سياسة دولية

بعد رد ناري لأردوغان على ماكرون.. فرنسا تستدعي سفير تركيا

أردوغان هاجم ماكرون واعتبر أنه يعاني من "موت دماغي"- الإعلام التركي

أعلنت فرنسا، الجمعة، أنها ستستدعي السفير التركي في باريس، وذلك بسبب تصريحات سابقة للرئيس رجب طيب أردوغان وجهها لنظيره الفرنسي.

 

وقالت مسؤولة في الرئاسة الفرنسية: "سيتم استدعاء السفير التركي لوزارة الخارجية بعد الإهانات التي وجهها أردوغان"، وفق تعبيرها.

 

وأضافت أن الخارجية الفرنسية ستستدعي السفير التركي "للحصول على تفسيرات حول تصريحات للرئيس التركي"، وقالت: "بل هذا ليس تصريحا، إنها إهانات، وسيتم استدعاء السفير لكي يفسر ذلك".

 

ويأتي تصاعد التوتر بين أنقرة وباريس، قبل أيام فقط من مشاركتهما إلى جانب عواصم أخرى في حلف شمال الأطلسي في قمة في بريطانيا، تزامنا مع الاحتفال بالذكرى الـ70 لتأسيس الحلف.

 

وقال الإليزيه: "ليس هناك تعليق حول الإهانات"، مضيفا أن ماكرون ينتظر من أنقرة "ردودا واضحة".

وأضافت الرئاسة: "هناك مسألة العملية التركية في سوريا وتداعياتها، واحتمال عودة داعش، لكن أيضا هناك مسائل أخرى يجب الحصول على رد عليها من تركيا". وعادة ما تغضب مطالب باريس لأنقرة بهذا الشكل، ويشعل تصريحات نارية لدى أردوغان وحكومته.

 

اقرأ أيضا: ماكرون عن "نبع السلام": تهدد عمل التحالف الدولي ضد داعش

وكان أردوغان قال إن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، يعاني من "موت دماغي" ودعاه لمراجعة طبيب، تعليقا على تصريحاته الأخيرة التي انتقد فيها حلف الناتو.


وأضاف أردوغان: "السيد ماكرون، انظر، أتحدث الآن من تركيا، وسأقول هذا في الناتو أيضا، عليك أن تفحص موتك الدماغي أولا"، وذلك بعد أن اعتبر الرئيس الفرنسي أن الناتو يعاني "موتا دماغيا".

 

اقرأ أيضا: ردا على ماكرون.. مسؤول تركي: نؤدي دورا حيويا في "الناتو"

وتابع الرئيس التركي مخاطبا ماكرون: "الحديث عن إخراج تركيا من الناتو أو إبقائها.. هل هذا من شأنك؟ هل لديك صلاحية اتخاذ قرارات كهذه؟".

وشدد الرئيس أردوغان على أن "فرنسا تتجاهل حساسيات تركيا في سوريا، وتحاول في الوقت ذاته أن تجد لنفسها موطئ قدم في هذا البلد".


من جهته، أشار مسؤول أمريكي رفيع الجمعة، للوكالة الفرنسية، إلى أن ماكرون "لا يزال يحاول معرفة ما الذي يريده" من الحلف الأطلسي.

ودعا ماكرون إلى "تحويل الأولويات من التركيز على قوى كبرى على غرار روسيا والصين إلى مواجهة الإرهاب" الذي اعتبره "العدو المشترك".

لكن المسؤول الأمريكي الذي رفض كشف هويته، أشار إلى أن ترامب سيؤكد في قمة الحلف أن الصين وروسيا لا تزالان بين أبرز التحديات التي يواجهها التكتل، قائلا: "الصين قبل كل شيء".

وقال المسؤول إنه "ليس من الغريب" أن كثيرا من أعضاء حلف الأطلسي يشعرون بالقلق حيال "عدم اكتراث (روسيا) المتواصل لسيادة ووحدة أراضي جيرانها".

ورفض المصدر التعليق على ما وصفه "بالأخذ والرد" بين الرئيسين الفرنسي والتركي بينما شدد على "الاحترام" المتبادل بين ماكرون وترامب.

ولم يكن هجوم الجمعة الأول الذي تشنّه أنقرة على ماكرون ردا على انتقاده لها. ففي تشرين الأول/ أكتوبر، شبّهه وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بـ"ديك يصيح" بعدما مزاعم الرئيس الفرنسي تجاه سجل أنقرة على صعيد حقوق الإنسان في خطاب أمام مجلس أوروبا.

وفي هذا السياق، اعتبر الباحث لدى المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية، ديدييه بيليون، أن تدهور العلاقات بين فرنسا وتركيا بات "تقريبا بدرجة الخطورة نفسها التي سجلت في عهد (الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا) ساركوزي".

ويذكر أن ساركوزي أثار حفيظة تركيا عبر معارضته لطموحاتها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.