ملفات وتقارير

برلمانية أردنية تتحدث لـ"عربي21" عن فرص صفقة تبادل أسرى

طهبوب قالت إن المتسلل الإسرائيلي ورقة رابحة بيد الحكومة الأردنية- عربي21

تحدثت البرلمانية الأردنية، ديمة طهبوب، عن فرص عقد صفقة تبادل أسرى بين الحكومة الأردنية، والاحتلال الإسرائيلي.

 

طهبوب، وفي حديث لـ"عربي21"، قالت إن "هناك مطالبة أردنية بإجراء عملية مقايضة بين المتسلل الإسرائيلي للحدود الأردنية، والأسيرين الأردنيين عبد الرحمن مرعي وهبة اللبدي".

وأوضحت طهبوب أن لجان شؤون الأسرى في عمّان تحاول أن تجعل المطالبة شاملة لمقايضة كاملة بكل الأسرى الأردنيين الذين يواجه بعضهم أحكاما كبيرة بالمؤبدات.

وأشارت على هامش مؤتمر "معا ضد الصفقة والتطبيع" المقام بإسطنبول، إلى أن السلطات الأردنية تتحفظ على المتسلل الإسرائيلي، واستدعت السفير من "تل أبيب" في خطوة تمثل احتجاجا في الأعراف الدبلوماسية على سياسة الاحتلال في ما يتعلق بالأسيرين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، اللذين يعتقلان إداريا، بلا تهمة حقيقية موجهة لهما.

وتابعت: "حاولت الخارجية الأردنية سلك كل الطرق الدبلوماسية بإبداء الاعتراضات والاستدعاءات، واستدعت القائم بأعمال دولة الاحتلال في الأردن، وسلمته احتجاجين لمرتين ولكن يبدو أن كل ذلك لم يجد نفعا، كما لم تجد من قبله ما تسمى باتفاقية وادي عربة بين الأردن ودولة الاحتلال".

وتابعت: "أعتقد كنائب في البرلمان الأردني وهذا ما خاطبنا به الحكومة الأردنية أنه لا يجدي مع الكيان الإسرائيلي إلا التعامل بالمثل".

واعتبرت طهبوب احتجاز الأردن للمتسلل الإسرائيلي بمثابة ورقة رابحة، مشيرة إلى أن بلادها تملك أكثر من ورقة ضغط على الاحتلال "في ما يتعلق بإلغاء معاهدة وادي عربة، وإلغاء اتفاقية الغاز مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وإغلاق سفارة الاحتلال في عمان".

وكشفت النائب في البرلمان الأردني عن أن بعض النواب يتقدمون حاليا بمشروع قانون لإلغاء معاهدة وادي عربة.

علاقات باردة


وحول ما تشهده العلاقات بين الأردن والاحتلال الإسرائيلي من فتور، أعربت طهبوب عن سعادتها "بالعلاقات الباردة والمتأزمة بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي، لأننا نعتقد أن هذا عدو لا يمكن التعامل معه إلا بهذه الطريقة الندية الواضحة".

وفسرت ذلك بقولها: "لدى الأردن منذ عام 1994 ما يسمى باتفاقية سلام مع دولة الاحتلال وللآن لم تفلح هذه الاتفاقيات في فرض التطبيع على الشعب الأردني، لذلك إذا سألت أي واحد فسيعتبر أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال عدوا، وليس بيننا أي سلام".

واستكملت: "كلما توترت العلاقات مع دولة الاحتلال، نحن كنواب وكشعب نعتبر هذا بادرة جيدة لأنه لم تكن بيننا في يوم من الأيام العلاقات جيدة معهم، ونعتقد أن الأردن هو الكنف الأول لفلسطين وهو المدافع الأول عن فلسطين، لذلك يجب أن يتعامل مع هذا الكيان كعدو وليس كصديق أو حليف أو بيننا معاهدة سلام".

ونبهت إلى أن "الأردن ومنذ أكثر من 25 عاما وقع على معاهدة السلام مع الاحتلال ولم يجن لا لبنا ولا عسلا كما وُعد آنذاك".

أسباب تنامي التطبيع


ومن وجهة نظرها، ترى طهبوب أن "الدول العربية أصبحت دولا منقسمة، لم تعد تجمعها فلسطين وما عادت بوصلتها القدس كما كانت في السابق".

وتقول: "نجحت أمريكا في تقسيمنا إلى كيانات كل واحد منها منشغل بنفسه وبقضاياه الداخلية، ونجحت في استقطاب بعض الأنظمة وطمأنتها بالحفاظ على شرعيتها في بلدانها مقابل تقديم تنازلات عن القضية الفلسطينية ومقابل الإسراع إلى التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بدون أي مقابل".

وترى أنه في السابق "كنا نسمع بالأرض مقابل السلام، والسلام مقابل السلام، لكن الآن التطبيع أصبح بدون مقابل شيء".

وتضيف: "دولة الاحتلال بلغت من السيطرة وبمساعدة الولايات المتحدة لدرجة أنها تطالب الدول العربية بالتطبيع قبل أن تعرض أي شيء تجاه هذه الدول".

وتعتبر أن "الهيمنة الأمريكية على بعض الدول، والإفقار الأمريكي لدول أخرى حتى أصبحت بحاجة إلى العون والمساعدات الأمريكية، وتم السيطرة على قرارها السياسي في مقابل هذه الحاجة الاقتصادية".

وأشارت إلى أن "الدول العربية إما أنها منشغلة بأزماتها الداخلية أو بوعود تم إطلاقها لحكام هذه الدول بتثبيتهم على كرسي الحكم بالرغم من معارضة الشعوب لهم، أو بالإفقار الاقتصادي"، مضيفة أن "كل هذا ساهم في أن البوصلة حادت عن قضية فلسطين".

واستدركت طهبوب بقولها: "في ظل محاولات الإلهاء ما زالت عناصر القوة في النفسية العربية وفي العقلية العربية حاضرة"، مشيرة إلى أن "هذا المؤتمر الذي تجتمع له أكثر من 28 دولة حول العالم منها العربية والإسلامية والأوروبية دلالة على أن قضية فلسطين يجمع عليها أحرار العالم، الذين ينتمون إلى الحرية وحقوق الإنسان ويساندون القانون".

وختمت تصريحاتهل بالقول: "كلهم يجمعون على أن فلسطين قصة مظلومية كبيرة وقصة اغتصاب وأنه مهما طال الزمان فإنها يجب أن تحرر".

اقرأ أيضا: أسير أردني يضرب عن الطعام تضامنا مع مرعي واللبدي