ذكرت صحيفة تركية، أن التغيرات التي أحدثها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، داخليا وخارجيا، ستشكل عائقا على المرشح الديمقراطي جو بايدن في حال فوزه بالانتخابات الأمريكية.
وأضافت صحيفة "صباح" في تقرير للكاتب التركي برهان الدين دوران، وترجمته "عربي21"، أنه ونظرا لتولي الرئيس المقبل منصبه في 20 كانون الثاني/ يناير 2020، فإن المرحلة الانتقالية ستكون غير طبيعية.
وأشارت إلى أنه حتى لو خسر ترامب بهامش بسيط، فإن قيم الناخب الأمريكي الذي تمثله "الترامبية" ستبقى مهيمنة، وترامب الذي يتهمه الديمقراطيون بالكذب والعنصرية والاستبداد، لم يحصل فقط على دعم قوي من الرجال البيض الذين يمثلون 58 بالمئة فقط، بل تمكن من جذب أصوات 63 بالمئة من اللاتينيين، و18 بالمئة من السود.
ولفتت إلى أنه على الرغم من وباء كورونا والأزمة الاقتصادية المرافقة له، فإن التصويت لترامب يشير إلى ما حصده من سياساته التي طبقها لمدة أربع سنوات في الداخل الأمريكي.
وأوضحت أن "القوة الترامبية" تعد مؤشرا على مدى صعوبة عودة المجتمع الأمريكي إلى ما قبل ترامب، رغما عن الديمقراطيين، وعليه فإن رئاسة بايدن المحتملة لن تكون ولاية ثالثة لنظام أوباما.
وأكدت أنه لا يمكن محو تأثير سياسة ترامب بسهولة على الصعيدين الداخلي والدولي، كما أن الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ستمنع الديمقراطيين من تحقيق طموح "التحالف عبر الأطلسي"، ولا يمكن الحصول على النتائج المتوقعة من "البايدنيين" في الملفات المتعلقة بالعلاقة مع الصين وروسيا والتجارة الليبرالية والمناخ.
اقرأ أيضا: NYT: سواء فاز ترامب أم خسر سيبقى قوة مثيرة للشغب
وذكرت أن "قومية ترامب" التي تقول "الولايات المتحدة أولا" ستكون عائقا أمام إدارة بايدن الداعمة لسياسات العولمة.
وأوضحت أن بايدن سيتعرض لضغوط شديدة من مؤيديه الأيديولوجيين "لإنقاذ" روح الديمقراطية الأمريكية من خطر "الترامبية".
ورأت الصحيفة، أن مشاكل الولايات المتحدة المنقسمة، لن تنتهي بتحديد الرابح في الانتخابات، وستستمر المعركة بين "الولايات المتحدة الجديدة" التي أحدثتها "الترامبية"، و"القديمة".
وأضافت أن الديمقراطيين، الذين يصفون عهد ترامب بأنه "تحول الولايات المتحدة إلى الاستبداد"، يبدو أنهم استسلموا أيضا لـ"الغطرسة الليبرالية" التي تقلل من أهمية حرية الاختيار لدى الشعب الأمريكي، والتي قد ينجم عنها ظهور سياسيين على شاكلة ترامب.
وتابعت، أن ظل ترامب سيكون ملازما للديمقراطيين في البيت الأبيض، كما أنه سيكون مصدر إلهام لمرشحين جمهوريين جدد، وعليه فإن "الترامبية" للجمهوريين و"الغطرسة الليبرالية" للديمقراطيين لم يكن أي منهما خاسرا بالانتخابات الجارية، فلم تتعثر "الموجة الزرقاء"، ولم تتراجع "الموجة الحمراء".
ونوهت إلى أن مؤسسات الفكر والرأي بنهاية المطاف تقوم بإعداد المقترحات السياسية للرئيس الجديد في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسة الخارجية.
كيف تنظر تركيا لفوز بايدن.. هل يختلف عن كلينتون وأوباما؟
ما الفرق بين بايدن وترامب بشأن القضايا الشائكة مع تركيا؟
بايدن يهاجم تركيا مجددا.. ما علاقة الانتخابات الأمريكية؟