تجددت المواجهات الليلية بين العشرات من المحتجين
التونسيين وقوات الأمن مساء الأحد، في مناطق متفرقة من البلاد، التي تعرفها بعضها
احتجاجات لليوم الثالث على التوالي.
وعرفت منطقة حي الزهور بمحافظة القصرين وسط غربي البلاد، مواجهات بين محتجين وقوات الأمن لليوم الثالث على التوالي، حيث قام بعضهم بغلق الطريق الرئيسية ورشق وحدات الشرطة بالحجارة، والتي ردّت باستعمال الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وقالت وسائل إعلامية تونسية إن قوات الأمن أوقفت 7 أشخاص خلال المواجهات من، بينهم شخص يشتبه في قيامه ببيع البنزين للمحتجّين، بحسب مصادر أمنية.
وتشهد منطقة حي الزهور بمدينة القصرين تحرّكات احتجاجية، تحوّلت إلى مواجهات مع الأمن منذ مساء الجمعة الماضي.
كما عرفت محافظة القيروان بالوسط التونسي، ومنطقة الملاسين بالعاصمة تونس احتجاجات ليلية، حيث قام متظاهرون بإحراق الإطارات المطاطية وسط تعزيزات أمنية كبيرة.
وأفاد نشطاء على "فيسبوك" ووسائل إعلام محلية أخرى باندلاع احتجاجات في مناطق عديدة بتونس خلال الليالي الأخيرة، فيما لم تتبين مطالبها.
في المقابل، أعلنت السلطات القضائية في ولاية القصرين، الأحد، إيقاف 8 شباب للاشتباه في ضلوعهم بإغلاق طرق ورشق قوات أمنية بالحجارة خلال الاحتجاجات الليلية في مدينتي القصرين وسبيطلة بالولاية.
وقال مساعد النائب العام بالمحكمة الابتدائية في القصرين عماد العمري إن "النيابة أذنت بإيقاف 7 شبّان تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة بشبهة المشاركة في غلق الطريق ورشق الوحدات الأمنيّة بالحجارة ليلة البارحة (السبت/ الأحد) في حيّ الزهور وحيّ النور بمدينة القصرين".
كما "أذنت النيابة بالاحتفاظ بشاب بعد محاولة إثارة الهرج (الشغب) في (مدينة) سبيطلة (بولاية)"، وفق تصريحات أدلى بها العمري لإذاعة "موزاييك" المحلية.
وأفاد أيضا بأن "النيابة أحالت 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 16 و17 سنة (في أحداث مشابهة) وسيمثلون أمامها في الأيام القادم".
وأضاف أن "9 أطفال، تتراوح أعمارهم بين 12 و14 سنة، قد تمّ التنبيه عليهم مع إمضاء أوليائهم لالتزامات لدى الضابطة العدلية (الشرطة)، ولا شيء يثبت مشاركتهم في أحداث الكر والفر، خصوصا وأنهم أنكروا ذلك".
ووفق الإذاعة "عاشت مدينة القصرين مواجهات وأعمال عنف تمّ فيها استخدام الحجارة والزجاجات الحارقة في حيّ الزهور ثمّ حيّ النور (بمدينة القصرين)، ممّا أدّى إلى إصابة 4 أمنيين وضبط 20 مشتبها في ضلوعهم بالأحداث".
والسبت، اتهمت وزارة الداخلية أطرافا لم تسميها بالسعي إلى تحريض عدد من المراهقين وذوي السوابق العدلية للقيام بأعمال شغب ببعض الأحياء الشعبية، مشددة على أن العمل حثيث قصد القبض عليهم وإحالتهم على العدالة.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد يوم واحد من خروج الآلاف من التونسيين في مظاهرات بالعاصمة مطالبين برحيل الرئيس قيس سعيّد، تزامنا مع الاحتفال بالذكرى 12 للإطاحة بنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
وتأتي التظاهرات استجابة لدعوات قوى سياسية ومدنية وحقوقية مختلفة، حيث رفع المحتجون لافتات كتب عليها "ارحل" لمطالبة سعيد بترك السلطة، بسبب الإجراءات التي اتخذها ويرى فيها معارضوه بأنها تقيد الديمقراطية والحريات في البلاد، وانقلاب على الثورة.