تحدث دبلوماسي إسرائيلي عن الوضع السياسي العاصف في
الولايات المتحدة الأمريكية في زمن الرئيس الحالي، جو
بايدن، الذي يسبق
الانتخابات الرئاسة القريبة، مؤكدا أن أمريكا تعيش حالة من التناقض.
وذكر السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، في مقال بصحيفة "
معاريف" العبرية، أن "الساحة السياسية في الولايات المتحدة قبيل انتخابات الرئاسة في 2024؛ هي الأكثر عصفا منذ الأزل، وقد يتشكل وضع متناقض يتنافس فيه خاسران ظاهرا، الرئيس جو بايدن وسابقه دونالد
ترامب، لكن هناك أيضا إمكانية أخرى، عبثية بقدر لا يقل، أنه في يوم الانتخابات ستظهر في صناديق الاقتراع أسماء أخرى".
وقال إنه "في الجانب الديمقراطي تجتاح أمريكا موجة من الشكوك والتساؤلات حول الرئيس بايدن وبالذات من جهة مؤيديه؛ ويسأل بيرت ستيفنس، أحد كُتاب مقالات الرأي الكبار في "نيويورك تايمز": "لماذا هناك ديمقراطيون كثيرون سلبيون تجاه بايدن؟، البطالة هبطت إلى أدنى مستوى في التاريخ، وكذا التضخم المالي خبا، ونحن نلحق بروسيا إهانة استراتيجية في أوكرانيا، وتوجد حالات قتل أقل في المدن مقارنة بالسنة الماضية، فلماذا إذن فقط 20 بالمئة من الجمهور يعتقدون أن الاقتصاد ممتاز أو جيد، بخلاف 49 بالمئة يعتقدون أنه فاشل؟، ما هو السبب الذي يجعل أغلبية مطلقة في الجمهور الأمريكي متشائمين بالنسبة لمستقبل بلادهم؟".
وبحسب استطلاع "غالوب" فإن "قدرا أقل من الأمريكيين يثقون اليوم برئيسهم مما كانوا في أواخر رئاسة ترامب".
وسار خلف ستيفنس المحلل روس دوتات من ذات الصحيفة، ويبدأ بجملة "بايدن هو رئيس غير شعبي، ويمكن بسهولة أن يخسر في الانتخابات لدونالد ترامب في 2024".
أما في "واشنطن بوست" التي تميل هي أيضا إلى الجانب الديمقراطي، يظهر مقال المحلل الشهير ديفيد اغنيشيوس مع عنوان "لماذا جو بايدن غير شعبي بهذا القدر؟"، وينتهي بجملة: "الرئيس بايدن لا يجب أن يتنافس في 2024".
ويقدم هؤلاء المحللين وأصحاب الرأي لأنفسهم الأجوبة على استفساراتهم، فقد أوضح ستيفنس، أن "الجريمة تسيطر في الشوارع والفوضى في المدارس العامة، وهناك تسيب في الحدود، ما جعل موضوع المهاجرين أزمة وطنية".
وخلص الكاتب إلى أنه "تحت نظام بايدن وفشل الانسحاب من أفغانستان، أصبح العالم آمنا أقل، كما أن المستهلك الأمريكي لا يشعر أن جيبه وحسابه البنكي يتحسن، وفضلا عن كل هذا، إلا أن السبب المؤثر للغاية هو العمر المتقدم لبايدن الذي يتسبب في تضخيم كل كبوة له، مهما كانت طفيفة بلسانه أو بخطواته، وليس فقط من قبل معارضيه".
وقال السفير السابق شوفال "حقيقة، نائبة الرئيس كاميلا هارس، أقل شعبية منه ولا تساعد، ناهيك عن القضايا المحرجة لابنه هانتر"، متعبرا أن كل مرشح جمهوري، وليس فقط ترامب سينتصر على بايدن، وإن كان بفارق نسبي صغير فقط".
وأضاف: "لئن كانت عودة الرئيس بايدن إلى البيت الأبيض ليست مسألة مبهجة، ففي طريق ترامب توجد معوقات، فقد لا يمنعه جهاز القضاء من التنافس رغم المخالفات الخطيرة المنسوبة له، لكن محكمة الشعب قد تفعل ذلك، فالتأييد له من جانب "القاعدة" لا يزال عاليا جدا ويبقي كل المتنافسين الأخرين بعيدا وراءه".
وأشار إلى أنه "مؤخرا ثارت علامات تحذير؛ واستطلاع في أوساط رؤساء الفروع في الحزب الجمهوري تظهر أن قسما كبيرا منهم يتردد ومنفتح على مرشحين آخرين، بينما بعض من المتبرعين الكبار في الماضي لترامب يغلقون هذه المرة جيوبهم".
وتابع: "كالمعتاد، عندما سيسألون على الفور من وماذا أفضل لليهود رغم أن اليهود أنفسهم منقسمون حول ما هو جيد لهم، لكن هنا يقصر اليراع عن البحث بشكل مستفيض، ونكتفي بالقول؛ إن عدم الاستقرار السياسي في الولايات المتحدة يستوجب من إسرائيل دبلوماسية حكيمة وحذرة جدا في السنة القريبة القادمة، دون أن نخرج عن أطوارنا عبر تصريحات تملق من جانب هذا المرشح أو ذاك، وأيضا دون أن نغلق آذاننا عن تصريحات مثنية أقل، وبخاصة بالحرص من جانبنا على الثنائية الحزبية، رغم أن هذا المفهوم آخذ في الاختفاء في أمريكا".
وأكد أن "لإسرائيل مع ترامب، كانت هناك تجربة جيدة، لكن لا ينبغي أن نتجاهل تقلباته أيضا، وبالنسبة لبايدن، رغم بعض السلوك المهزوز بالنسبة لدعوة رئيس الوزراء نتنياهو، لكن أساسا ما يبدو كموقف هزيل وغير مقرر بالنسبة للنووي الإيراني، فإن الإيجابي أكثر من السلبي، وكما كتب في مجلة "فورين أفيرز": لدى إدارة بايدن دافع قوي للتقدم مع إسرائيل، هذا يتناسب ليس فقط مع آراء الرئيس بايدن بل وأيضا مع الأهداف الأوسع للإدارة في الشرق الأوسط، ينغرس هذا النهج بقلق على مكانة الولايات المتحدة في المنطقة وبهدف تحقيق الاستقرار والاندماج حتى في ضوء التنافس مع الصين وروسيا، وعليه فإن الدافع للتعاون مع إسرائيل ورئيس حكومتها أقوى من أي وقت مضى".