حذر
كاتب
إسرائيلي من إقدام الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب
نكبة ثانية بحق الشعب
الفلسطيني،
وهو ما يعززه نجاح رئيس الحكومة اليمينية الحالية بنيامين نتنياهو في إزالة خيار حل
الدولتين عن الطاولة، حيث لم يعد بالإمكان إقامة دولة فلسطينية حقيقية.
وأوضح
الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي في مقال بصحيفة "
هآرتس" بعنوان "بقي لدينا
النكبة 2 أو دولة واحدة"، أن "أحد الإنجازات الكبيرة التي يمكن لرئيس الحكومة
الحالية بنيامين نتنياهو أن يسجلها باسمه، أنه أزال حل الدولتين عن الطاولة، إضافة إلى أنه نجح في إنزال القضية الفلسطينية عن جدول الأعمال".
وأضاف:
"في البلاد وفي الخارج، لم يعودوا يهتمون بها، باستثناء الضريبة الكلامية على
الأقل حتى الآن، وبالنسبة لليمين، الحديث يدور عن إنجاز كبير"، معتبرا أن هذا
"تطور كارثي، وتجاهله كارثي أكثر".
ونوه إلى أن "نتنياهو لا يبقي لنا على المدى البعيد إلا حلين لا ثالث لهما؛ إما نكبة ثانية
أو دولة واحدة بين البحر والنهر؛ أي حل آخر لن يكون قابلا للتطبيق، وهو ليس أكثر من
وهم مثل سابقيه، وهم استهدف منح فترة أخرى لتعميق الاحتلال، ليس لأن هناك الكثير من
أجل تعميقه، بل الاحتلال هو عميق بما فيه الكفاية وراسخ وقوي وغير قابل للتراجع عنه،
ولكن يمكن ترسيخه أكثر لمزيد الثقة، ولم لا".
وأكد
ليفي أن "إقصاء القضية عن جدول الأعمال على الأقل، سيمكن من الإعلان بشكل رسمي
عن موت حل الدولتين، بعد عشرات السنين من موته الفعلي"، موضحا أن "نتنياهو
أراد قمع التحدث عن حل الدولتين، ونجح في ذلك بشكل كبير، وهذا ليس غريبا؛ لأن جميع
الأطراف تعرف بشكل جيد بأنه لم يتم اقتراح أي حل عميق أساسي منذ أن دخل المستوطنون
إلى فندق "بارك" في الخليل".
وقال:
"بين النهر والبحر لا يوجد أي مكان حقيقي لدولتين قوميتين، مع كل خصائص الدول المستقلة
وبما في ذلك الجيش، وعلى الأكثر يوجد مكان لدولة إقليمية يهودية قوية، ومقابلها دمية
لدولة فلسطينية، في أفضل الحالات"، مؤكدا أن "أي قاعدة بيانات لن تغير الحقيقة؛
بأن الدولة الفلسطينية الحقيقية لن تقام هنا، وبدون ذلك، لا وجود هنا لحل الدولتين".
ونوه
الكاتب إلى أنه "بسبب قتل هذا الحل، نتنياهو أصبح أمام آخرين لا ثالث لهما؛ والأغلبية
الساحقة من الإسرائيليين، وضمنهم نتنياهو نفسه، تثق باستمرارية الأبرتهايد إلى الأبد،
ويبدو أن هذا السيناريو يعتبر في الوقت الحالي السيناريو الأكثر معقولية، ولكن تعزز
اليمين المتطرف في إسرائيل وروح النضال لدى الشعب الفلسطيني التي لم تخفت بالكامل،
لن يسمحا لهذا الوضع بالاستمرار إلى أبد الآبدين".
وذكر
أن "الأبرتهايد هو حل مؤقت، ربما يكون بعيد المدى، لكن نهايته ستأتي، ولكن كيف؟
سيناريوهان فقط لا ثالث لهما: الأول؛ مفضل لدى اليمين المتطرف، وربما تقريبا عند جميع
الإسرائيليين، هو نكبة ثانية؛ في حال انتهت جميع الخيارات ووقفت إسرائيل في مواجهة
خيارات صعبة وهي إما دولة واحدة للشعبين، أو طرد الفلسطينيين من أجل الحفاظ على الدولة
اليهودية، وأي إسرائيلي يهودي سيفضل الطريقة الثانية تقريبا، وبما أن حل الدولتين غير
وارد، لا يوجد أمامهم أي خيار آخر".
ورأى
ليفي، أنه "من الجيد أن حل الدولتين تمت إزالته عن الأجندة؛ لأن استمرار الانشغال
العقيم به تسبب فقط بالضرر، فهو حل جاهز على الرف وفي الوقت المناسب سيتم تطبيقه فعليا،
وهكذا قام العالم واليسار والوسط في إسرائيل بتعزية أنفسهم، وبذلك تجاهلوا مئات آلاف
المستوطنين العنيفين والأقوياء سياسيا الذين تسببوا بالضربة القاتلة لهذا الحل".
وتابع:
"في ضفة خالية من المستوطنين، ربما كان سيكون لذلك احتمالية ضعيفة، لكن الأمر
ليس هكذا في جزء من البلاد، وفي هذه الأثناء، الخمسة ملايين فلسطيني الذين يوجدون بين
النهر والبحر، سيبقون هنا ولن يذهبوا إلى أي مكان، وسيأتي يوم ما، وإن كان بعيدا جدا،
وسيتم توجيه المسدس للرأس؛ نكبة 2؛ وضمن ذلك طرد العرب في الداخل، أو دولة واحدة مع
رئيس حكومة فلسطيني أو وزير دفاع فلسطيني، جيش مشترك، علمان ولغتان، فلا يوجد أي حل
آخر، فما الذي ستختارونه؟".