ملفات وتقارير

خبراء: هكذا يورط "السيسي" مصر في صفقات مشبوهة

خبراء: نحن أمام نظام فاشي يتحكم في مصر ويورطها في مختلف الأعمال الخارجة عن القانون- فيسبوك/ الرئاسة المصرية

وصف برلمانيون وسياسيون مصريون موقف السلطات المصرية من شحنة أسلحة مهربة من كوريا الشمالية، بعد كشف صحيفة "واشنطن بوست" لوثائق داخلية للحكومة المصرية بشأن الصفقة، "بالفاضح، وغير مسؤول".

وأكدوا في تصريحات لـ"عربي21" أن موقف المخالف للإجماع الدولي، ينم عن عقلية "عصابات"، لا عقلية حكام حقيقيين، ومن شأنه توريط البلاد والأجيال القادمة في عمليات "إبتزاز"، تنال من سيادة قرارها الوطني، وأمنها القومي.

ووفق الصحيفة الأمريكية، أظهرت وثائق حكومية مصرية تخبط المسؤولين المصريين في سعيهم للتقليل من انكشاف أمر الصفقة المشبوهة والتي كشفتها وكالات استخبارات أمريكية، في 2016، وكانت داخل حاوية على سفينة متجهة إلى ميناء في قناة السويس.

وضغط المسؤولون الكوريون الشماليون في اتجاه المطالبة بدفع قيمة الشحنة، التي تقدر بنحو 23 مليون دولار، وإلا الكشف عن جميع المعلومات المتعلقة بشحنة الأسلحة، بحسب الوثائق التي حصلت عليها واشنطن بوست.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الوثائق، تظهر على ما يبدو اعترافا صريحا بدور الجيش المصري في شراء 30 ألف قنبلة صاروخية في تحد للعقوبات الأمريكية والدولية المفروضة على بيونج يانج.

 

اقرأ أيضا: هل تحولت الاتفاقيات الاقتصادية بين مصر وروسيا لـ "فنكوش"؟

سياسة عصابات لا دول

وعلق عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان المصري السابق، محمد جابر، قائلا: "نحن أمام نظام فاشي يتحكم في مصر ويورطها في مختلف الأعمال الخارجة عن القانون، ويضعها رهن المساءلة الدولية في أي وقت من الزمان".

وأوضح لـ"عربي21": أن "مثل هذه التصرفات المخالفة للعقوبات الدولية لا يأتي الكشف عنها عبثا، وإنما لاستخدامها كأوراق ضغط ضد مصر لتمرير قرارات أو أمور ربما لا توافق عليها مصر وتضر بمصالحها  الحالية والمستقبلية"

ورأى أن "الفرق كبير بين الدول المستقره التي تحمي شعبوها وأراضيها وتحترم القوانين والمعاهدات الدولية، وبين دول  تتجه نحو  القرصنة وأعمال البلطجة الدولية من أجل عمولات، أو عوائد مالية عادة ما تعود لافراد ولا تعود للدولة بفائدة".

وحذر جابر "من توريط مصر في أزمات دولية وكوارث مستقبلية تؤثر على سيادتها على قراراها وأمنها القومي وتدفع فاتورتها الأجيال القامة من أجل منفعة شخصية"، مشيرا إلى أن "توريط بلد بحجم ومكانة مصر في أعمال قرصنة مشين ومسيء لتاريخها".

 

اقرأ ايضا: جيش مصر يستعين بشركة أمريكية لاقتحام "التصنيع الرقمي"

هذا ما كشفته الصفقة

وقال رئيس مركز العلاقات المصرية الأمريكية بواشنطن، صفي الدين حامد، إن "موضوع التعامل مع كوريا الشمالية لا يكشف فقط عن استعداد نظام السيسي لخيانة حلفائه وأصدقائه، فهناك إجماع دولي على محاصرة كوريا الشمالية ومنع التعامل معها تجاريا".

وأضاف لـ"عربي21": لكن نظام السيسي تجاوز كل هذا وعقد صفقة سلاح اشترى بموجبها 30 ألف قنبلة صاروخية في مخالفة دولية صريحة تدل على عقلية زعيم عصابات، وليس رئيس دولة تتعايش مع مجتمع دولي يحترم القوانين".

وأوضح أن "واشنطن عندما اكتشفت الأمر، وعلمت بكذب نظام السيسي علقت مساعدات عسكرية قدرها 300 مليون دولار لعدة شهور، كما اضطر السيسي دفع تعويضات لكوريا الشمالية، وبذلك تورطت في عملين مخالفين لا عمل واحد".

ورأى أن الصفقة المشبوهة "أوضحت أشياء كثيرة؛ وهي استمرار الخارجية المصرية في الكذب، وتراكم كذب الدولة المصرية يظهرها بأنها حكومة مهلهلة، وشبه دولة غير قادرة على حساب عواقب خطواتها وما تظنه "فهلوة"، هي انتكاسة".

وعن تغاضي أمريكا عن سلوك نظام السيسي، أكد حامد أن "أمريكا تتغاضى عن سلوك أتباعها مقابل تقديم تنازلات كما فعل نظام السيسي مع الكيان الصهيوني، ولكنها جمدت جزءا من المساعدات بسبب ضغط الجماعات المصرية – الأمريكية وأعضاء الكونجرس، ومنظمات المجتمع المدني، ورسالة لنظام السيسي أنه غير مسموح بأية خطوة دون علمها".