اقتصاد عربي

ما هي قيمة "أرامكو" الحقيقية.. هل يتحقق تقدير ابن سلمان؟

خبير مالي يرجح أن يتراجع سهم أرامكو بمجرد أن تتبدد العوامل التي ساهمت في ارتفاع قيمته- جيتي

نشرت وكالة رويترز للأنباء مقالا للخبير المالي الدولي، جورج هاي، تحدث فيه عن القيمة الحقيقية والعادلة لسهم شركة أرامكو السعودية بعد طرحه بالسوق السعودي.

 

وتجاوزت أرامكو السعودية اليوم الخميس هدف التريليوني دولار الذي سعى إليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إذ صعدت أسهم شركة النفط المملوكة للدولة ليوم ثان، لتتحدى بعض التشكيك في قيمتها على المدى الطويل.


وجعل ولي العهد السعودي من الطرح العام الأولي لأرامكو ركيزة خطته لتحويل اقتصاد المملكة بعيدا عن الاعتماد على إنتاج النفط من خلال استغلال حصيلة الطرح البالغة 25.6 مليار دولار لتطوير قطاعات أخرى.


لكن الحصيلة تقل بكثير عن خطة سابقة لولي العهد في 2016 لجمع ما يصل إلى 100 مليار دولار عبر إدراج دولي ومحلي.

 

وقلصت الرياض خططها للطرح العام الأولي بعد إحجام من المستثمرين الدوليين بسبب التقييم المقترح ويجري تداول 1.5 بالمئة فقط من أسهم أرامكو في بورصة الرياض، وهو حجم ضئيل للأسهم حرة التداول بالنسبة لشركة كبيرة كأرامكو.


وبينما أشادت الحكومة السعودية بقفزة عشرة بالمئة للسهم في أول ظهور له بالسوق أمس الأربعاء باعتبارها برهانا على التقييم الذي طالما جرى السعي إليه، فإن الدعم يأتي بدرجة كبيرة من مستثمرين موالين من السعودية ومنطقة الخليج، إذ يقول بعض المحللين إن قيمتها تقل عن ذلك.

 

اقرأ أيضا: هذه تفاصيل أول جلسة لتداول أسهم أرامكو بالسوق السعودي

وقال هاي، إن أرامكو سجلت بداية طيبة كشركة عامة مساهمة، وقفز سعر سهم شركة النفط السعودية العملاقة عشرة في المئة إلى 35.2 ريال (9.4 دولار) يوم الأربعاء في بداية تداول الأسهم بالبورصة المحلية.

 

لكنه أضاف: "المعيار المهم هو ما سيحدث بعد ستة أشهر من الآن وليس مدى ارتفاع السعر الحالي عن تقييم أرامكو في الطرح العام الأولي والذي بلغ 1.7 تريليون دولار".

 

ولفت إلى وجود ثمة أسباب كثيرة لارتفاع قيمة شركة تحاشاها معظم المستثمرين الدوليين بسعر الإصدار عند 1.7 تريليون دولار إلى 1.9 تريليون دولار لتقترب قيمتها من التقييم الذي كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يرغبه وهو تريليونا دولار.

 

وتابع: "لم يدرج السعوديون للتداول في البورصة سوى 1.5 في المئة من أسهم الشركة، أي نصف التوقعات الأولية".

 

وأردف: "ورغم أن تجاوز طلبات الاكتتاب في طرح أرامكو العام الأولي الأسهم المطروحة بمقدار 4.65 مرة ربما كان مرده سعي المكتتبين لضمان الحصول على نسبة التخصيص المرغوبة أكثر منه طلب حقيقي فقد كان ما يكفي من هذا الإقبال طلبا حقيقيا".

 

وفي مستهل التداول بلغ عدد الأسهم التي شملتها التعاملات 25.6 مليون سهم بالمقارنة مع طلبات المشترين التي بلغت 200.5 مليون سهم.

 

وأشار هاي، إلى أن الطلب المحلي يلعب دورا كبيرا. وقد وجد المستثمرون الأفراد الذين اشتروا ثلث الكمية المطروحة حافزا للاحتفاظ بالأسهم لمدة ستة أشهر في وعد توزيع أسهم مجانية.

وقالت صحيفة فاينانشال تايمز يوم الثلاثاء إن الرياض ربما تكون قد شجعت صناديق الاستثمار المحلية والعائلات الثرية على دعم الطرح الأولي.

 

اقرأ أيضا: سهم "أرامكو" يهبط في التعاملات المبكرة لجلسة الخميس


وأوضح الخبير المالي: "سواء كان دافع المستثمرين هو الخوف أو الشعور الوطني أو الطمع فثمة أسباب منطقية لاستمرار دعم السعر. إذ رتبت السعودية يوم الجمعة الماضي لصدور تعهد من منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها لخفض الإنتاج وهو ما يُفترض أن يمنع انهيار سعر النفط وسط النمو الاقتصادي الضعيف العام المقبل".

 

واستطرد: "ومن ناحية أخرى لدى صناديق التحوط قاعدة تداول بسيطة مفادها اشتر الآن ثم حول الأسهم إلى صناديق الاستثمار الخاملة التي ستشتريها حتى إذا ارتفعت قيمة أرامكو عن تريليوني دولار عندما يتم إدراج الشركة في مؤشرات صناديق الأسواق الناشئة مث إم.إس.سي.آي وكانت قيمة الأسهم التي شملها التداول يوم الأربعاء نحو 240 مليون دولار فحسب".

 

ورجح هاي، أن يتراجع سهم أرامكو بمجرد أن تتبدد هذه العوامل. لكن حتى في ذلك الحين قد يكون من الصعب التعرف على القيمة العادلة. بحسب تعبيره.

 

وألمح إلى أن مستثمرين محليين استحوذوا على أكثر من ثلاثة أرباع الطرح بعد تخفيضه بينما يملك معظم الباقي حلفاء مقربون مثل أبوظبي.

 

واختمم قائلا: "إذا كان ولي العهد يريد لأرامكو أن تتراوح قيمتها حول تريليوني دولار فسيتحفظ هؤلاء المستثمرين في التخلص من السهم. لكن عند هذا المستوى ستتضاءل على الأرجح فرص عملية بيع ناجحة في المستقبل للمستثمرين الأجانب وهو الأمر الذي كان أحد النقاط الأساسية في المشروع".