ملفات وتقارير

هذه أبرز مكاسب مظاهرات الجمعة ضد نظام السيسي

بدأ الحديث عن مطالب وتحديد سقوف للاحتجاج بعد مشهد احتجاجات الجمعة مباشرة- جيتي

غداة مظاهرات الجمعة المفاجئة، عدد خبراء وسياسيون مصريون الفوائد التي حققها الحراك المتجدد ضد نظام الانقلاب العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي، تلبية لدعوة المقاول والممثل محمد علي.

وأكد متابعون وخبراء أن أبرز مكاسب مظاهرات الجمعة كسر حاجز الخوف، وتجاوز فوبيا الشارع التي زرعتها الأجهزة الأمنية للسيسي، كما أنها أعادت الحياة مرة للشارع المصري، وكشفت الأزمة السياسية التي تعيشها مصر.

 

وبدأ الحديث عن المطالب

 

رغم عدم اتضاح ما إذا كانت انتفاضة أيلول/ سبتمبر ستستمر، تحدثت صفحة "الموقف المصري" على "فيسبوك" عن عدة مطالب عاجلة اعتبرتها من نتائج الحراك.

أبرز تلك المطالب حماية المتظاهرين السلميين وصون حق الاحتجاج، والإفراج الفوري عن كل سجناء الرأي، والتحقيق بوقائع الفساد وإهدار المال العام التي طرحها محمد علي أو غيره، وتفعيل قوانين "حماية المبلغين والشهود" و"حرية تداول المعلومات".

ودعت الصفحة التي تحظى بمتابعة مليونية، العودة إلى نصوص دستور 2014 وإلغاء التعديلات التي أجريت عام 2018 بالكامل، وضمان نزاهة الانتخابات، وإلغاء تعديلات قوانين السلطة القضائية والجهات الرقابية لنزع سلطة تعيين قياداتها من الرئيس وصون استقلالها، ومراجعة السياسات الاقتصادية التي أضرت بمستوى معيشة المصريين، واتخاذ إجراءات لمنع السياسات الاحتكارية، رفع يد الأجهزة الأمنية عن الإعلام والجامعات، إلغاء حجب المواقع الصحفية.

 


ضد التيار

وفي تعليق له على مظاهرات الجمعة، أكد رئيس تحرير الأهرام الاقتصادي ورئيس تحرير صحيفة المصري اليوم السابق، أنور الهواري، أن الرسالة من المظاهرات وصلت مهما كان مستقبل الحراك الحالي، سواء استكمل طريقه أو استطاعت السلطة توقيفه بالقوة والاعتقالات والتخويف.

وكتب الهواري عبر صفحته على فيسبوك قائلا: "أمل التغيير هيتحقق حتى لو استغرق شهور أو سنين، مادام المصريين أكدوا أن عندهم الوعي وعندهم القدرة على بدء أول خطوة".

 


ووصف رئيس تحرير المصري اليوم السابق السيسي بأنه اختار السباحة طوال 6 سنوات ضد المنطق والعقل والتاريخ، وقد وصلت هذه السباحة المعاكسة إلى نهايتها الأكيدة، حين قال في مؤتمر الشباب 14 سبتمبر الجاري؛ "أيوه أنا بنيت قصور، وبابني قصور، ولسه هابني قصور، وبنبني دولة جديدة، هي مصر شوية واللا ايه؟!".

 

اقرأ أيضا: محمد علي يدعو لمليونية الجمعة المقبل.. ويهدد السيسي (شاهد)

وحسب الهواري فإن "السيسي أخذ حذره من كل شيء، واحتاط من كل الناس، ولكنه لم يأخذ حذره من نفسه، ولم يأخذ احتياطه من نفسه، واطمأن إليها، فسلطها الله عليه، حتى نطق بهذه الكلمة الكفيلة بالإجهاز والقضاء على شرعية أي نظام سياسي، وقد كان!".

وداعا فوبيا الشارع

من جانبه يؤكد الكاتب الصحفي ونائب مدير وكالة أنباء الشرق الأوسط السابق، أحمد حسن الشرقاوي لـ"عربي21"، أن مظاهرات الجمعة أحيت الأمل وأعادت الحياة للشارع المصري المعارض لنظام السيسي، كما أنها استطاعت كسر فوبيا الشارع الذي زرعتها القبضة الأمنية الغاشمة للسيسي طوال السنوات الماضية.

ويشير الشرقاوي إلى أن المظاهرات تجاوزت كل التوقعات، والمتظاهرون أثبتوا أنهم ثوار حقيقيون وليسوا مجرد ديكور يتم استخدامه كما حدث في 30 حزيران/ يونيو 2013، ولعل خروج الجماهير بهذا التحدي مساء الجمعة، دفع الجهات المعنية لإعادة التفكير في شكل خطوات التغيير المقبلة.

وأضاف أن مظاهرات 20 أيلول/ سبتمبر 2019، تعد الأقوى والأهم في سنوات حكم السيسي بعد مظاهرات تيران وصنافير، مشيرا إلى أن ما جري في ميادين المحافظات والشوارع، ونوعية الشباب المشاركين فيها، رسالة لعموم المصريين بأن صنم السيسي تم شرخه، ويحتاج لقليل من الجهد من أجل كسره والقضاء عليه بشكل نهائي.

ترتيب الأوراق

ويرى الباحث بعلم الاجتماع السياسي سيف المرصفاوي، أن مظاهرات الجمعة حققت أهم هدف لها وهو استعادة الشارع مرة أخرى من يد الأجهزة الأمنية، التي أجهزت عليه خلال السنوات الماضية، وبالتالي فإن الحراك مرشح للزيادة، طالما ظل نقيا وله هدف واحد وهو إسقاط النظام وليس الحصول على مكاسب مؤقتة.

ويؤكد المرصفاوي لـ "عربي21"، أن الهتافات برحيل السيسي وإسقاط النظام، يجب أن تجد من يسمعها من جميع الجهات وأصحاب النفوذ، كما أنه يجب على كل القطاعات المتضررة من سياسات السيسي أن تشارك فيها، وترتب أوراقها لكي تكون رقما قويا وهاما في أية ترتيبات يتم تجهيزها للمشهد المصري خلال الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا: ماذا وراء السماح للمتظاهرين ضد السيسي بدخول ميادين مصر؟

وكانت القاهرة، وميادين المحافظات، شهدت العديد من المظاهرات الليلية التي استمرت حتى الساعات الأولى من فجر اليوم السبت، وأطلق المتظاهرون شعارات عديدة ضد نظام السيسي أبرزها "الشعب يريد إسقاط النظام" و"أرحل يا سيسي"، وأحرق المتظاهرون صور السيسي التي كانت منتشرة في ميادين العديد من المحافظات.

ورغم أن المظاهرات بدأت هادئة دون احتكاك أمني، إلا أنه مع زيادة عدد المشاركين فيها، شهدت اشتباكات بين قوات الشرطة والمتظاهرين بميدان عبد المنعم رياض بالقاهرة، وميدان الشون بالمحلة الكبري بالغربية، وميدان الأربعين بالسويس، واشتباكات مع المتظاهرين بمحافظة الاسكندرية لمنعهم من التجمع والوصول للميادين الرئيسية بالمحافظة.