قالت مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،
قلص طموحاته بشكل كبير في أوكرانيا، بعد الانتكاسات العسكرية لجيشه في المعارك
الدائرة هناك.
وأوضحت أفريل هينز، في لقاء مع لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أن
بوتين يركز على هدف محدود بمنع انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي
"الناتو".
وأضافت: "طموحاته بالسيطرة على شرق وجنوب أوكرانيا تقلصت، وهو
يسعى لأن لا تصبح كييف عضوا في الناتو".
وتابعت: "قد يكون مستعدا للمطالبة على
الأقل بانتصار مؤقت على أساس الأرض التي احتلها".
وقال مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية
اللفتنانت جنرال سكوت بيرييه إن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى عقد من
روسيا لتجديد
قواتها.
وأضاف: "تتراوح التقديرات من خمس إلى عشر
سنوات اعتمادا على مدى تأثير العقوبات عليها وقدرتها على إعادة التكنولوجيا".
وعندما شنت روسيا حربها على أوكرانيا في شباط/فبراير
2022، قالت
المخابرات الأمريكية إن الكرملين يهدف إلى الإطاحة بالحكومة في كييف،
والسيطرة على البلاد.
لكن القوات الأوكرانية صدت الجيش الروسي في
منطقة كييف ودفعته إلى الخلف على طول جبهة واسعة من الأراضي التي تم الاستيلاء
عليها في جنوب وشرق أوكرانيا، وعلى الرغم من النكسات، قالت هينز في حزيران/يونيو
الماضي إن بوتين ما زال يعتقد أن السيطرة على معظم أوكرانيا أمر ممكن.
وفي الأشهر الأخيرة، تعثرت المحاولات الروسية
للاستيلاء على المزيد من الأراضي في تلك المناطق، وسط خسائر في ساحة المعركة. وقالت هينز إن روسيا تعاني الآن من نقص حاد في الأفراد والذخيرة.
لكنها أضافت أن أوكرانيا لا تزال تعتمد بشكل
كبير على الأسلحة الغربية لتعويض ميزة روسيا في القوة البشرية، وإن أيا من
الجانبين لا يتمتع بميزة حاسمة ومن المرجح أن يستمر الصراع في كونه حرب استنزاف
قاسية.
وقالت هينز للمشرعين يوم الخميس إن بوتين قد
يسعى إلى وقف إطلاق النار من أجل محاولة إعادة بناء الجيش الروسي، الذي تكبد أكثر
من 200 ألف ضحية وفقا للتقديرات الأمريكية.
وأكدت هينز أن بوتين قد يعتقد أن وقف إطلاق
النار سيكون في مصلحته كوسيلة لإطالة أمد الصراع، وتقويض الدعم الغربي لأوكرانيا.
وأوضحت هينز: "بوتين يعتقد على الأرجح بأن
الوقت يعمل لصالحه وأن إطالة أمد الحرب قد يكون أفضل مسار متبق له لتأمين المصالح
الاستراتيجية لروسيا في أوكرانيا في نهاية المطاف".