَةِ خَٓائِفاً يَتَرَقَّبُ فَاِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْاَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُؕ قَالَ لَهُ مُوسٰٓى اِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبٖينٌ ﴿١٨﴾) في الآية الكريمة، يقول موسى عليه السلام لن أؤيّد المجرمين. والوقوف مع المجرم لا يعني خياطة ملابسه، بل الوقوف بجانبه فيما يتعلق بالجريمة التي يرتكبها، وتقديم المساعدة له.


وأوضح الكاتب أن التعامل مع شخص غير عادل وظالم، شريطة عدم مساعدته على قسوته وظلمه، أو القيام ببعض أعماله المشروعة، ليس داخلاً في نطاق هذه الآيات. قال الأعمش رحمه الله: "لا يحل لأحد أن يكون معينًا للظالم، أو أن يكون له كاتبًا، أو صديقًا. فإذا فعل أحدٌ من ذلك، فقد كان مساعدًا للظالمين". وفي الحديث الشريف: "يوم القيامة ينادي منادٍ: أين الظالمون وأين أمثالهم وأين أعوان الظالمين، حتى من مد لهم حبراً أو نقش لهم قلماً؟ فيجمعون في تابوت من حديد ويطرحون في النار".

وسأل كاتب أموي آخر الإمام الشعبي قائلا: يا أبا عمرو! أنا مسؤول فقط عن تسجيل القرارات ونشرها. لا أفعل أي شيء آخر. هل رزقي الذي أكسبه بسبب هذا المنصب حلال أم حرام؟ فأجابه: "من الممكن أن يحكم شخص بريء بجريمة قتل ويخرج الحكم بقلمك، أو أن يُغصب ملك أحدهم بظلم، أو يُؤمر بتدمير بيت شخص آخر، وكل الأوامر تخرج من قلمك". بعد ذلك، قال الكاتب: "من اليوم فصاعدًا، لن يخرج أحكام الأمويين من قلمي!" رد الإمام قائلاً: "إذن الله سيمنحك رزقك اليومي!". وكما قال الإمام القرطبي: "من يمشي مع الظالم معونة له فهو ظالم".

وبناءً على هذا الحديث والجواب الذي قدمه الإمام الشافعي، يمكن القول إن مساعدة الظالمين، سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ذنب كبير، ويجب على المسلم أن يحرص على عدم الوقوع فيه. لذلك، إن مقاطعة بضائع أمريكا الإرهابية وإسرائيل، ليست فضيلة، بل واجب ديني.