نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا
تحدثت فيه عن تداول أخبار تفيد بنشر
روسيا لقوات برية شمال غرب
سوريا، قد
تكون من القوات الخاصة الرسمية أو المرتزقة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"
عربي21"، إن "جيش بشار الأسد إلى جانب بعض المليشيات الموالية له، لم
يتمكن من محاربة الإرهابيين والمعارضة المسلحة التي تسيطر على
إدلب". ففي البداية،
قاتل جيش الأسد الأتراك والموالين لهم في المناطق الجبلية في شمال محافظة حماة على
حدود محافظة إدلب، وتمكنت القوات الحكومية من السيطرة على بعض القرى، بينما فشلت
الهجمات في مناطق أخرى.
وأكدت الصحيفة أن الهجمات التي نفذتها القوات الحكومية
تعتبر فاشلة، إذ لم تتقدم دمشق بشكل كبير و"لا يزال الإرهابيون يسيطرون على نفس
المناطق التي سيطروا عليها حتى قبل 30 نيسان/ أبريل، أي قبل بدء العملية العسكرية".
ولم تثمر جهود قوات الأسد على الرغم من مشاركة الطيران الروسي في توجيه أكثر من
200 غارة ضد إدلب.
وأضافت الصحيفة أن السوريين غير متحمسين للقتال، ما دفع
دمشق إلى مناشدة موسكو حتى تطلب من جيشها تنظيم
الهجوم. ومن جهتها، نفت وزارة
الدفاع الروسية هذه المعلومات. وعلى أرض الواقع، من الصعب تكذيب هذه المعلومات،
نظرا لأن السوريين يقاتلون على مضض كما أنهم يفتقرون لمهارات القتال.
وأوردت الصحيفة أن المشاعر المناهضة للحرب أصبحت شائعة
بين الجنود السوريين الذين يخوضون المعارك منذ سنة 2012. وعلى شبكات التواصل
الاجتماعي السورية، تحظى هذه الحملات المناهضة للحرب بشعبية كبيرة. كما يعمد
الجنود والكثير من السوريين إلى تذكير الأسد بالفترة الطويلة التي قاتلوا فيها من
أجله.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس لدى طهران أي رغبة في أن
يكون لها علاقة بالاشتباكات الراهنة في هذه المنطقة، ويعود ذلك لعوامل عديدة من
بينها توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، لذلك فإن من الممكن أن تساهم
مشاركتها في عملية إدلب في مزيد من تفاقم الوضع. ومن المحتمل أن تكون طهران غير راضية
تماما عن المؤامرة الروسية الإسرائيلية.
وبحسب الخبير العسكري الروسي أليكسي ليونكوف فإن هذه
المعلومات المتعلقة بتواجد القوات الروسية في سوريا زائفة. وأكد هذا الخبير
العسكري أن وسائل الإعلام الغربية تستخدم أحد القادة الإرهابيين كمصدر لمعلوماتها،
مشيرا إلى أنه في الوقت الراهن "لا توجد قوات برية روسية في سوريا. وهذا ليس
ضروريا الآن، ذلك أنه في مرحلة ما، تم استخدام قواتنا الخاصة في معارك واسعة النطاق".
ونقلت الصحيفة، عن ليونكوف قوله إن "الوضع في إدلب
مختلف تماما، إذ إنها حرب بطيئة للغاية. وفي حالة وقوع هجوم واسع النطاق، فإن لدى
دمشق وسائل عديدة كافية لتحرير المحافظة. وقد شنت القوات الإيرانية الخاصة العديد
من العمليات العسكرية الناجحة في سوريا".
و"على الرغم من أن إيران لا تظهر أي رغبة في المشاركة في
عملية إدلب لعدة أسباب، خاصة على الصعيد الدولي، ناهيك عن أنه لا توجد أي بيانات
حول مشاركة الفرس في صراع إدلب، إلا أن حزب الله لا يزال ينشط في سوريا"، حسب ما
ذكره ليونكوف.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت موارد دمشق تكفي لتحرير
محافظة إدلب، فأوضح الخبير أن "إدلب هي آخر معاقل تنظيم الدولة في سوريا، ما
يعني أن دمشق لم تعد بحاجة كبيرة إلى تفريق قواها على مختلف الجبهات في سوريا. ومن
الممكن أن تركز دمشق قواتها الرئيسية في الشمال الغربي".
وأضاف هذا الخبير "كان من الممكن أن تحتاج دمشق
لموارد إضافية وإلى دعم إضافي من روسيا، قبل إنشاء مناطق وقف التصعيد. في ذلك
الوقت، لم يكن لدى الأسد ما يكفي للقتال في مختلف الجبهات، أما الآن فالوضع مختلف.
ولا جدوى من إرسال قوات خاصة روسية. وفي الحقيقة، تعتبر هذه المعلومات محاولة
لتوريط روسيا وتركيا في هذه العملية العسكرية، وتقديم صورة دعائية تبين الجيش
السوري عاجزا".
اقرأ أيضا: المعارضة السورية: روسيا تنشر قوات برية ضمن حملة على إدلب