كشف موقع "
اكسيوس" عن اتصالات
إسرائيلية مع
طرفي الصراع في
السودان.
ونقل الموقع عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تل
أبيب تستخدم علاقاتها مع قادة الجيش وقوات الدعم السريع لوقف القتال.
وأشار الموقع إلى العلاقة التي بنتها تل أبيب خلال السنوات
الثلاث الماضية مع قائد القوات السودانية المسلحة، الجنرال عبد الفتاح البرهان وقائد
الدعم السريع، الجنرال محمد حمدان دقلو، مكنتها من التوسط بين الطرفين المتحاربين.
ويكشف الموقع الدوافع الأساسية لهذا التحرك الإسرائيلي
والتي تتلخص بوجود قلق على الوضع في السودان لأنه قد ينهي منظور اتفاق السلام بين الخرطوم
وتل أبيب.
وكان السودان واحدا من دول وافقت في عهد دونالد ترامب للتوقيع
على اتفاقيات التطبيع التي أطلق عليها "اتفاقات أبراهام" عام 2020. إلا أن
سيطرة الجيش على السلطة عام 2021 أدى لتعليق المساعدات الأمريكية وتجميد عمليات التطبيع
بين الطرفين.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن وزارة الخارجية الإسرائيلية
قامت وخلف الأضواء بالتواصل مع البرهان في قضايا التطبيع، أما الموساد فقد تواصلت مع
حميدتي للتعاون في الأمن وقضايا مكافحة الإرهاب.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إنهم كانوا يتابعون قبل اندلاع
القتال الاتفاق الإطاري الذي كان سيقود إلى حكومة بقيادة مدنية. وعندما زار وزير الخارجية
إيلي كوهين، الخرطوم في شباط/ فبراير فقد حث البرهان على المضي قدما وتسليم السلطة
للمدنيين، وأكد أنه بدونها فلن يتم التقدم في اتفاقية السلام.
وقال مسؤول إسرائيلي بارز في الأسبوع الماضي إن الحكومة الإسرائيلية
كانت متأكدة من وصول حكومة مدنية في أيام إن لم تكن ساعات وشعرت بالإحباط عندما انهار
الاتفاق وبدأ القتال نهاية الأسبوع.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن البيت الأبيض والخارجية الأمريكية
حثوا إسرائيل في المساعدة والضغط على الجنرالين المتحاربين للتوافق على وقف إطلاق النار.
وتحدث المسؤولون في وزارة الخارجية مع جانب البرهان، أما الموساد فقد تواصل مع جانب
حميدتي، وحثوا الطرفين على خفض التصعيد.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أن الحكومة
"تتابع بقلق الأحداث، وتريد إسرائيل الأمن والاستقرار للسودان" و"تدعو
إسرائيل كل الأطراف تجنب العنف والعودة إلى طريق المصالحة الوطنية من أجل إنهاء عملية
التحول الحكومي وبإجماع واسع".
وتعتبر "إسرائيل" واحدة من الأطراف التي لها مصلحة
في السودان، فالسعودية تلعب دورا في الوضع السياسي في البلد الواقع شرق أفريقيا، وكذا
الإمارات ومصر.
واتهم حميدتي مصر بالتعاون مع الجيش وإرسال مقاتلات عسكرية
لدعم الجيش السوداني. ونفت القاهرة المزاعم وقالت إن قواتها كانت تقوم بمناورة عسكرية
مشتركة مع الجيش السوداني. وكانت السعودية والإمارات في السنوات الماضية مقصد عدد من
القادة السودانيين، وهما جزء من الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا. وتشارك
الأمم المتحدة والنرويج والإتحاد الأفريقي في السودان.
ولروسيا مصالح في البلد، وبحسب تقارير عدة فشركة المرتزقة
فاغنر تعمل في مناجم الذهب في البلد. وزار حميدتي موسكو قبل يوم من الغزو الروسي لأوكرانيا
والتقى مع المسؤولين الروس. وبحسب تقرير الموقع، فقد قرر المسؤولون الإسرائيليون الاكتفاء
بدعوة الطرفين لوقف القتال وعدم دعم أي منهما.