سياسة دولية

"الإسلامي البريطاني": خطاب وزيرة الداخلية عدواني ضد المسلمين ومؤيدي فلسطين

وصفت بريفمان "عشرات الآلاف" من المتظاهرين بالتطرف والكراهية- عربي21
أثار هجوم وزيرة الداخلية البريطانية سويلا بريفمان على مسيرات مؤيدي فلسطين؛ انتقادات واتهامات بإثارة الانقسام في المجتمع البريطاني.

وكانت بريفمان قد قالت في وقت سابق: "في رأيي، هناك طريقة واحدة فقط لتعريف هذه المسيرات، بأنها مسيرات كراهية"، وزعمت أنها "تهدف إلى مسح إسرائيل من الخارطة".

وأوضحت أن الحكومة البريطانية تراجع القوانين المتعلقة بالتظاهرات، وقالت: "إذا كنا بحاجة إلى تغيير القوانين، كما فعلنا العام الماضي لمنع الاحتجاجات، فلن أتردد في اتخاذ الإجراءات"، لكنها قالت إن القوانين الحالية تمنح الشرطة والمدعي العام السلطة الكافية لمواجهة أي انتهاكات خلال التظاهرات.

وسبق أن طالبت بريفمان الشرطة البريطانية بحظر رفع الرموز الفلسطينية، بما في ذلك العلم الفلسطيني، وقالت إنه رغم كونه قانونيا، فإن رفعه في هذا الوقت يمثل تمجيدا للإرهاب.

من جهتها، علقت البارونة سيدة وارسي، عضو مجلس اللوردات عن حزب المحافظين، قائلة: "هل لأحدكم أن يبلغ وزيرة الداخلية بأن الطريقة التي تحافظ بها على المجتمعات آمنة هي ببقائها موحدة، وليس عبر خلق الانقسامات عبر أكاذيب سامة".


وأضافت وارسي عبر حسابها على منصة إكس (تويتر سابقا): "هي لا تتعلم أبدا.. هي لا تفوّت أي فرصة لخلق حرب بين الثقافات".

من جانبه، عبّر المجلس الإسلامي البريطاني عن قلقه من "الخطاب العدواني ضد المسلمين بشكل عام ومؤيدي فلسطين بشكل خاص". وحذر المجلس من "الخطاب الانقسامي المتصاعد، بينما الأزمة في الشرق الأوسط تزداد عمقا".

وأشار المجلس في بيان إلى "تصاعد اللغة المتطرفة المستخدمة من وزيرة الداخلية، التي بدأت الأزمة، بالإشارة إلى أن التلويح بالأعلام الفلسطينية يمكن أن يكون معاديا للسامية، والآن تصف مئات الآلاف من الناس الذين خرجوا إلى الشوارع سلميا للمطالبة بوقف إطلاق النار؛ بالمتطرفين.. هؤلاء يتشاركون مع نحو 76 في المئة من البريطانيين الذين عبروا عن رغبتهم بوقف إطلاق النار".

وأكد البيان أن "اللغة الانقسامية لوزيرة الداخلية تذكر بالتعصب المرتبط بالإسلاموفوبيا والمترسخ داخل حزب المحافظين". وأشار في هذا السياق إلى مقال لمرشح من حزب المحافظين "دعا دون خجل لمحاكمة عقيدة وممارسة المسلمين".

وقالت رئيسة المجلس زارا محمد: "خلال هذه الأوقات من الأزمة، ندعو إلى قيادة مسؤولة. إننا ندين تصاعد حوادث معاداة السامية والإسلاموفوبيا منذ بداية الأزمة. يجب أن نجلس معا لنصل إلى أرضية مشتركة ونتحدث ضد هاتين الآفتين"، مضيفة: "السياسيون وقسم من الإعلام لدينا يغذون الإسلاموفوبيا أمام أعيننا وهم يتمتعون بالحصانة".

وقال الإعلامي في تلفزيون "آي تي في" بول براند إن بريفمان: "تشمل كل هؤلاء عشرات الآلاف من المتظاهرين بتصريحها".


وأضاف براند على منصة إكس: "الخطر مع تعليقات كهذه، سواء كنت تتفق مع هؤلاء أم لا، أنها تخاطر بخلق انقسام خطير يزداد عمقا. هذه المسيرات ستشعر بأنها منبوذة. البعض يتساءل عما إذا كانت وظيفة وزير ما هي التهدئة بدلا من التهييج".

كما دخلت على خط التعليقات وزيرة الداخلية في حكومة الظل إيفيت كوبر، التي قالت إن تصريحات بريفمان تجعل مهمة الشرطة "أكثر صعوبة".

وتزداد الضغوط على الشرطة من الحكومة وحزب المحافظين للتعامل بقسوة أكبر مع المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، حيث لم تعتقل الشرطة حتى الآن سوى عدد محدود من المشاركين بهذه التظاهرات بسبب ارتكاب مخالفات مثل ارتكاب جريمة كراهية أو الاعتداء على الشرطة.

وقالت كوبر: "مسؤولية وزيرة الداخلية هي لجعل مهمة الشرطة أسهل للتعامل مع جريمة الكراهية والتطرف، بينما تتم طمأنة المجتمعات المختلفة التي أصيبت بتوتر عميق بسبب الأحداث في الشرق الأوسط، وليس استخدام خطاب دون مبالاة، وبطريقة تجعل مهمة الشرطة أكثر صعوبة".