سياسة دولية

AP: ترامب أهدر شهرين من الاستعداد حتى تفشى كورونا

ترامب أمضى وقته بالسخرية من إدارة أوباما والديمقراطيين حتى توفي آلاف الأمريكيين بكورونا- جيتي

قالت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب، أهدرت من الوقت ما يقارب الشهرين، من أجل الاستعداد لمواجهة فيروس كورونا، وكان بمقدروها تعزيز المخزون الفيدرالي من الإمدادات الطبية، في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إليه.

وأوضحت في تقرير ترجمته "عربي21" أن مراجعة عقود الشراء للوكالات الفيدرالية، تظهر انتظارا حتى منتصف آذار/مارس، للبدء في وضع أوامر جمع كمامات الوقاية من طراز "أن 95"، وأجهزة تنفس اصطناعي، وغيرها من المستلزمات الخاصة بالرعاية الصحية، لمواجهة الفيروس.

ولفتت إلى أنه وطيلة تلك الفترة، كان عدة ولايات تعالج الآلاف من المرضى والمصابين بكورونا، بدون معدات كافية، وكانت تتوسل من أجل شحنات إضافة من المخزون الوطني الاستراتيجي، والذي أنشىء قبل نحو 20 عاما، للمساهمة في سد الفجوات في سلسلة التوريد الطبي والصيدلاني خلال حالات الطوارئ الوطنية بأمريكا.

وقالت الوكالة: "الآن وبعد مضي 3 أشهر، يتم استنزاف المخزون تقريبا، مع ارتفاع عدد المرضى الذين وصلت حالتهم إلى الحرجة" كاشفة نقلا عن بعض المسؤولين الحكوميين والمحليين، عن تلقي أجهزة تنفس صناعي مكسورة، وكمامات جافة ومتعفنة عمرها يقارب 10 سنوات.

 

 

اقرأ أيضا: ترامب يجهز الأمريكيين: عدد كبير من الوفيات في الأيام المقبلة


وقالت كاثلين سيبيليوس ، وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية أثناء إدارة أوباما: "لقد أهدرنا شهرين في الأساس".

وأشارت الوكالة الأمريكية، إلى أن المسؤولين الأمريكيين، كان وفي وقت مبكر من منتصف كانون ثاني/يناير الماضي، كان بمقدورهم رؤية مستشفيات مقاطعة هوبي الصينية غارقة بالإصابات، وبقاء العديد منهم على قيد الحياة معتمدين على أجهزة التنفس الصناعي، وسرعان ما تبعتها إيطاليا مع تناقص الأسرة والمعدات.

ولفتت إلى أن الوضع الآن في الولايات المتحدة، أشبه بإلقاء المسؤولية على حكومات الولايات والحكومات المحلية والمستشفيات، من قبل الحكومة الفيدرالية، وهو ما أشار إليه ترامب من أن الحكومة الفيدرالية يجب أن تأخذ مقعدا خلفيا، عندما يتعلق الأمر بالولايات، للتعامل مع الوباء.

ودعا ترامب حكومات الولايات، لشراء أقنعة وأجهزة تنفس خاصة بهم، مشددا على أن الطلب من المخزون الوطني، يجب أن يكون الملاذ الأخير.

وهذا الحديث هو ما ذهب إليه صهر ترامب، جاريد كوشنر، والذي قال: إن "مفهوم المخزون الفيدرالي كان من المفترض أن يكون مخزوننا".

ونقلت الوكالة عن خبراء في الاستجابة لحالات الطوارئ، "فزعهم" من هذه التصريحات، وقالوا إن على الحكومة الفيدرالية، أخذ زمام المبادرة لتوفير الإمدادات الطبية، وتوزيعها حيث تشتد الحاجة إليها.

وتظهر حالة من التنافس بين حكام الولايات الأمريكية، الوكالات الفيدرالية، للحصول على إمدادات شحيحة من اللوازم الطبية، الأمر الذي رفع الأسعار.

وقال الحاكم أندرو كومو من نيويورك: إن الأمر أشبه بالتواجد في موقع "إي بي" للتسوق الإلكتروني، مع 50 ولاية أخرى، للمزايدة على أجهزة التنفس الصناعي.

وقالت "أسوشييتد برس"، لمدة شهر تقريبًا ، رفض ترامب المكالمات من كومو وآخرين، لاستخدام سلطته بموجب قانون الإنتاج الدفاعي لأمر الشركات بزيادة إنتاج أجهزة التنفس الصناعي ومعدات الحماية الشخصية. وأشار إلى أن القطاع الخاص يتصرف بما يكفي من تلقاء نفسه.

ولفتت إلى أن ترامب استسلم بعد أكثر من 3 أشهر، على كشف الصين أولى حالات فيروس كورونا، وقال إنه سيطلب من الشركات زيادة إنتاج الإمدادات الطبية، لكن ذلك ترامب مع اضطراد كبير بإصابات كورونا في الولايات المتحدة، وباتت الأولى حول العالم بأكثر من 31 ألف مصاب، وأكثر من 8500 وفاة.

وأمضى ترامب بحسب الوكالة وقته، وهو يسخر ويقلل من خطر الفيروس الجديد، فضلا عن سخريته من التحذيرات التي تقول إنه سيصل الولايات المتحدة واتهامه الديمقراطيين ووسائل الإعلام بممارسة خدعة، ليخرج ويقول إن "الأمور تحت السيطرة بشكل جيد للغاية، والنهاية جديدة جدا".

قضى ترامب يناير وفبراير في التقليل من خطر الفيروس الجديد. سخر من تحذيرات من جائحة يصل إلى الولايات المتحدة كخدعة ارتكبها الديمقراطيون ووسائل الإعلام. وبينما أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي المرض حالة طوارئ عالمية للصحة العامة في 30 يناير ، أكد ترامب للشعب الأمريكي أن الفيروس "تحت السيطرة بشكل جيد للغاية" وتوقع "نهاية جيدة جدًا".

ورأت أن إدارة ترامب كانت واثقة، حين أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو، في السابع مع شباط/فبراير، أنهم نقلوا جوا إلى الصين، ما يقارب من 18 طنا من أقنعة التنفس النصاعي، والأقنعة الجراحية، وبدلات الوقاية، وغيرها من الإمدادات.

 

 

اقرأ أيضا: هل بدأت أولى المؤشرات السياسية لتفشي كورونا بالاتضاح؟


وبعدها بأيام أبلغ أليكس عازار، وزير الصحة والخدمات الإنسانية، الذي لم يكن منزعجًا، المشرعين أن "الخطر المباشر على الجمهور الأمريكي لا يزال منخفضًا".

وفي حينه قال متحدث باسم الرعاية الصحية، إن المخزون الاستراتيجي من كمامات، "أن 95" يبلغ 13 مليون كمامة، وهي فعالة في تنقية 95 المئة من جميع الجسيمات السائلة والمتطايرة في الجو، وهامة جدا للعاملين في الرعاية الطبية، لحمايتهم من العدوى، لكن اليوم،  تمنح الطواقم الطبية كمامة واحدة لتستخدم خلال عدة أيام، بسبب عدم توفرها.

وزعم ترامب، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض الشهر الماضي، أنه "ورث رفا فارغا" من إدارة أوباما، لكنه أضاف: "نملأه حقا وبسرعة الآن"، لكن بيانات الشراء الفيدرالية، تكشف أنه تأخر في طلب الإمدادات الإضافية حتى ترسخ الفيروس في أمريكا وتفشى.

ادعى ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض في 26 مارس أنه ورث "رفًا فارغًا" من إدارة أوباما ، لكنه أضاف "إننا نملأه حقًا ونملأه بسرعة".

ومع ذلك ، تظهر سجلات الشراء الفيدرالية أن إدارة ترامب تأخرت في طلب إمدادات إضافية حتى ترسخ الفيروس وانتشر.

وتظهر السجلات أن أوامر الشراء، صدرت في 12 آذار/مارس، لشراء كمامات من شركة "أم ثري" في الولايات المتحدة، والتي رفعت إنتاجها قبل أسابيع، بسبب الطلب عليها، لكن العقود تتضمن التسليم مع بداية آب/ أبريل المقبل.

وهدد ترامب في تغريدة له، شركة "أم ثري"، من خلال قانون إنتاج الدفاع، وقال إنها ستدفع ثمنا باهظا. لرغبته في أن تسرع من إنتاجها.

ولفتت الوكالة إلى أن الخبراء الأمريكيين يشعرون بالقلق، من نفاد المخزون من أجهزة التنفس الاصطناعي، والتي يمكن أن تصل كلفة كل واحد منها إلى 12 ألف دولار.

وقال كومو الحاكم في نيوروك إن ولايته، التي تفشى فيها الفيروس بقوة، قد تحتاج إلى ما يصل إلى 40 ألف جهاز تنفس للتعامل مع تفشي المرض الذي يربك بالفعل المستشفيات هناك.

وتوقع كومو يوم الجمعة أن تنفد الأجهزة من نيويورك في غضون أيام. مع ارتفاع معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس في ولايته ، متعهدا باستخدام سلطته للاستيلاء على أجهزة التنفس الصناعي والأقنعة ومعدات الحماية من المستشفيات الخاصة التي لا تستخدمها.


وسخرت الوكالة من نصائح ترامب للأمريكيين، وقالت إنه قدم مساهمته الخاصة، في ظل نقص المستلزمات، عبر نصحيته لهم بارتداء الأوشحة على وجوههم للوقاية من الفيروس.

وقال خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، "ينصح الخبراء بشدة باستخدام الوشاح.. وأعتقد بطريقة معينة اعتمادا على النسيج، الوشاح أفضل بالفعل".