ملفات وتقارير

قائد الجيش الإسرائيلي يلتقي مليونيرا فلسطينيا في رام الله

اللقاء تم قبل شهرين بصورة سرية في مدينة روابي الفلسطينية قرب رام الله- جيتي

كشف خبير عسكري إسرائيلي أنه "في ضوء الاهتمامات التي تبديها المؤسسة الأمنية العسكرية الإسرائيلية بالوضع الاقتصادي للفلسطينيين بالضفة الغربية، فقد التقى رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي مع أحد كبار رجال الأعمال الفلسطينيين للبحث في القيام بجملة من الإجراءات الاقتصادية".


وأضاف أمير بوخبوط في تقريره بموقع ويللا الإخباري، ترجمته "عربي21" أن "اللقاء المذكور حصل قبل شهرين بصورة سرية مع المليونير الفلسطيني بشار المصري في مدينة روابي برام الله، الذي تمت دعوته لقمة البحرين، لكنه لم يذهب، مع العلم أن اللقاء تم ترتيبه بصورة مسبقة، وأعلن الناطق العسكري الإسرائيلي عن تفاصيل اللقاء، حيث أجرى كوخافي جولة ميدانية مع المصري، وتلقى منه ملخصا عن تطور مدينة روابي".


وأشار إلى أن "المصري طلب من كوخافي إيجاد طريق يربط بين رام الله وروابي، مع العلم أنه في 2011 تعهد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق إيهود باراك بإنشاء طريق لحركة الفلسطينيين يشمل بنى تحتية وخطوط مياه وحركة معابر، لكن المشروع تم إعاقته".


وأكد أن "لقاء كوخافي-المصري يأتي بالتزامن مع إبداء الأوساط الأمنية الإسرائيلية اهتماما متزايدا بالأوضاع المدنية والاقتصادية الفلسطينية، وبحث المزيد من الإجراءات لتهدئة الوضع الأمني في الضفة الغربية، خاصة مع اقتراب سباق الوراثة لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بالتزامن مع انشغال الجيش والأجهزة الأمنية بالوضع المتفجر في غزة على ضوء تهديدات حماس ضد إسرائيل إن لم تستجب لمطالبها".


في سياق منفصل، تحدث بوخبوط أن "الوضع الأمني في الضفة الغربية يشكل تحدياً أمنياً إسرائيلياً خشية اليوم التالي لغياب أبو مازن، الذي يقترب من العام الرابع والثمانين، ويتراجع وضعه الصحي، مما يقرب من ظهور موضوع الوراثة العنيفة جدا، مع تقديرات متزايدة بنشوء حكومة انتقالية يتسلمها عدد من كبار قادة السلطة، بانتظار إجراء انتخابات رئاسية فلسطينية".


وكشف أن "الأمن الإسرائيلي يشير لشخصية جبريل الرجوب باعتباره الأكثر ترشيحا لدخول موقع الرئاسة، فهو يترأس الاتحاد الأولمبي لكرة القدم،وعمل على تقوية موقعه بانخراطه بهذه اللعبة الشعبية في الضفة الغربية، وأظهر مواقف معادية لإسرائيل كالدخول في مماحكات علنية مع اتحاد الكرة الإسرائيلي، وتفعيل ضغوطه لمنع وصول اللاعب العالمي ليونيل ميسي مع منتخبه الأرجنتين لإجراء مباراة في القدس".


وأكد أن "الرجوب يجمع حوله عددا من كبار نشطاء فتح من ذوي التأثير الميداني، ويحافظ في الوقت ذاته من وراء الكواليس على علاقات وثيقة مع المؤسسة الإسرائيلية أحد الأطراف الأمنية الإسرائيلية، كما أن محمد دحلان، أحد كبار كارهي أبو مازن قد يدعم الرجوب للعودة للساحة السياسية الفلسطينية".


وأوضح أنه "رغم معارضة أبو مازن لصفقة القرن، ورفض استرداد أموال المقاصة من إسرائيل مقتطعة، فإنه يحافظ على التنسيق الأمني، ويقف ضد أي عمليات مسلحة، وفي آخر حادث أمني بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الوقائي بمدينة نابلس أصدر تعليماته بتهدئة الوضع، وعدم الرد على إسرائيل".


وأشار إلى أن "عباس بهذا السلوك أراد إرسال رسائل في أكثر من اتجاه، فهو يريد الظهور على أنه الفلسطيني الأخير الذي لا يتنازل عن مبادئه الوطنية أمام شعبه، وفي الوقت ذاته يريد المحافظة على شخصيته البراغماتية، وتطوير الاقتصاد الفلسطيني، والاستقرار الأمني، رغم التوتر السائد مع الحكومة الإسرائيلية".


بوخبوط تحدث أن "وزير الحرب ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لديه إلحاح واضح على تطوير الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية بهدف دعم الاستقرار فيها من جهة، ومن جهة أخرى إيجاد ثمن قد يخسره الفلسطينيون في حال اندلعت حرب الوراثة الفلسطينية".


وكشف النقاب أن "العامين الأخيرين شهدا زيادة بصورة ملحوظة في أعداد العمال الفلسطينيين الذين يدخلون إسرائيل، وفي أعقاب هذا التزايد أصدر منسق شؤون المناطق الفلسطينية بوزارة الحرب الإسرائيلية الجنرال كميل أبو ركن تعليماته بترميم المعابر الفلسطينية في الضفة الغربية، مثل معبر قلنديا وراحيل، وإضافة تقنيات تكنولوجية ذكية وبوابات جديدة لتقصير مدة الانتقال بين المعابر من ساعات طويلة إلى دقائق قليلة".