شهدت الصحافة
المصرية مذبحة جديدة للصحفيين، بقرار إدارة موقع "البوابة نيوز"، برئاسة
الصحفي المؤيد للنظام والشهير بتسريباته الأمنية عبدالرحيم علي، فصل 70 صحفيا من الصحيفة
التي تأسست عام 2013 بدعم وتمويل إماراتي.
ويعيش الصحفيون
بمصر أوضاعا صعبة؛ فما بين التضييق الأمني والبطش وحبس 91 منهم بتهم تتعلق بأدائهم المهني، إلى تعنت الإدارات الصحفية مع المئات منهم بفصلهم وتسريحهم وتخفيض رواتبهم،
ورفض تعيينهم بشكل قانوني أو إلحاقهم بنقابة الصحفيين.
الكاتب الصحفي
في "أخبار اليوم" حازم حسني، أعلن عبر صفحته بـ"فيسبوك" نقلا عن
العاملين بالموقع وقوع ما أسماه بـ"مذبحة جديدة للصحفيين؛ وفصل 70 زميلا من (البوابة
نيوز) أغلبهم يعمل منذ سنوات.
أزمة الصحفيين
بـ"البوابة نيوز"، ليست الأولى؛ حيث فصلت الإدارة في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر
2018 عشرات الصحفيين، وخصمت 30 بالمئة من رواتب آخرين.
وبالتزامن مع
أزمة البوابة الأولى، اتخذت الإدارة الجديدة لصحيفة "اليوم السابع"، التابعة
لشركة "إعلام المصريين" التي تديرها جهات سيادية مصرية قرارات مماثلة بتسريح
عشرات الصحفيين المعينين وغير المعينين.
وحسب مصادر من
الصحيفة، فإن رئيس التحرير خالد صلاح، دأب على إعداد قوائم لفصل الصحفيين كل فترة.
وفي أيار/ مايو
الماضي، أجبرت إدارة "اليوم السابع" جميع الصحفيين المعينين على توقيع عقود
عمل جديدة ليست نقابة الصحفيين طرفا فيها، تسلب حقوق الصحفيين وتفرض قيودا عليهم.
وفي واقعة أخرى، فصلت إدارة صحيفة "الدستور" عشرات الصحفيين تعسفيا، وأجبرت بعضهم على الإجازة
بدون راتب أو الفصل من التأمينات.
وواجه نحو
50 صحفيا بجريدة "العالم اليوم"، أزمة فصلهم من التأمينات الاجتماعية، وهي
الأزمة التي تواجه مئات الصحفيين المفصولين على مدار سنوات.
ويأتي تسريح
الصحفيين بـ"البوابة نيوز" بعد أيام من إعلان صحيفة "التحرير"
وقف العمل بالموقع بعد حجبه في مصر، وهو ما يترتب عليه تسريح عشرات الصحفيين والعاملين.
كما تعاني معظم
الصحف المصرية الخاصة والحكومية من أزمة التمويل، وعجزت بعضها عن دفع رواتب الصحفيين
والعاملين عدة مرات.
"التمويل
الخليجي"
وفي رؤيته للأزمة، أكد الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة السابق قطب العربي، أن "غياب
التمويل الخليجي أثر كثيرا على الصحافة المصرية، فقد كان هدفه الأساسي المساهمة بإسقاط
تجربة الحكم الديمقراطي للرئيس محمد مرسي، وأدى المهمة والآن لم يعد له دور وأهمية،
ومن ثم توقف هذا الدعم عن الإعلام، ولكنه ذهب إلى مسارات أخرى بالدولة".
العربي أضاف
لـ"عربي21" أن "من الأسباب الأساسية لتراجع الصحافة؛ غياب الحرية والأجواء
التنافسية الحقيقة مثلما كانت عقب ثورة يناير 2011، وعهد الرئيس مرسي، حيث بلغت حرية
الصحافة مبلغا لم تصل إليه من قبل".
وقال إن
"الصحفيين كانوا يسبون الرئيس ويعودون لبيوتهم دون ملاحقة؛ لكن الآن غابت حرية
تداول المعلومات ولا إمكانية للمنافسة الصحفية، فكل الصحف والفضائيات متشابهة ويمكن
للمتابع الاكتفاء بواحدة منها لغياب الحرية والتنافسية الجاذبة للقراء والمشاهدين".
وأشار العربي
إلى تأثير الانهيار الاقتصادي على دخل الصحف من الإعلانات الممول الأساسي لها، إلى
جانب غياب التوزيع"، مؤكدا أن "الصحف جميعا لا توزع قدر صحيفة واحدة عقب
ثورة يناير، ونسب مشاهدة القنوات بمصر انهارت لصالح فضائيات المعارضة بالخارج وفضائيات
مثل "بي بي سي" و"الجزيرة" وغيرها"، مبينا أن "هذه الأسباب
أوصلت الوضع الصحفي للانهيار".
"تقليل
النفقات"
وأكد الكاتب
الصحفي حازم حسني، المطلع على أزمة "البوابة نيوز" والمتواصل بشكل مباشر
مع الصحفييين المفصولين، أن "الرغبة في تقليل النفقات سبب الأزمة"، موضحا: "لكن ذلك لا يبرر فصل أي زميل تعسفيا وعدم إعطائه حقوقه كاملة".
حسني، قال لـ"عربي21"، إن "الذنب ليس ذنب العاملين بالمؤسسة
سواء كانوا صحفيين أو إداريين أو عمالا"، مشددا أنه "يجب على مجلس نقابة
الصحفيين تفعيل قرار الجمعية العمومية في آذار/ مارس الماضي، بإحالة أي رئيس تحرير
يفصل زملاءه إلى التحقيق النقابي تمهيدا لفصله".
وأكد الكاتب
بصحيفة الأخبار الحكومية، ضرورة "مواجهة موجات الفصل التعسفي التي باتت تهدد
كل الصحفيين"، مشيرا إلى أننا "صرنا نسمع أخبارا تفيد بفصل عشرات الصحفيين
بشكل متكرر، آخرها (البوابة نيوز) وقبلها بأيام بـ(الدستور)".
وأضاف:
"كما يجب إثارة قضية الملكية الجديدة للمواقع والصحف وتأثيرها على الصحفيين"،
موضحا أنه "منذ بدأت شركة (إعلام المصريين) شراء صحف ومواقع، خرجت موجات متتالية
من الفصل التعسفي تطال الصحفيين العاملين بالمواقع والصحف المشتراة".
وطالب حسني،
مجلس نقابة الصحفيين بـ"فتح ملف (إعلام المصريين) لبحث سبل ضمان حقوق الصحفيين".
"صوت النقابة"
من جانبه، اعترف
عضو مجلس نقابة الصحفيين عمرو بدر، أن "هناك أزمة كبيرة تتعلق بظاهرة الفصل وإغلاق
المؤسسات الصحفية"، مضيفا: "للأسف، فإن الصحفيين هم من يدفعون الثمن".
الصحفي المصري،
أكد أن "القيود المفروضة على حرية الصحافة جعلت القراء ينصرفون عنها، وأصبحت الصحف
تتحمل خسائر كبيرة، ولكن بالتأكيد لا يجب أن يتحمل الصحفيون نتائج الأزمة".
ويعتقد بدر،
أن "النقابة لن تسمح بتشريد الصحفيين"، مشددا على أن "فصلهم خط أحمر
لن نسمح بتجاوزه مهما كانت الأسباب"، مضيفا: "وسنقوم بدور داعم لكل الزملاء
الذين يتعرضون للفصل باستخدام كل الأدوات النقابية والقانونية".
سياسيون وحقوقيون.. وفاة مرسي قتل متعمد
مرسي.. أول رئيس منتخب لمصر "شهيدا" (بروفايل)
"الحرية لنساء مصر".. حملة عالمية لدعم المعتقلات