لقاء رفيع المستوى جمع يوم أمس الأربعاء 27 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" بنائب رئيس الوزراء الأفغاني "الملا عبد الغني برادار" في العاصمة القطرية الدوحة.
وانغ دعا المجتمع الدولي إلى "مزيد من التفهم والدعم لحكومة طالبان لمواجهة التحديات الرباعية ـ الأزمة الإنسانية والفوضى الاقتصادية والتهديدات الإرهابية وصعوبات الحكم"؛ فبكين حطمت الحواجز النفسية مع حركة طالبان وانتقلت إلى مستوى عال من التواصل تجاوز المبعوثين الخاصين والسفراء والمستشارين لتصبح بذلك أقرب الأطراف الدولية للاعتراف بحكومة طالبان.
وزير الخارجية الصيني وانغ أظهر حرصا على لقاء قادة حركة طالبان يوم أمس الأربعاء في الدوحة داعيا إلى ضرورة توفير الدعم الدولي الإنساني والاقتصادي العاجل لأفغانستان لإعادة الإعمار؛ فغياب الحركة عن مؤتمر دول الجوار الأفغاني في طهران لم يقف عائقا أمام جهود بكين للقاء قادة الحركة بشكل مباشر ورسمي في العلن لا في الكواليس.
ورغم التزام الصين بصيغة موسكو للاعتراف بحكومة الحركة وتكوين حكومة شاملة؛ إلا أن خطواتها تسارعت للاقتراب من حكومة طالبان على وقع التطورات الداخلية؛ فطالبان وعدت بإحياء عمليات التعدين في مناجم النحاس بالقرب من كابول التي حازت الصين على امتياز العمل فيها قبل تسع سنوات؛ كما وعدت الحركة بإنشاء خط الغاز الرابط بين تركمستان وأفغانستان باتجاه باكستان والهند؛ بذلك تؤكد قدرتها على ضبط الأمن وملاحقة كل العناصر التي تقف عائقا أمام هذه المشاريع سواء كانت من تنظيم الدولة "داعش" أو من حركة تحرير تركمستان الشرقية.
الصين قدمت قوة دفع كبيرة للاعتراف الجماعي لكل من روسيا وباكستان وإيران والصين بحركة طالبان باعتبارها مصلحة حيوية وأولولية سياسية؛ رسالة أوصلها وزير الخارجية الصيني وانغ يي لحلفائه وشركائه عبر لقائه الرسمي الأول بنائب رئيس الوزراء الأفغاني عبد الغني برادر في الدوحة.
طالبان عملت بنشاط لتأكيد قدرتها على ضبط الأمن، فلم تتردد في إقالة حاكم ولاية هرات بالقرب من الحدود الإيرانية بعد فشله في إيقاف هجمات تنظيم الدولة؛ بذلك تقدم رسائل في كل الاتجاهات لتأكيد جديتها في ضبط الأمن والسير نحو الاستقرار وإعادة الإعمار.
الصين الدولة الأكثر حضورا والأسرع في حراكها نحو أفغانستان؛ فالرئيس الصيني "شي جينبنغ" استبق لقاء وزير خارجيته وانغ بنائب رئيس الوزراء برادار باتصال هاتفي جمعه برئيس الوزراء الباكستاني عمران خان تناول فيه تطوير العلاقات بين البلدين؛ الاتصال الأول الذي تبع إقالة مدير المخابرات الباكستاني السابق "فايز حميد" وتعيين الجنرال "نديم انجوم" بعد استياء صيني من الهجمات التي استهدفت موظفيها في مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC).
ختاما .. تعول بكين على إسلام أباد وكابول لتطوير مشروعها الحزام والطريق؛ وتطمح لتعزيز استقرار وسط آسيا بتوظيف الموارد الطبيعية والموقع الجيوسياسي لأفغانستان لتعزيز رؤيتها الجيواقتصادية؛ ممهدة الطريق لحكومة طالبان للعبور نحو شاطئ الشرعية السياسية والدولية والإعمار والتنمية في الآن ذاته؛ فالصين قدمت قوة دفع كبيرة للاعتراف الجماعي لكل من روسيا وباكستان وإيران والصين بحركة طالبان باعتبارها مصلحة حيوية وأولوية سياسية؛ رسالة أوصلها وزير الخارجية الصيني وانغ يي لحلفائه وشركائه عبر لقائه الرسمي الأول بنائب رئيس الوزراء الأفغاني عبد الغني برادر في الدوحة.
hazem ayyad
@hma36
ترانيم صهيونية في رسائل لافروف- لابيد
أفريقيا وتاريخها الحديث الامتداد الطبيعي لنضال الشعب الفلسطيني العادل
الواقعية العربية الغريبة في التطبيع مع الأسد