تحدثت صحيفة إسرائيلية، الثلاثاء، عن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدة أنها أكثر أهمية من الانتخابات الإسرائيلية، لأنه سيتقرر فيها مصير "إسرائيل"، ولذلك يجب على الإسرائيليين الاهتمام بها بشكل أكبر.
غياب الخصم
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية في
مقال للكاتب حيمي شليف، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، "اعتاد مؤخرا على
توزيع تسريبات وإشارات عن نيته الذهاب إلى انتخابات سريعة، وبحسب الرواية الأخيرة،
فإن تشرين الثاني/نوفمبر هو موعد الهدف، بتقارب غريب، بل ومريب، مع موعد
الانتخابات الأمريكية".
ونوهت إلى أن "نتنياهو ينوي ربما إجراء
انطلاقة بطولية مشتركة مع دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي) نحو الهاوية، وربما يصلي
كي يرفض ترامب قبول الخسارة مثلما هدد وأن يسير في أعقابه"، مضيفة: "في
ظل غياب خصم مهم، نتنياهو يؤمن بأن تقوم الانتخابات بتحسين وضعه".
ومهما كان الأمر، فإن "التقارب الزمني
والنظري بين حملتي الانتخابات، يوضح أنه سيكون للمعركة في إسرائيل أهمية هامشية
على مستقبلها، والجمهور الأمريكي هو من سيحسم مصيرها، ولكن الأمور التي نراها من
هناك ومن أي مكان آخر في العالم لا نراها من هنا".
وأفادت الصحيفة، أن "التكهن الوحيد
لمعظم الإسرائيليين، أن السياسة المؤيدة لإسرائيل المزعومة لدونالد ترامب، إضافة
إلى سلوكه الفاسد وقيمه المعطوبة، والاستقطاب الذي يزرعه، وتآكل الديمقراطية
الأمريكية والسقوط الحر لمكانة بلاده، في العالم، كل ذلك أصبح من خلفنا".
اقرأ أيضا: الديمقراطيون يحذفون كلمة "احتلال" عند وصف إسرائيل
ونبهت أن هناك "تشابها غير طبيعي تقريبا
في الوضع السياسي والنفسي لترامب ونتنياهو، كلاهما؛ كاذب أشر، لديه نهج استحواذي،
يكره التوازن والكوابح، وفشلا في مواجهة وباء كورونا، يضاف إلى الصعوبة المحلية في
تشخيص القرار الحاسم التاريخي الذي سيتم اتخاذه في 3 تشرين الثاني".
ورأت "هآرتس"، أن "جنون ترامب
لا يبدو معقولا بالنسبة لنا فحسب، بل هو يهدئ قليلا من القلق مما يحدث لدينا، وفي
مواجهة مشكلات كثيرة يعتبر هذا عزاء الأغبياء".
موجة ضبابية
وأكدت أن "الانتخابات الأمريكية هذه
المرة وأكثر من كل سابقاتها، هي مفترق طرق مسدود، منه يمكن التوجه إلى اتجاهين
متعارضين في هدفهما: فوز ترامب المستحيل تقريبا؛ يعني منح مصادقة على استمرار
رئاسته الفاسدة، المقسمة والمدمرة، لأمريكا وفي أعقابها إسرائيل، التي تستطيع تحمل
ولاية واحدة له، لكن ليس ولايتين".
ونبهت أن "فوز ترامب سيقضي نهائيا على
مكانة الولايات المتحدة كزعيمة للعالم، وهذا سيخلق شرخا غير قابل للرأب في مؤسسات
دولية وفي الحلف الأطلسي، وسيسعد روسيا ويشجع الديكتاتوريين في أرجاء
العالم".
وأضافت: "فوز ترامب ليس فقط سيساعد في
إعادة انتخاب نتنياهو، بل أيضا سيجلب 4 سنوات أخرى من القومية المتطرفة
الإسرائيلية، والتنكيل بالفلسطينيين وتآكل الديمقراطية لدرجة كسرها".
اقرأ أيضا: ذي بوسطن غلوب: نخب أمريكية متشائمة من الانتخابات المقبلة
وفي المقابل، قدرت الصحيفة، أن فوز جو بايدن،
"سيستقبل بتنفس الصعداء في العالم الديمقراطي، فهو سينعش أمريكا ويعيدها
لموقفها القيادي، كما يمكن أن يعيد لإسرائيل عقلانيتها التي فقدتها، ويفرض عليها
إعادة السعي للتسوية مع الفلسطينيين، وسينقذ ديمقراطيتها النازفة".
وأشارت إلى أن "ترامب أعطى إسرائيل يدا حرة لفعل كل ما يخطر ببالها لأنها حقا لا تعنيه، أما بايدن فسيستخدم الكوابح من أجل
التأكد أن لا تخرج تماما عن السكة"، منوهة إلى أن "عودة ترامب تعني فوزا معنويا وربما انتخابيا لنتنياهو، وهزيمته ستحول رئيس الحكومة لأمر فائض ومحرج، ومن
الأفضل التخلص منه في أسرع وقت".
ورجحت "هآرتس"، أن يساهم فوز بايدن
في "وقف الموجة الضبابية لليمين المفترس الذي نهض وازدهر، بتشجيع من نتنياهو
وبرعاية ترامب"، مشيرة إلى أن "هذه هي الانتخابات التي يجب على الجمهور
في إسرائيل الاهتمام بها، بدلا من الانشغال بألعاب عقيمة يصدرها رئيس الحكومة
والوزراء في حكومته".
قراءة إسرائيلية بسياسة "بايدن".. هل فوزه يقلق نتنياهو؟
ترجيح إسرائيلي بخسارة ترامب لانتخابات الرئاسة لهذا السبب
تقدير إسرائيلي يوصي نتنياهو بـ"تأجيل" قرار الضم.. لماذا؟