قال خبراء عسكريون
إسرائيليون إنه "في ظل التوترات الأمنية حول مسيرة الأعلام اليهودية في المسجد الأقصى، سخرت
حماس من إسرائيل بزعم أنها حصلت على الردع المطلوب، بدليل اضطرار الاحتلال إلى تغيير مسار المسيرة، في حين أعاد إطلاق
البالونات الحارقة تذكير الإسرائيليين بالتهديدات التي أطلقها نفتالي بينيت قبل سنوات بالرد عليها بأقصى قوة".
وأضاف أوهاد حمو ونير دفوري ويارون أفراهام في مقال مشترك على موقع القناة 12، ترجمته "عربي21"، أن "مسيرة الأعلام اليهودية في القدس انتهت كما كان مخططاً لها، لكن التوترات مع قطاع
غزة لا تزال قائمة، وبسبب مشاكل عدم تدفق الأموال إلى قطاع غزة، تحاول حماس الضغط على إسرائيل، وتعمل دون عتبة الحرب، وبلا كسر الأواني"، كما يرى المقال.
وأشاروا إلى أنه "في غضون ذلك، لم يعلق رئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت، حتى الآن على استئناف إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة، رغم تصريحاته القوية حول هذا الموضوع في الماضي، فيما احتفلت حماس بخوف إسرائيل من التصعيد الذي صاحب مسيرة الأعلام، بزعم أنها حققت الردع، واضطر الاحتلال لتغيير مسار المسيرة".
وأكدوا أن "حماس في الوقت ذاته، لا تخرق القواعد، وتحرص على عدم إعطاء إسرائيل سببا للحرب، لكنها بالتأكيد تزعج وتتدخل في إطلاق البالونات الحارقة، وتشغيل وحدات الإرباك الليلية، ومن المحتمل أن تعود إلى العمل ابتداء من الليلة، لأن حماس اعتبرت تقوم بدور المدافع عن الأقصى، وحارس الأماكن المقدسة، وأيضاً لأن قطاع غزة لا يحصل على الملايين التي اعتاد عليها"، بحسب المقال.
وأوضح الكتاب الثلاثة أنه "بعد الحرب الأخيرة في غزة، وعدت مصر وقطر بتقديم 500 مليون دولار من كل منهما إلى غزة، ولكن بعد مرور شهر من الحرب، لم يتم بعد تحويل الأموال إلى قطاع غزة، لأن إسرائيل تربط تحويلها بالتقدم في قضية الأسرى والمفقودين، ولأن مصر منحت قطاع غزة آلية لضمان أن يتم تحويل الأموال إلى فتح، وليس إلى حماس التي تريد الضغط على إسرائيل للترويج لعملية نقل الأموال. وحتى لو هدأت التوترات الأمنية، فإن التصعيد التالي بات قاب قوسين أو أدنى"، وفق تقديرهم.
وأضافوا أن "حماس ترى في تطورات الساعات الأخيرة مصدر ارتياح لها، لأن مواقفها الأخيرة وقراراتها الحاسمة أجبرت إسرائيل على تغيير مسار موكب المسيرة، وعزلها عن المسجد الأقصى، ما دفع إسرائيل لتكثيف نشر بطاريات القبة الحديدية، ما يثبت معادلة الردع التي تحققت في الحرب، والنجاح في إخضاع قواعد المواجهة الجديدة للعدو".
وأشاروا إلى أن "إسرائيل لم تعلق بعد على إطلاق بالونات حارقة من غزة تسببت في أكثر من 20 حريقا في الغلاف، فيما وجهت رسالة تهديد لحماس بأنه في حال استئناف إطلاق النار، فسوف تنهار التفاهمات التي تمت بوساطة مصرية، رغم أن مصدرا سياسيا رفيعا زعم أنه سيكون هناك رد على إطلاق البالونات الحارقة، لكن إسرائيل ستختار التوقيت المناسب".
وأكدوا أنه "قبل حوالي أربع سنوات، هاجم رئيس الوزراء نفتالي بينيت بشدة سياسة الحكومة بشأن إطلاق البالونات الحارقة من غزة"، مطالبا "بمعاملة البالون المتفجر أو الطائرة الورقية الحارقة مثل صاروخ القسام، لأنها ليست لعبة، بل أدوات قتل، ومن يستخدم أداة القتل هذه يجب أن يعامل كمسلح عدو، هذا موقفي من إطلاق بالونات متفجرة أو حارقة وكأنها أطلقت صاروخ قسام، فمن يطلقها ليس فتى يبلغ 8 سنوات، بل هي سلاح قد يقتل الإسرائيليين"، وفق ما نقله المقال عن بينيت.
نص المقال الأصلي