ملفات وتقارير

زعزعة الساحة وإشغال المقاومة.. هذا ما كشفته تفجيرات غزة

جنازة أحد شهداء التفجيرات الغامضة يوم أمس- تويتر

تحدث خبراء ومختصون، عن ما أظهرته التفجيرات التي وقعت الليلة الماضية في قطاع غزة، واستهدفت عناصر من الشرطة الفلسطينية، وذلك في "توقيت مشبوه" تتصاعد فيه حالة التوتر بين المقاومة الفلسطينية في غزة والاحتلال الإسرائيلي.


ملاحقة وضبط

وأعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني، عن سقوط 3 شهداء نتيجة التفجيرات، وهم الملازم سلامة ماجد النديم (32 عاما) والملازم وائل موسى محمد خليفة (45 عاما) والمساعد علاء زياد الغرابلي (32 عاما)، إضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين.

وبقراءة لحادثة تفجيرات غزة وتوقيتها ومكان تنفيذها، أكد الخبير الأمني إبراهيم حبيب، أنها "محاولة من قبل أجهزة استخبارات أجنبية وخاصة أجهزة الاحتلال، باستخدام عناصر صاحبة فكر منحرف لزعزعة حالة الاستقرار الأمني في قطاع غزة، وإيصال صورة مفادها أن هذا التنظيم المنحرف له وجود في غزة، وها هو يضرب ويستهدف الحالة الأمنية على وجه التحديد".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "ما حدث يؤشر أولا؛ أن الأجهزة الأمنية بغزة غير قادرة على ملاحقة وضبط هذا السلوك، لوجود أرض لهذا الفكر، وثانيا: منح المبرر في مرحلة من المراحل لتجريم القطاع بسبب وجود عناصر لهذا التنظيم، كما حدث مع بعض الدول العربية".

 

إقرأ أيضا: هنية يعلق على تفجيرات غزة: برهة من الوقت وستتضح الأمور

وأوضح حبيب، أن "هذا التخطيط عمره قصير وإمكانية نجاحه ضئيلة، لأن أجهزة غزة الأمنية قوية ولديها معلومات كافية عن مثل هذه الشبكات، وهي قادرة على ملاحقتها واجتثاثها من جذورها، لكنها فضلت في مرحلة ما استخدام أسلوب لين، في محاولة لمقارعة هذا الفكر حتى لا يصل إلى مرحلة الانحراف".

رسالة للمقاومة

ولم يستبعد الخبير الأمني أن يكون "منفذ التفجير الانتحاري مدفوعا من قبل الاحتلال"، مضيفا: "هناك إشارة كبرى وردت في تصريح بنيامين نتنياهو (رئيس حكومة الاحتلال) قبل عدة أيام، حينما قال: أنتم لا تعلمون ماذا نفعل في غزة من عمل استخباري، وعليه فيبدو أن الحادث مرتبط بهذا الاتجاه".

ونبه إلى أنه "سبق للأجهزة الأمنية الفلسطينية بغزة، أن كشفت عن ارتباط هذه العناصر المنحرفة، بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية على وجه التحديد".

وبشأن تزامن هذه التفجيرات مع تصاعد التوتر مع الاحتلال، ذكر أن "توقيت تنفيذ هذه التفجيرات بكل تأكيد مشبوه، وهو محاولة لإيصال رسالة للمقاومة بغزة؛ بأن ظهرها مكشوف في هذه المرحلة، وبالتالي لا تستطيعون خوض أي مواجهة عسكرية مع الاحتلال وعليكم الصمت"، لافتا أن "الاحتلال يريد أن يتعامل حاليا مع الجبهة الشمالية بعيدا عن الجنوبية، وعليه يريد أن يمنع أي فرصة لوقوع مواجهة مع غزة".

من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، أن "مثل هذه الحوادث وقعت سابقا، ولكن المختلف في هذه المرة، أن هناك جرأة في استهداف الأجهزة الأمنية بشكل مباشر من قبل عناصر منحرفة، أما في الحالات السابقة فكانت تتم خلال عمليات الاعتقال أو المطاردة".

إرباك الساحة

ونوه في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "من يقفون خلف تلك التفجيرات، اختاروا توقيتا حساسا في ظل تصاعد حالة التوتر بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي"، مضيفا: "العناصر التكفيرية صاحبة الفكر المنحرف والشاذ التي تقف خلف تلك التفجيرات، ترى في حركة حماس عدوا لها".

وقدر القرا، أن "عدد هذه الفئة قليل جدا، ولكن من الواضح أن خطورتها عالية جدا، كما أن هناك بلا شك أيديا خبيثة تحرك هذه الفئة بسيطة الفكر، والتي يمكن إدارتها وتحريكها من قبل أي جهاز مخابرات عدو، وخاصة مخابرات الاحتلال التي تتربص بغزة ومقاومتها".

وذكر أن "استخدام هذه الفئة لعناصر التمويه من أجل الاقتراب من عناصر الشرطة ومن ثم تنفيذ تفجير انتحاري، كل هذا خارج عن ثقافة شعبنا المقاوم"، كاشفا أن "وزارة الداخلية تمكنت من التعرف على هذه الفئة ومن قام بالتفجير، وقامت الأجهزة الأمنية فجر اليوم بحملة اعتقالات واسعة جدا استهدفت أصحاب هذا الفكر الشاذ والمنحرف".

ورأى أن "الأهم بالنسبة لنا كشعب فلسطيني، هو الكشف عن من يقف خلف من قاموا بهذه التفجيرات التي تهدف إلى إرباك الساحة الداخلية في الوقت الذي يتربص فيه العدو الصهيوني بالمقاومة الفلسطينية ورجالها في قطاع غزة".

ونبه المحلل، إلى أن "الاحتلال يستفيد كثيرا من خلط الأوراق في غزة، كما أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالضفة التي تنسق مع الاحتلال وثبت أنها تحاول استغلال هذه العناصر لإحداث بلبلة وتوتير ساحة القطاع، مستفيدة هي الأخرى من ضرب حالة الاستقرار الأمني في القطاع"، متوقعا أن "تتعامل الأجهزة الأمنية بغزة بقوة وبحزم مع هذه العناصر المعدودة في القترة القادمة".