كشف
استطلاع للرأي في
بريطانيا، أن أكثر من نصف البريطانيين يريدون العودة للاتحاد الأوروبي.
وبينما يصر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على أن بلاده استعادت سيادتها بعد خروجها من
الاتحاد الأوروبي، إلا أن استطلاعا حديثا للرأي أظهر عدم رضى البريطانيين عن الانسحاب، حيث عبّر 53 في المائة من المشاركين في الاستطلاع عن رغبتهم بالتصويت لصالح العودة للاتحاد، لو أجري
استفتاء جديد.
وأجرى الاستطلاع مؤسسة سافانتا كومريس، وشارك فيه 2231 من البالغين، وأجري بين بين 5 و7 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وتمثل نتيجة الاستطلاع الجديد ارتفاعا مقداره أربع نقاط مئوية، مقارنة بالاستفتاء السابق (49 في المائة) الذي أجري في حزيران/ يونيو الماضي.
وكان 52 في المائة قد صوتوا في الاستتفتاء الذي أجري عام 2016 لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي. وفي نهاية العام الماضي، تم التوصل للاتفاق التجاري الذي سمح بخروج منظم لبريطانيا من الاتحاد، بعد 47 عاما من عضويتها فيه.
واللافت أن واحدا من كل عشرة أشخاص صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016؛ عبروا عن رغبتهم بالتصويت لصالح العودة إلى الاتحاد. كما أن 20 في المائة من مؤيدي حزب المحافظين الحاكم قالوا إنهم يودون التصويت لصالح الانضمام مجددا للاتحاد، في حين أن نسبة مماثلة من حزب العمال قالت إنها ستصوت ضد الانضمام.
وقال 82 المائة ممن امتنعوا عن التصويت في الاستفتاء عام 2016؛ إنهم سيصوتون لصالح العودة للاتحاد الأوروبي، لو أجري استفتاء جديد.
وقال 40 في المائة؛ إنهم يودون إجراء استفتاء جديد خلال السنوات الخمس القادمة، بينما 34 في المائة عارضوا ذلك.
وأظهر الاستطلاع ارتفاع نسبة تأييد إجراء استفتاء جديد بين فئة الشباب (49 في المائة)، وبين مؤيدي حزب العمال (63 في المائة).
ويرى محللون أن الاستطلاع يشير إلى تحول في مزاج البريطانيين الذين صوتوا لصالح الانسحاب من الاتحاد البريطاني، بعد الأزمات التي شهدتها بريطانيا مع مرور عام على الخروج.
ويقول مدير الأبحاث السياسية في مؤسسة سافانتا كومريس، كريس هوبكينز؛ إن هناك زيادة كبيرة بين البالغين الذين يريدون العودة للاتحاد الأوروبي، وهذا يظهر أن عددا من المشكلات المرتبطة بالانسحاب على مدى الأشهر الماضية بدأ تأثيرها بالظهور. وأشار إلى أن ارتفاع التأييد بين الشباب يعني أن قصة
بريكسيت لن تنتهي قريبا.
وتنقل صحيفة
ديلي إكسبرس عن هوبكنز؛ قوله؛ إنه على مدى خمس سنوات منذ استفتاء بريكسيت، فإن المجتمع البريطاني ظل منقسما مناصفة بين مؤيد ومعارض لبريكسيت، لكن الآن بدأت تتشكل أغلبية لصالح العودة للاتحاد.
ومن بين المشكلات التي ربما تكون قد أسهمت في تحول مزاج البريطانيين؛ أزمة سلسلة توريد البضائع، وفي الأشهر الماضية ظهرت مشكلة نقص الوقود بسبب النقص في سائقي الشاحنات. كما أن الخلاف بين بريطانيا وأوروبا حول قضية الصيد البحري في المياه البريطانية، يهدد بأزمة بين الجانبين قد تترتب عليها عواقب.
كما أن هناك خلافا بشأن الترتيبات الخاصة بإيرلندا الشمالية، مع مطالبة بريطانيا بإعادة التفاوض حولها.
وأوضح هوبكنز أنه في حال استمرت هذه الأزمات وتم التوجه لإجراء استفتاء جديد، فإن التعويل سيكون على الشباب والفئات التي امتنعت عن المشاركة في استفتاء عام 2016، وهؤلاء بمجملهم يميلون للانضمام مرة أخرى للاتحاد.