قضايا وآراء

السينما المستقلة

1300x600
"السينما المستقلة".. مصطلح، أصبح مُتداولا عندنا بعد الربيع العربي، وأخذ في الانتشار والانشطار حتى يومنا هذا؛ ولكن يقع الكثيرون في خلط كبير حين يتوهمون أن هذا المصطلح يُطلق على الأفلام المحدودة الميزانية.

فالسينما المستقلة هي مسألة مسؤولية صانع الفيلم عن اختياره لفكرته وموضوعه، ونوع التقنيات التي يستخدمها، والتي هي بالتأكيد تتعارض مع السائد والمتعارف عليه من الأفلام. هنا يأخذ صانع الفيلم القرار؛ إما أن يُرضي صاحب رأس المال ويغير موضوعه وفكرته، أو أن يُقبل بكثير من الجنون وكثير من المغامرة على إنتاج الفيلم بأي وسيلة، حتى لو اشترك الجميع بأجورهم.

ولكي يتسنى للمخرج وصاحب العمل التأكيد على وجهة نظره والحفاظ على المُعادل الجمالي الذي يضمن شخصيته الفنية؛ قد ينتظر طويلا حتى يُتاح له أن يُقّدم الفيلم الذي يُؤمن به بعيدا عن أية حسابات نفعية.

لا شك في أنه في حياتنا السينمائية هناك الكثيرون الذين لم يستطيعوا تحقيق طموحهم وحلمهم؛ بتقديم سينماهم المستقلة المعبرة عن نبض الناس الحقيقي، أو عن طرح أسلوب فني جريء وجديد. لكن، ولا شك، السينما المستقلة قد استطاعت، وبالرغم من كل المحبطات والمنغصات، أن تُقّدم لنا أعمالا كشفت فعلا عن جنون وطموح في عرض الحقيقة بأسلوب فني آخاذ.

وقد تشرفت بأني كنت أحد هؤلاء الذين قدروا على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم والتوجه لمستقبل أفضل، وذلك من خلال فيلمين وهما فيلم "لا "، وفيلم "تحت الخط "، وفيلم "أيام المدينة" لتامر سعيد، وأفلام أخرى.

أتمنى أن ترتقي السينما المستقلة في عالمنا العربي ويصبح لها مكانة تليق بها.