ذكرت صحيفة إسرائيلية، أن وزير مالية
الاحتلال، المتطرف بتسلئيل
سموتريتش، سيجد صعوبة في تنسيق لقاءات مع كبار المسؤولين الفرنسيين خلال زيارته المقررة لباريس الشهر المقبل، وذلك على خلفية إنكاره وجود
الشعب الفلسطيني خلال زيارته لباريس قبل شهرين.
ومن المتوقع أن يزور سموتريتش باريس لحضور مؤتمر وزراء مالية دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (
OECD)، وباستثناء المؤتمر، فلم يتمكن مكتبه من تنسيق اجتماع واحد له، سواء مع نظيره الفرنسي، أو مع أي من كبار المسؤولين في بلدية باريس.
وسينعقد الاجتماع السنوي لوزراء مالية دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مقرها بالعاصمة باريس يومي السابع والثامن من حزيران/ يونيو المقبل، بمشاركة 38 من الدول المتقدمة التي تمثل مجتمعة 60 بالمئة من الناتج القومي العالمي، وقد أصبحت دولة الاحتلال أحد أعضائها عقب انضمامها إليها في 2010.
وسيمثل دولة الاحتلال هذا العام سموتريتش، لكن بحسب مصادر في وزارة الخارجية الفرنسية، فإنه سيجد صعوبة في لقاء الممثلين الرسميين الفرنسيين خارج المؤتمر نفسه، وفقا لصحيفة "
يديعوت أحرنوت".
وأشارت الصحيفة إلى أن "مكتب الوزير حاول تحديد اجتماعات عمل له خارج المؤتمر، لاسيما مع نظيره الفرنسي برونو لومير، وكبار المسؤولين ببلدية باريس، لكن مكتب وزير المالية الفرنسي كشف أن أي لقاء سيجمعه مع سموتريتش غير مخطط له بعد، فيما فضلت بلدية باريس عدم التعليق".
وأوضحت أن "هذه المقاطعة الفرنسية تأتي عقب ما تسببت به زيارة خاصة لسموتريتش قبل شهرين إلى باريس، وأثار غضب الفرنسيين حين تحدث في حفل تأبين ناشط ليكودي عندما عُرضت على منصته خريطة لـ"أرض إسرائيل الكاملة" التي تضم أراضي الأردن"، فيما أعلن في خطابه أنه "لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني، وهذه الحقيقة يجب أن تُسمع في قصر الإليزيه والبيت الأبيض"، ولم يكن الرد الفرنسي الرسمي بعيدًا، حيث وصفت وزارة الخارجية كلماته بـ"الفاحشة وغير المسؤولة"، والخريطة الموسعة لإسرائيل بـ"الاستفزازية".
وأشارت إلى أنه "بعد أسبوع فقط، أوضحت مصادر فرنسية رسمية أن
فرنسا تتجنب عقد اجتماعات مع الوزيرين إيتمار بن غفير وسموتريتش، رغم استمرار التعاون المهني بين الوزارتين كالمعتاد. وفي 9 أيار/ مايو الجاري، ألغى ممثلو الاتحاد الأوروبي الاحتفال الرسمي بـ"يوم أوروبا" في إسرائيل بعد اختيار ابن غفير لتمثيل الحكومة فيه، وأعلنت سفارة الاتحاد في تل أبيب أننا لسنا معنيين بإعطاء أي منصّة لمن تتعارض مواقفهم مع قيمه".
وأوضحت أن "السلطات الفرنسية لا تستطيع منع سموتريتش من المشاركة في اجتماعات وزراء مالية دول منظمة الدول المتقدمة، لكن في الوقت ذاته يبدو أنه سيجد صعوبة في الاجتماع وجهًا لوجه مع وزراء الخارجية الأوروبيين خارج الاجتماعات العامة، وقد اختار مكتب سموتريتش عدم الإجابة عن السؤال حول جدول اجتماعاته، سواء داخل المؤتمر أو خارجه".
تكشف المقاطعة الفرنسية لسموتريتش أن الأزمات المرتبطة بوجوده في حكومة الاحتلال تجد طريقها في الداخل والخارج، وتعتبر نتيجة طبيعية لمفاوضات الائتلاف اليميني، واستسلام رئيسة الحكومة بنيامين نتنياهو لمطالب هؤلاء الوزراء اليمينيين، والآن يستعد لدفع الأثمان السياسية من خلال مقاطعتهم حول العالم، وهو أمر غير مسبوق على صعيد علاقات دولة الاحتلال الخارجية.