تقارير

"تنكيل الجرافة".. نهج إسرائيلي للانتقام من الشعب الفلسطيني

أكد مختصون فلسطينيون أن "عملية سحب الاحتلال لجثة الشهيد تمثل تجاوزا لكل الحدود الأخلاقية"- جيتي

أكد مختصون فلسطينيون، أن ما قامت وتقوم به جرافات جيش الاحتلال الإسرائيلي، يدل على العدوانية الكبيرة تجاه الشعب الفلسطيني، في حين نبه كاتب إسرائيلي، إلى أن ثقافة "تنكيل الجرافة"، هو نهج يتبعه الجيش الإسرائيلي في تعامله مع الفلسطينيين.


واستشهد فلسطيني بعد استهدافه بقذيفة دبابة إسرائيلية صباح الأحد، وأصيب ثلاثة آخرون برصاص الاحتلال خلال محاولتهم إنقاذ جثمان الشهيد، قبل أن تتمكن جرافة عسكرية إسرائيلية من اختطافه في "مشهد مؤلم".


وحول قراءته لدلالة جريمة الاحتلال، أوضح أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس، أن "عملية سحب جثة الشهيد الفلسطيني صباح اليوم من شرق خانيونس على حافة كباش جرافة عسكرية إسرائيلية، يمثل تجاوزا لكل الحدود الأخلاقية وإهانة لأبسط القيم القانونية".

 

سلوك الاحتلال

 
وأضاف في حديثه لـ"عربي21" أن "سلوك الاحتلال العسكري مقيت، يدل على العدوانية وعدم احترام القوانين والمواثيق الدولية، ويدل أيضا على حقد جيش الاحتلال على قطاع غزة وفصائل المقاومة الفلسطينية، وفيه امتهان لروح الشهداء وانتقام من أجسادهم الطاهرة".


من جانبه، أكد الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية منصور أبو كريم، أن "التمثيل بأجساد الشهداء جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي، وهي مخالفة واضحة لاتفاقيات لاهاي الأربعة".

 

اقرأ أيضا: استشهاد مقاوم وإصابات بنيران الاحتلال شرق خانيونس (شاهد)


وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن ما قام به الاحتلال وجرافته العسكرية هو "سلوك عدواني لا يراعي المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ويؤكد إصرار الاحتلال على انتهاك القوانين والاتفاقيات الدولية".


وتابع أبو منصور: "هذا أمر ليس بالجديد على إسرائيل، التي تخالف القوانين والمواثيق الدولية منذ نشأتها لاعتبارات تقول إنها تتعلق بالأمن، رغم أن الترتيبات الأمنية لا يجب أن تنتهك القانون الدولي والإنساني".


بدوره، أوضح الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي، في مقال له نشر بصحيفة "هآرتس" العبرية بعنوان "انتقام الجرافة"، أن "سائق الجرافة العسكرية الذي انقض أول أمس على شوارع كفر قدوم، رسم للعالم صورة دقيقة بدرجة مدهشة عن الواقع، عن الاحتلال وكيف يبدو ويتصرف؛ فهو مدمر وعنيف ومنفلت العقال".

 

الوباء الحقيقي


ونوه إلى أنه "يصعب التفكير بصورة أكثر وضوحا من هذه الآلة، التي تسير بشكل وحشي في شوارع قرية فلسطينية، وتندفع نحو الجمهور الذي يريد النجاة بحياته"، لافتا إلى أن "هذه الجرافة تتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أكثر من أي متحدث بليغ".


وأضاف: "علينا أن ننسى كورونا، فهذا هو الوباء الحقيقي الذي يحمله الملايين في إسرائيل"، موضحا أن "قرية كفر قدوم الفلسطينية التي ما زالت تناضل في كل أسبوع من أجل الشارع الرئيسي الذي تم إغلاقه بسبب مستوطنة كدوميم".


وخلال رشق الشبان الفلسطينيين الحجارة وإطلاق النار من قبل جنود الاحتلال، قال ليفي: "تظهر الجرافة، التي تندفع بسرعة بين المتظاهرين، ومن مكان جلوسه المرتفع والمحصن لا يمكن للسائق أن يميز إذا كان يدهس شخصا في طريقه أم لا، فالأمر لا يبدو أنه يقلقه".


وأضاف: "مسموح للجيش الإسرائيلي إذا تعثر شخص أثناء الهرب، أن يقوم بدهسه حتى الموت، ولا يشعر برجفة في جناح جرافته، ولا أحد يطلق على ذلك عملية دهس"، موضحا أن "الجرافة ليست طائرة متقدمة تقوم بقصف غزة، وليست صاروخا ذكيا يعرف كيفية اختراق غرفة النوم، فالجرافة في نهاية المطاف هي جرافة؛ تم إعدادها لهدم البيوت وشق الشوارع، ولكن سائقها يتفاخر بخدمته العسكرية (التمثيل بجثمان الشهداء كما حصل في خانيونس)".

 

اقرأ أيضا: فصائل لـ"عربي21": جريمة الاحتلال بخانيونس لن تمر دون رد


وبين أن موشيه نسيم، الملقب بـ"الدب الكردي"، قام "على مدار 75 ساعة جلس فيها في جرافة "دي 9" ومحا عن سطح الأرض 530 بيتا للاجئين في مخيم جنين، وذكر أنه استمتع بكل لحظة".


وتفاخر نسيم في حديث صحفي سابق له بما قام به، وقال: "أنا متأكد أن هناك أشخاصا ماتوا في البيوت، كنت أستمتع برؤية كل بيت تم هدمه، لأنني عرفت أن الموت لا يهمهم، ولكن البيت يؤلمهم أكثر"، وأضاف: "عندما تهدم بيتا فأنت تدفن 40- 50 شخصا نهائيا، لقد كنت راضيا جدا واستمتعت جدا".


وعلق الكاتب الإسرائيلي، على ما قام به جيش الاحتلال في كفر قدوم بقوله: "تراث الجيش الإسرائيلي أول أمس، تبين مرة أخرى أنه لم ينته".


يشار إلى أن مقال ليفي، كتب بساعات قبل جريمة خطف وتمزيق جرافة إسرائيلية لجسد شهيد خانيونس، الذي استشهد صباح اليوم جراء قذيفة إسرائيلية شرق المدينة جنوب القطاع.