قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن تحذيرات المخابرات
البريطانية "أم أي 6"، التي اعتادت على العمل في الظل، قد
تصبح أقل مصداقية بالنسبة لعموم الشعب عقب تصريحات لمسؤولين بارزين، خاصة مع اشتداد الأزمة في أوكرانيا، مشيرة إلى "سخرية"
المسؤولين الروس من المعلومات الاستخبارية الغربية.
وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس
جونسون استند في تصريحات له، الأربعاء الماضي، على معلومات من "أم أي 6"
التي حذرت من استمرار تزايد أعداد القوات الروسية على حدود أوكرانيا، كما هو الحال
بالنسبة لوزيرة الخارجية، ليز تروس، التي حذرت الشهر الماضي من "انقلاب محتمل
في كييف".
وتناولت الغارديان نشر وزارة الدفاع البريطانية لمقطع فيديو استثنائي، الخميس، وصفته بأنه "تحديث
استخباراتي"، حيث أظهر خريطة لخطة الغزو الروسي المحتمل إضافة لتقييمات أخرى.
وقال المقطع المنشور إن روسيا تعمل بسرعة على تحشيد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، وفقا لما وثقه محللون مستقلون، مضيفا أن
"الغزو يمكن أن يحدث في غضون أيام".
وقالت الصحيفة إن الجهود الاستخبارية تزامنت مع سلسلة من الإحاطات غير الرسمية
التي أظهرت معلومات، مدعومة باقتباسات تم الحصول عليها من مسؤولين بارزين.
وقال البروفيسور بمركز أبحاث روسي، مالكوم تشالمرز: "إنه نهج مختلف تمامًا عن الماضي، عندما كانت
المعلومات الاستخباراتية تخضع لحراسة مشددة".
وأضاف: "ما تعلمته بريطانيا والغرب من أزمة
أوكرانيا الأخيرة في عام 2014 هو أنك إذا لم تستخدم ذكاءك بنشاط، فإنك ستخسر قوتك
لصالح روسيا".
ورجحت الصحيفة أن استيلاء روسيا على شبه جزيرة
القرم في عام 2014 كان بمثابة مفاجأة لحلف الناتو الذي وصفته بـ "النائم"، لافتة إلى أن صورة التحالف العسكري تضررت كثيرا،
الصيف الماضي، أثناء "الانسحاب الفوضوي" من أفغانستان.
اقرأ أيضا: اشتباكات في دونيتسك الموالية لروسيا.. وماكرون يقود وساطة
كما نوهت الغارديان إلى أن التفكير منصب هذه المرة
على تسليط الضوء حول نوايا فلاديمير بوتين المحتملة، موضحة أن الغرب يعتبر بأن موسكو تتصنع استفزازا
في أوكرانيا لتبرير التدخل العسكري، ما يثير المزيد من القلق خاصة بعد مزاعم بوتين "الكاذبة"
بأن هناك "إبادة جماعية" ضد الروس في إقليم دونباس.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المملكة المتحدة
دعمت مزاعم المخابرات الأمريكية بأن روسيا كانت تفكر في صنع فيديو يظهر هجومًا
مزيفًا بطائرة بدون طيار لتبرير التدخل العسكري.
لكنها استدركت بالقول إن إطلاع الرأي العام على تقييمات
الاستخبارات يمكن أن يكون محفوفًا بالصعوبات، حيث أنها عادة ما
تستند إلى استنتاجات بسيطة تشير إلى أن هجومًا روسيًا كان "مرجحًا للغاية"،
على غرار ما قاله وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، نهاية الأسبوع الماضي.
وتابعت بأن هذه الاستنتاجات تأتي، في كثير من
الأحيان، مدعومة بالقليل من الأدلة أو بدونها، ما يصعب عملية إقناع الجمهور الذي
لا يزال يتذكر "الاتهامات المبالغ" فيها بشأن نظام الرئيس صدام حسين في
الفترة التي سبقت غزو العراق.
ونوهت الصحيفة البريطانية إلى أن روسيا مستعدة لاستغلال سوء
التقدير الاستخباراتي، مستندة إلى تصريحات المسؤولين بالكرملين هذا الأسبوع، التي وصفتها بـ"السعيدة" حول عدم حدوث غزو لأوكرانيا يوم الأربعاء الماضي، تعقيبا على "التوقعات غير الدقيقة"
من جهة الولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، استندت الصحيفة على تعليق المتحدثة
باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التي دعت وسائل الإعلام الغربية إلى
"نشر الجدول الزمني لغزواتنا القادمة لهذا العام" حتى تتمكن من التخطيط
لعطلاتها.
وخلصت الغارديان إلى أن الصمت النسبي لجهات الاستخبارات
البريطانية السرية لم يعد خيارًا، خاصة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، المليئة
بالمحللين والمعلقين الذين أصحبوا يعبرون عن آرائهم من خلال صور الأقمار الصناعية
ومقاطع الفيديو عبر الإنترنت.
الغارديان: أوميكرون يفسد خطط روسيا وأوكرانيا العسكرية
الغارديان: مقتل "القرشي" لا يعني نهاية خطر تنظيم الدولة
NT: استراتيجية بايدن مع بوتين "ناجعة" أم تدفع للحرب؟