كشفت أوساط عسكرية وأمنية إسرائيلية، أن
الشرطة عاجزة عن مواجهة نسخة جديدة من عدوان "حارس الأسوار"، الذي شهدته
الأراضي
الفلسطينية المحتلة في مايو 2021.
وأعرب مفوض سابق في شرطة
الاحتلال عن
قلقه من "حارس أسوار 2"؛ لأن الشرطة الآن في أضعف مراحلها.
وأعد عدد من مراسلي صحيفة
يديعوت
أحرونوت، تقريرا مشتركا موسعا عن "حالة العجز التي تحيط بشرطة الاحتلال في
عدم منعها لاندلاع أحداث هبة الكرامة في الداخل المحتل، مما أدى إلى انتقادات
كثيرة لعمل القوات الأمنية، حين اشتعلت النيران في مدن فلسطينية محتلة في موجة عنف
غير مسبوقة، والآن يتم الكشف عن المعطيات التي تكشف حجم الدمار لأول مرة، من حيث
الطرق المغلقة، والبنية التحتية المتضررة".
وأضافوا في تقرير ترجمته
"عربي21"، أن "أكثر من 270 حادثة شملت إلقاء الحجارة وإغلاق الطرق
وتدمير إشارات المرور وإضرام النار في الطرق والبنية التحتية، فيما حذر رؤساء
البلديات أن دروس تلك الأحداث لم يتم تعلمها بشكل كامل ردا على تهديدات إيتمار بن
غفير بشن حملة مشابهو وشيكة؛ لأنه ليس لديهم مزيد من الوقت للتفكير حول التحضير
لواقع مماثل، وأشاروا لسلسلة مقلقة من إخفاقات الشرطة، وحذروا أن التعلم من الدروس
لم يصل بعد لأرض الواقع".
موشيه كونينسكي رئيس بلدية كرميئيل، أكد
أنه "خلال أحداث أيار/مايو 2021، وجدت العديد من المستوطنات نفسها مقطوعة ومحاصرة
عندما أغلقت الشرطة الطرق المؤدية إليها لساعات عديدة.
وقال داني إيفري رئيس المجلس الإقليمي؛ إنه لا يوجد تنسيق بين الشرطة والإسرائيليين، فالطرق المغلقة تقع تحت مسؤولية سبعة
مراكز شرطة مختلفة، ولم يطلعنا أي منهم على الطرق التي يقرر كل مركز إغلاقها.
ويكشف تحليل تراكم الحوادث الخطيرة، أن
أكبر قدر من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية كان على الطرق الرئيسية في الجنوب
بقيمة 16 مليون شيكل، خاصة في مناطق النقب والجليل.
المحاميان أريئيل إرليش وأهارون غربر من
منتدى كوهالات، أكدا أن "الشرطة لم تكن جاهزة، بل عاجزة أمام المظاهرات
الجماهيرية التي نظمها فلسطينيو 48، مما أدى لإصابات بشرية في صفوف الإسرائيليين،
والشعور بفقدان أمنهم الشخصي.
وأكد مفوض الشرطة السابق موشيه كرادي، أنه في أعمال الاحتجاجات القادمة سيكون الوضع أسوأ، نحن وفي وضع يلتقي فيه توسع
الفكر الإسلامي بين فلسطينيي 48 مع أضعف جهاز شرطة في تاريخه، أنا قلق للغاية بشأن
اندلاع حارس أسوار2؛ لأنها ستمتد من المدن المختلطة إلى بقية إسرائيل؛ لأن هناك
مخزونات أسلحة بين فلسطينيي 48، مع فقدان الردع البوليسي.
تكشف هذه المعطيات الإسرائيلية المقلقة، أن الواقع بين فلسطينيي 48 يخلق وصفة خطيرة للغاية، فعندما يتشبع الهواء بالوقود،
فإن عود ثقاب واحد يكفي لإشعال الشعلة، لأن تقرير مراقب دولة الاحتلال منذ ستة
أشهر، أكد هذه المخاوف، حين وجد إخفاقات استخباراتية، مما دفع الشرطة للتعهد
بتصحيحها، لكن الوقت يمرّ، وشهر آذار/مارس على الأبواب، حيث تبدأ فترة حساسة مع حلول
شهر رمضان، في حين ما زالت أوجه القصور ماثلة وقائمة أمام أجهزة أمن الاحتلال، مما
يجعل تهديدات بن غفير ورفاقه جوفاء وغير عملية، إلا إن أجبر الشرطة على خوض
العملية، وحينها ستكون السيناريوهات الخطيرة مفتوحة على مصراعها.