مقابلات

"عربي21" تفتح ملفات المنطقة العربية وأوكرانيا مع مسؤول أوروبي

.
موقفنا من نظام بشار الأسد لم يتغير.. لا نعترف به

النظام السوري استغل مأساة الزلزال للعودة إلى لساحة الدولية

ليس هناك أي فرق بين اللاجئ السوري واللاجئ الأوكراني

وساطة أوروبية لإحياء السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين

العملية الاستيطانية غير قانونية إطلاقا وموقفنا واضح

 لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي أمام العدوان الروسي

هناك قناعة لدى القادة الأوروبيين بأن الأونروا منظمة أساسية







وصف الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس بوينو، حوادث حرق القرآن الكريم في بعض الدول الأوروبية بـ"الأمر المؤسف وغير المقبول والمشين للغاية"، مشدداً على أنه "لا يوجد أي تسامح داخل الاتحاد الأوروبي مع هذا الموضوع".

وعلق حول ما جرى في دولة السويد بالقول: "السلطات السويدية قالت إن هذا الأمر كان يرتبط بحماية حرية التعبير، في نفس الوقت هناك توتر منذ سنوات داخل الاتحاد الأوروبي بين حماية حرية التعبير وضمان حرية الدين، وهذا الأمر نحن نأخذه بجدية داخل المفوضية الأوروبية، حيث قمنا قبل شهر تقريبا بتعيين منسقة جديدة لمناهضة الكراهية ضد المسلمين تدعى ماريون لاليس وهي موظفة أوروبية تتحدث اللغة العربية".

وتابع المسؤول الأوروبي في حديثه لـ"عربي21": "الكراهية ضد المسلمين موجودة فعلا في الاتحاد الأوروبي، لكن هناك جهود رامية ومستمرة من قبل المؤسسات الأوروبية للحد من هذه المشكلة بكل الطرق الممكنة من خلال تدريبات الشرطة الأوروبية والصحفيين الذين يغطون الأمور المرتبطة بالإسلام".

ويعتبر منصب الناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منصبا حديثا، ويهدف إلى التواصل مع المنطقة باللغة العربية، وخصوصا مع الإعلام العربي، وأجرت "عربي21" حوارا مع لويس بوينو الذي يزور الأردن حاليا.

وفي ما يأتي نص اللقاء:


في البداية لنتحدث عن العلاقات الأردنية مع الاتحاد الأوروبي (ملف الإصلاح السياسي، ملف اللاجئين)؟

علاقاتنا مع الأردن علاقة متينة وتاريخية. منذ سنوات نرافق هذا المسار الإصلاحي بقيادة الملك والحكومات المتتالية. هناك أيضا بُعد ثقافي، واجتماعي، فالأردن بلد مكونه بالأساس من الشباب، ونحن من خلال برامجنا  نعزز التبادل الطلابي، أيضا لدينا علاقات على المستوى التجاري والسياسي، كما أننا نقف في هذه المرحلة الصعبة إلى جانب الأردن في ظل ارتفاع الأسعار.

الدعم الأوروبي مستمر على الصعيد الاقتصادي والاستثماري، وصل إلى 3 مليارات يورو خلال السنوات العشرة الأخيرة من خلال اتفاقيات مختلفة، بالإضافة إلى الدعم الذي يأتي من قبل البنك المركزي الأوروبي، وبنك الاستثمار الأوروبي والتنمية، ومن المشاريع التي تم دعمها الناقل الوطني لتحلية مياه البحر الأحمر، ومشاريع لتعزيز البنية التحتية الأخرى، ودعم المجتمع المدني وهو من ضمن أولوياتنا.

نحن أيضا نرافق الجهود المبذولة من السلطات الأردنية والشعب في الإصلاح السياسي، وهناك دول أخرى أيضا عبرت عن المزيد من الرغبة في الإصلاحات السياسية والاقتصادية، ونحن كطرف دولي وشريك ننظر إلى كيفية تعزيز العلاقات من خلال هذه المرافقة في الإصلاحات، وهي إصلاحات ليست سهلة  تأتي في بيئة صعبة مثل ارتفاع الأسعار إلى جانب منطقة مليئة بالأزمات".

كما أننا نقوم بدعم الجهود الأردنية في ملف استضافة اللاجئين السوريين، هناك دعم مستمر من الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال قمنا بتأسيس صندوق (مدد) لدعم السوريين في الأردن والدول المجاورة. نحن نقدر ونثمن الجهود الضخمة التي يقوم بها الأردن والشعب الأردني الذين رحبوا باللاجئين السوريين منذ اندلاع الحرب رغم الصعوبات الاقتصادية والمالية التي تمر بها الأردن بسبب الأزمات العالمية والإقليمية، نحن في الاتحاد الأوروبي نقدم ما لدينا من خلال مشاريع مختلفة في مجال التربية والتعليم والصحة والصرف الصحي سواء كان في المخيمات أو في خارج المخيمات.

كيف ينظر الاتحاد الأوروبي إلى ملف اللاجئين الفلسطينيين وضرورة استمرارية "الأونروا"؟

الاتحاد الأوروبي من ضمن أكبر المانحين للأونروا، على الصعيد الدولي. هناك قناعة داخل الاتحاد الأوروبي ولدى القادة الأوروبيين، بأن الأونروا هي منظمة أساسية ليست فقط لتقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، وإنما أيضا لتسليط الضوء على أهمية موضوع اللاجئين الفلسطينيين وضرورة عودتهم إلى ديارهم، هذه قضية ليست مرتبطة فقط بالمجال الإنساني إنما أيضا بالمجال السياسي.

نبقى في الملف الفلسطيني، وسط الحديث عن تفاهمات للتهدئة (مؤتمر العقبة) نرى اعتداءات عسكرية إسرائيلية في الضفة، إلى جانب استمرار عمليات الاستيطان.. كيف تنظرون للوضع؟

نشاهد منذ سنوات هذه الدورات من العنف في الأراضي المحتلة الفلسطينية وفي إسرائيل. الاتحاد الأوروبي ومنذ سنوات لديه موقف واضح وهو مرتبط بالمعايير الدولية التي تم التوصل إليها منذ سنوات من خلال مفاوضات مختلفة سواء بوساطة أمريكية أو بوساطة نرويجية وأممية، نحن نرى أنه يجب أن يكون هناك استئناف للمفاوضات المباشرة بين الطرفين لإيجاد حلول مناسبة مستدامة لهذا الصراع القديم.

نحن نقول منذ سنوات إن العملية الاستيطانية غير قانونية إطلاقا ونكرر هذه الفكرة منذ سنوات وسنقوم بذلك باستمرار.

لدينا مبعوث خاص لهذه المنطقه خاص بعملية السلام وهي عملية غير موجودة حاليا، الآن الفكرة هي إعادة إحياء هذه العملية من خلال هذه الوساطة الأوروبية، وكان هناك اجتماع بين ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، وبين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والأمين العام لجامعة الدول العربية  أحمد أبو الغيط في نيويورك قبل ثلاثة أسابيع تقريبا.

وتم إنشاء مجموعات عمل لإحياء عملية السلام من الدعم اللوجستي وما يمكن أن يقدمه الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة مثل الأردن، ومصر، ودول أخرى في الخليج العربي، لدينا أمل من خلال هذه الجهود الدبلوماسية المستمرة ليس فقط من قبل الاتحاد الاوروبي وإنما أيضا الولايات المتحدة الأمريكية في أننا سنتمكن من إحياء هذه العملية.

لكن ألا تعتقد أن هناك ازدواجية في المعايير لدى الاتحاد الأوروبي بين القضية الفلسطينية وما يجري في أوكرانيا وحتى في موضوع استقبال اللاجئين؟

أتفهم جيدا أن هذه المنطقة عرفت أزمات كثيرة، لكن للأسف الشديد فإن هذه الحرب الروسية الأوكرانية نوعا ما شيء جديد على الأوروبيين، كانت هناك صدمة كبيرة في أوروبا بسبب هذه الحرب، فقد تعودنا على السلام والاستقرار داخل الاتحاد الأوروبي، وفجأة بين ليلة وضحاها كانت هناك حرب على حدودنا.

أنا أتفهم هذا الشعور بازدواجية المعايير، لكن أؤكد لك أنه بموجب القانون الدولي ليس هنالك أي فرق بين لاجئ سوري ولاجئ أوكراني، وعلى الصعيد القانوني أيضا لا يوجد أي فرق. على سبيل المثال، هناك أكثر من مليون لاجئ سوري في ألمانيا وغيرهم في الدول الأوروبية، ومنذ اندلاع الحرب في سوريا قدمنا أكثر من 27 مليار يورو لصالح الشعب السوري، لكن بالنسبه للحرب الروسية الأوكرانية نحن في أوروبا هذه أول مرة نشاهد هذه المأساة، هناك أربع دول أوروبية مجاورة لأوكرانيا شهدت تدفقا كبيرا للاجئين بمعدل أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني، أتفهم وجود وجهات نظر تقول إن هناك ازدواجية معايير لكن يجب أن ننظر من الزاوية الأوروبية أيضا.

أيضا هناك شعور لدى الأوروبيين بأن هذه الحرب تهدد وجود الاتحاد الأوروبي، وهناك شعور بأنه يمكن أن نشاهد حربا عالمية أخرى، وهذه المخاوف مشروعة وبناء على هذه المخاوف أصبح هنالك تضامن.

مضى عام على غزو روسيا لأوكرانيا، اليوم ما رؤيتكم للحل خصوصا أن الصين طرحت مبادرة للسلام؟

نرحب في الاتحاد الأوروبي بأي مبادرة من أجل السلام في أوكرانيا لكن أي اتفاقية سلام يجب أن تكون مبنية على ميثاق الأمم المتحدة كما قال ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ، جوزيب بوريل.

نحن نتحدث عن انتهاك صارخ للقانون الدولي. هنالك دولة تمتلك أسلحة نووية وهي عضو دائم في مجلس الأمن والأمم المتحدة، تقوم بعدوان عسكري غير مبرر على دولة أخرى ذات سيادة ومعترف بحدودها، وهو شيء لم نشهده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

كيف سيتعامل الاتحاد الأوروبي مع هذه الحرب خصوصا في ظل قطع روسيا إمدادات الغاز عن أوروبا؟

هنالك تحول في الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة وهو تكتل اقتصادي وسياسي، ولأول مرة في تاريخنا أصبح هناك دعم مباشر للأسلحة والمال لدولة ثالثة (أوكرانيا) تتعرض لعدوان عسكري من قبل روسيا. هذه تغيرات جيوسياسية عميقة في القارة الأوروبية، لاحظ أنه لم يعد هناك اعتماد كبير من الاتحاد الأوروبي على الطاقة الروسية خلال الشهور الماضية. انظر لما حدث في ألمانيا مثلا.. المحرك الاقتصادي انتقل بالاعتماد على ما يقارب من 50 بالمئة من الطاقة الروسية إلى صفر اليوم من غاز ونفط وفحم، ونفس الشيء حدث في القارة الأوروبية.. عموما هناك تغيرات على صعيد الطاقة.

المشكلة الأساسية الآن أن هنالك مخاوف من اندلاع صراع؛ وبشكل غير مسؤول كان هناك تصريحات من قبل بعض المسؤولين الروس باستخدام السلاح النووي، نحن كاتحاد أوروبي لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذا العدوان، كون المشروع الأوروبي بني على فكرة السلام والاستقرار بعد الحرب. الآن هناك حرب جديدة على القارة الأوروبية تنتهك كل هذه المبادئ، لا يمكننا أن نرى ما يحدث في أوكرانيا ولا نقوم بأي شيء.. فإذا سمح لروسيا باحتلال أراض أوكرانية، فأين ستنتهي هذه الحرب؟ ربما فنلندا ستكون هي الضحية التالية، خصوصا أن هناك ذكريات لدى كل دول أوروبا الشرقية من الاحتلال الروسي. هناك مخاوف مشروعة وليس لدينا حل أو خيار بديل... الدعم الأوكراني هو الخيار.

هل ستتطور الأمور لمواجهة عسكرية مع روسيا؟

كنا حريصين جدا من خلال بداية الحرب ألا يكون هناك مواجهة مباشرة مع الروس؛ كون كل الدول الأوروبية تنتمي لحلف الناتو، وإذا كانت هناك مواجهة مباشرة مع روسيا فسنكون كلنا منخرطين في هذه الحرب، لكن الفكرة هي أن ندعم القوات الأوكرانية والحكومة الأوكرانية على المستوى العسكري، ليس لدينا خيار آخر. نحن حاولنا التفاوض قبل الحرب.. 21 اتصالا أجراها الرئيس الفرنسي مع بوتين، والمستشار الألماني كان في موسكو، ورئيس وزراء النمسا، كذلك.. كانت هنالك خطوات دبلوماسية عديدة لكن الرد الروسي كان نفسه دائما (نحن لدينا أهداف عسكرية في أوكرانيا.. طالما لم نحقق هذه الأحداث فلن نتوقف)، وهكذا كان الرد الروسي.

هل بدأ موقف روسيا يتغير بعد عام من الحرب وتكبدها خسائر اقتصادية وخسائر بالأرواح؟

على ما يبدو بحسب التصريحات التي أدلى بها الرئيس الروسي، فإنه لا يوجد هناك أي تغيير سياسي في قرار الروس، ربما هناك تراجع على صعيد الشعب الروسي، لكن الموقف الروسي لم يتغير على العكس هنالك تصعيد شاهدنا ما حدث من تصريحات يدلي بها رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية بشكل غير مسؤول أتمنى أن تكون السلطات الروسية لاحظت أن هذه الحرب عبثية.

دعنا نعود إلى الشرق الأوسط، رأينا الاتحاد الأوروبي يرسل مساعدات لضحايا الزلزال في سوريا، هل أصبح بشار الأسد شريكا للاتحاد الأوروبي؟

نحن خلال 12 سنة كنا موجودين من خلال شركائنا في سوريا في كل المناطق المتضررة سواء كان يسيطر عليها نظام أم لا، ونقدم المساعدات الإنسانية للسوريين في كل هذه المناطق، وبعد الزلزال تم تفعيل ما يسمى بلجنة الحماية المدنية في الاتحاد الأوروبي والتي هي المسؤول عن تقديم هذه المساعدات من 15 دولة أوروبية لمساعدة الشعب السوري في كل المناطق لدينا.. هناك مركز لوجستي في غازي عنتاب وآخر في بيروت، نقدم هذه المساعدات من خلال هذين المركزين بالتنسيق مع شركائنا الدوليين والمنظمات غير الحكومية الموجودة على الأرض.

الموقف الأوروبي لم يتغير من نظام بشار الأسد، النظام السوري يستغل هذه الظروف في العودة إلى الساحة السياسية الدولية. للأسف أن هذا الأمر غير مقبول. نتحدث عن مأساة كبيرة، وكثير من الضحايا والناس يعانون من تداعيات هذا الزلزال، والموقف الأوروبي لم يتغير ولم يحدث أي تطبيع مع النظام السوري، ولا نعترف به، ونحن أيضا نقول: لا لعودة اللاجئين في هذه الظروف غير الآمنة وبدون كرامة. أعتقد أن الموقف الأوروبي هو مساندة الجهود الموجودة من قبل الأمور المتحدة وخصوصا مبعوثه الخاص وتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة.

إذن ما هي رؤيتكم للحل السلمي في سوريا؟

رؤيتنا للحل في سوريا يجب أن يأتي من خلال الانخراط في مفاوضات جدية مع النظام السوري.. مفاوضات تقودها الأمم المتحدة لتنفيذ القرار الأممي 2254 والذي يعتبر المرجعية الدولية، لكن للأسف لم نشاهد أي انخراط جدي من قبل النظام السوري، لذا فنحن سنستمر بدعم جهود الوساطة الأممية، وهي الوساطة المقبوله والمعروفة، وهناك إجماع من قبل دول الاتحاد الأوروبي على هذا الأمر.

ما موقف الاتحاد الأوروبي من إجراء مفاوضات مع إيران حول برنامج النووي؟

الاتحاد الأوروبي له دور خاص في هذا الملف، والاتحاد الأوروبي بموجب قرارات دولية يتفاوض مع الأطراف ذات العلاقة لإحياء المفاوضات حول ملف النووي الايراني، والممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي هو المنسق لهذه المفاوضات التي حدثت في فيينا منذ شهور.

للأسف أن هذه المفاوضات مجمدة الآن بسبب عدم التقدم من قبل الطرف الإيراني، لم نشاهد أي تقدم، لكن يجب أن نتحدث حول ما يجري داخليا في إيران من القمع العنيف للمتظاهرين السلميين، ودور إيران في دعم العدوان الروسي على أوكرانيا.. هذه الأمور غير مقبولة. نتحدث عن انتهاكات صارخة للقانون الدولي والتزامات إيران في مجال حقوق الإنسان، بالتالي فقد كان هناك رد أوروبي واضح، وهو فرض عقوبات على شخصيات وكيانات في إيران.

لكن انتهاكات حقوق الإنسان ليست حكرا على إيران وحدها هناك انتهاكات في دول عربية أيضا كما يحدث في اليمن على سبيل المثال؟

ما يحدث الآن في إيران برأيي غير موجود في أي دولة عربية أخرى، الحرس الثوري الإيراني يقوم بالقتل والاغتصاب، واستخدم العنف بشكل وحشي بحق المتظاهرين. نتحدث عن سقوط الكثير من هذه الضحايا في هذه المظاهرات بسبب القمع العنيف. لا يوجد نفس المستوى من العنف الوحشي في أي دولة أخرى.

أما بخصوص اليمن، فنحن في الاتحاد الأوروبي وضعنا شخصيات من حركة الحوثي على قوائم العقوبات الأوروبية، وهناك أيضا حوار مستمر بيننا وبين السلطات اليمنية حول هذه الملفات، لكن اليمن يعاني من حالة حرب منذ أكثر من سبع سنوات. الحالة الداخلية سيئه جدا على المستوى الإنساني، ونتحدث عن 24 مليون مواطن يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية، لكن أيضا الاتحاد الأوروبي لديه قدرات محدودة. نحن ندعم الوساطة الأوروبية من خلال المبعوث الخاص وأيضا أنشأنا بعض المبادرات المحلية لتعزيز السلام في اليمن.. نعم الوضع في اليمن سيئ جدا، لكن هناك انخراط دبلوماسي واضح من قبل الاتحاد الأوروبي لتمديد هدنة وقف القتال، وهناك أيضا مشاورات بيننا وبين دول الخليج بهذا الصدد.

نأتي لما حدث مؤخرا من حرق القرآن الكريم في بعض الدول الأوروبية.. ما موقفكم؟

حرق القرآن الكريم أمر مؤسف وغير مقبول ومشين للغاية، ولا يوجد أي تسامح داخل الاتحاد الأوروبي مع هذا الموضوع.. في نفس الوقت السلطات السويدية وهي الدولة التي وقعت بها الحادثة قالت إن هذا الأمر كان يرتبط بحماية حرية التعبير. في الحقيقة أنه منذ سنوات كان يوجد داخل الاتحاد الأوروبي هذا التوتر بين حماية حرية التعبير وضمان الحريات الدينية.

هذا الأمر نحن نأخذه بجدية داخل المفوضية الأوروبية، لذا فقد تم تعيين منسقة لمكافحة الكراهية ضد المسلمين قبل شهر، وهي تدعى ماريون لاليس وهي موظفة أوروبية تتحدث اللغة العربية.. الكراهية ضد المسلمين موجودة فعلا في الاتحاد الأوروبي، لا أنكر ذلك، لكن في نفس الوقت هناك جهود رامية ومستمرة من قبل المؤسسات الأوروبية للحد من هذه المشكلة بكل الطرق الممكنة من خلال تدريبات الشرطة الأوروبية والصحفيين الذين يغطون الأمور المرتبطة بالإسلام.

لنتحدث عن ملفات داخل الاتحاد الأوروبي.. سنويا يذهب المئات من العمال المهاجرين في عرض البحر بسبب تجار البشر ما هي إجراءات الاتحاد هنا؟

هناك مبادرة تقريبا منذ سنتين ونصف، وهي الاتفاقية الأوروبية من أجل الهجرة واللجوء، نعم هناك الكثير من الضحايا سقطوا في البحر، لكن هناك أيضا عمليات الإنقاذ التي يقودها الاتحاد الأوروبي، وتم إنقاذ أكثر من 300 ألف شخص خلال السنوات العشر الماضية. طبعا هذا لا يكفي، فعلينا فتح مزيد من قنوات الهجرة الشرعية والقانونية باتجاه الاتحاد الأوروبي.

أما بخصوص مكافحة الاتجار بالبشر، فإن هناك اقتراحات قانونية داخل الاتحاد الأوروبي لمواجهة الاتجار بالبشر، وهذا الأمر غير مقبول قانونيا، يوجد عقوبات وغرامات بما في ذلك السجن لمن يقوم بهذا الأمر، ونتعاون بذلك  مع السلطات المحلية في هذه الدول وأيضا هناك تعاون في إدارة الحدود للحد من هذه المشكلة.