قالت صحيفة عبرية، إن
الاحتلال الإسرائيلي يخوض حربا على سبع
جبهات، ما يجعل العملية الحالية هي الأكثر تعقيدا على الإطلاق.
وأوضح الخبير الإسرائيلي يوآف ليمور، في مقال له بصحيفة "
إسرائيل اليوم" العبرية وترجمته "عربي21"، أن "إسرائيل" منذ أمس تشهد حربا في سبع جبهات، وتعددها والتزامن بينها يجعل من الحملة الحالية أكثر تعقيدا، تتطلب رباطة الجأش.
وأضاف أن الجبهة الأولى والأكثر شراسة هي
غزة، وصورة الهجوم البري الذي يشنه الجيش لم يتضح بعد، بسبب الضباب الذي يحيط بالمعركة، ولكن هذا لا يعني استنتاج أن هزيمة حركة حماس وشيكة، فحتى قادة الجيش الأكثر تفاؤلا يعتقدون أن العملية ستستغرق أسابيع للتمكن من الإضرار بقدرة حماس العملياتية والحكومية.
وأشار إلى أن يوم أمس كان صعبا للغاية، مع سقوط عدد من القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، والمطلوب من الرأي العام الإسرائيلي التهيئة للصعوبات التي ستحملها الفترة المقبلة.
أما الساحة الثانية، بحسب الخبير الإسرائيلي، فهي جبهة الشمال، وخاصة
لبنان، أما سوريا فهي ساحة ثانوية، وقد تم إطلاق عدد من الصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون على شمال فلسطين المحتلة، فيما قام الجيش بضرب البنية التحتية لحزب الله.
وزعم أن حزب الله عازم على الحفاظ على الحفاظ على مستوى معين من القتال، وتحقيق خسائر في الجيش الإسرائيلي كجزء من جهوده لمساعدة غزة، ولكن هناك اعتقاد بأن الحزب غير مهتم بالتحول إلى حرب شاملة.
وتابع الخبير، بأنه يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تقرر ما يجب فعله أمام القوة الهائلة التي يحتفظ بها حزب الله على طول الحدود، كما أن العديد من المستوطنين أعلنوا صراحة أنهم لن يعودوا إلى منازلهم طالما أن التهديد القادم من الشمال ما زال حيا ونشطا.
أما الجبهة الثالثة، فهي الضفة الغربية، وفي كل ليلة يقوم الجيش الإسرائيلي والشاباك بتنفيذ عشرات الاعتقالات، كما أن السلطة الفلسطينية بدأت بالتصرف بعدوانية ضد نشطاء حركة حماس، خوفا من استغلال الزخم والانقلاب عليها.
وأضاف الخبير، أنه في ظل أحداث الجنوب، كانت هناك أيضًا زيادة حادة في هجمات عناصر المقاومة الفلسطينية، ما دفع الجهات الأمنية إلى التحذير من أن ذلك قد يؤدي إلى تدهور الوضع ميدانيا. وأصدر الأمريكيون تحذيرات مماثلة، مطالبة الحكومة بالتحرك لكبح جماح المقاومة هناك.
والجبهة الرابعة تأتي من العمق، وكان من أبرز مظاهرها إطلاق صواريخ مضادة للطائرات من اليمن إلى "إسرائيل"، وصواريخ كروز وإرسال طائرات مسيرة، ولأول مرة أمس اعترض نظام آرو صاروخ أرض- أرض.
"وبعد اعتراض القوات الأمريكية والسعودية عمليات إطلاق مماثلة، فقد قام الحوثيون بتغيير مسارات طيران الطائرات المسيرة، واضطرت إسرائيل إلى التعامل معها بالقرب نسبيا من أراضيها"، على حد قوله.
وأشار الخبير إلى أنه من المرجح أنه إذا استمر هذا النشاط بالكثافة الحالية، فإن تل أبيب سوف تواجه معضلة ما إذا كان يجب ردع
الحوثيين بطرق أخرى.
ويرى أن الجبهة الخامسة التي تواجهها تل أبيب، هي قضية الأسرى لدى المقاومة في غزة، وقال إنه "رغم أن تصريحات الناطق باسم حماس عززت من جديد الآمال بإطلاق سراح العديد من المختطفين، فإنه حتى لو تم الإفراج خلال الأيام المقبلة فإن الوضع يبقى صعباً ومعقدا".
وأضاف أن تل أبيب "تحاول استخدام عدة مسارات سياسية وأمنية وغيرها، لكنها قد تضطر إلى الدفع بالعملية الإنسانية من أجل إطلاق سراح المختطفين، والأولوية بطبيعة الحال هي للأطفال والنساء وكبار السن".
أما الجبهة السادسة، فهي
الاقتصاد الإسرائيلي، وفي المناقشات التي جرت في الأيام الأخيرة، فإن ثمن الحرب يرتفع باستمرار نتيجة عملية التعبئة المكثفة من الاحتياط، وإجلاء المستوطنين في الجنوب والشمال، والركود في قطاعات واسعة من الاقتصاد.
وتشير التقديرات الحالية إلى عجز يزيد على الـ100 مليار شيكل إسرائيلي، ومن المتوقع أن يزداد مع استمرار الحرب، مع تأخير عودة الاقتصاد إلى نشاطه السابق.
أما الجبهة السابعة، فهي الساحة الدولية، وهي تتألف من عنصرين مركزيين مترابطين، وهما الدبلوماسية والمناصرة، وهما ضروريان لتزويد إسرائيل بالشرعية اللازمة لمواصلة العملية في قطاع غزة.
وزعم الخبير الإسرائيلي، أن تل أبيب تحقق في هذه الأثناء نجاحا في هذا الإطار بين حكومات الغرب التي تؤيد تحركاتها العسكرية في قطاع غزة، لكنها في الوقت ذاته تدفع الثمن في الرأي العام العالمي الذي ينحاز بوضوح للجانب الفلسطيني.
ولفت إلى أن "معاداة السامية" تزايدت في جميع أنحاء العالم، والأمر الذي سيؤدي تلقائيا إلى زيادة المخاطر التي يتعرض لها الإسرائيليون في جميع أنحاء العالم.