تتزايد الدعوات الإسرائيلية لتحقيق اختراق إعلامي دعائي، باستخدام
اللغة العربية لمخاطبة
الجمهور العربي، وترويج رواية الاحتلال عما يرتكبه من جرائم ضد الشعب الفلسطيني، بزعم أن عدم وجود مثل خطة اختراق الجمهور العربي هذه سيترك شبكة الإنترنت عرضة للدعاية الفلسطينية العربية التي تضر بمصالح الاحتلال.
الإعلامي الإسرائيلي، إيدي كوهين، زعم أن "دور الإعلام بات أكثر أهمية في عالم شبكات التواصل الاجتماعي، باعتبارها مصدرا رئيسيا للمعلومات والتأثير العام، ومع زيادة عدد المستخدمين، زاد انتشار المعلومات، مما يستدعي من إسرائيل عدم التخلي عن الساحة الإعلامية، وتركها لأعدائها الذين يحاربونها عبر المنصات الإعلامية، مما يزيد من تسويد صورة إسرائيل في العالمين العربي والغربي، مع ما تواجهه من تحديات إقليمية وعالمية متعددة، من النووي الإيراني والعمليات الفلسطينية، وبرميل المتفجرات في المسجد الأقصى".
وأضاف كوهين بمقال نشره
موقع ميدا، وترجمته "عربي21" أن جملة تحديات إعلامية تواجه إسرائيل بخطابها بالعربية، أهمها "الحواجز اللغوية والثقافية، والتغطية الإعلامية المعادية، والحملات الدعائية الفعالة، التي تؤثر على الجمهور الإسرائيلي والعالمي، لا سيما خلال الحروب، وباتت جبهة لا تقل أهمية عن الجبهة الإلكترونية، والحرب الجوية، حتى أن المطلوب من الإعلامي الإسرائيلي المكلف بمهمة المعلومات ومكافحة الأخبار المعادية أن يعمل كقائد عسكري عملياتي خلال 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع".
وأشار كوهين الناشط على وسائل التواصل، ولديه نصف مليون متابع عربي إلى أن "خطورة الإعلام الإسرائيلي مردّه أن أي خبر معاد يكتسب ملايين المشاهدات خلال ساعات، كما تجلى في حرب غزة 2021، مما يؤكد أنها تواجه صعوبة بالتعامل مع الرأي العام العربي، والتأثير فيه، فهناك عدد قليل جدًا من المتحدثين الإسرائيليين بالعربية الذين يخاطبون العرب بلغتهم مباشرة، وهو ما أكده مسؤول كبير بوزارة الخارجية، مع أن المتحدث باسمها بالعربية حسن كعبية وظيفته نشر نشاطات الوزارة، وليس مع
الدعاية، وفرق عميق بينهما".
وأكد أن "مكتب رئيس الوزراء كان فيه قبل عام أوفير جندلمان المتحدث باسمه للإعلام العربي، مع أنه ليس إعلاميًا، واليوم لا أحد في هذا المنصب، أما المتحدث باسم الجيش بالعربية أفيخاي أدرعي، فيتعامل مع الأمور العسكرية وصلاحياته محدودة، وفي وزارة الحرب تم إلغاء بند اللغة العربية منذ عقد، مما يستدعي إنشاء إدارات للمعلومات العربية في جميع الوزارات للوصول للعالم العربي، لمحاربة الدعاية المعادية، بعد أن نجح الفلسطينيون لعقود عديدة في دعايتهم ضد الاحتلال، وتلقوا مساعدات من الغرب، وأقاموا حركات المقاطعة".
وزعم أن "إسرائيل تحتاج لمراقبة الحملات الدعائية لخصومها محليًا، من إيران وحزب الله وحماس والسلطة الفلسطينية، والرد بسرعة في وسائل التواصل والإعلام التقليدي والدبلوماسية العامة لمواجهة الحملات الدعائية، وعدم ترك الساحة فارغة، وتحتاج لوكالة معلومات باللغة العربية تنسق الأنشطة الإعلامية لجميع الوزارات لمخاطبة الفلسطينيين والعرب لتسويق روايتها عن أحداث الأراضي المحتلة، لأن الحرب لا تقتصر على الخطوط الأمامية للمعركة فحسب، بل تنتشر بوسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية واستوديوهات التلفزيون".
تكشف هذه الدعوة الإسرائيلية اللافتة أن الدعاية المضادة للاحتلال حول العالم باتت تؤتي أكلها، ولعله حان الوقت لكي يفهم صانعو القرار الإسرائيلي أن الدعاية تلعب دورًا رئيسًا في الصراع مع الفلسطينيين، وهذه النتائج تزعج الاحتلال، الذي يواصل اعتناق الوهم بأن مقاتلة إف16 فقط هي من ستقرر المعركة أمامهم، لأنه في عصر شبكات التواصل الاجتماعي، بات كل هاتف محمول بمثابة محطة إذاعية، وباتت خسارة الاحتلال في هذا المجال معروفة مسبقًا.