صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: هكذا اقتنعت مصر والأردن بحضور ورشة البحرين

ألدار: إسرائيل كانت جزءا من الجهود لإقناع مصر والأردن لإنقاذ ورشة البحرين التي دعا إليها الأمريكيون- بترا

قال كاتب إسرائيلي إن "السياسة الإسرائيلية عشية مؤتمر البحرين الاقتصادي تركز على استهداف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، واتهامه بالتسبب بكارثة اقتصادية وسياسية للفلسطينيين، تمهيدا لنزع الشرعية عنه، مما يطرح أسئلة حول مواقف الدول المشاركة في المؤتمر من هذه السياسة، والعمل على حل أزمة السلطة الفلسطينية المالية، ولكن بالالتفاف على رئيسها".


وأضاف شلومي ألدار في مقاله على النبض الإسرائيلي في موقع "المونيتور"، ترجمته "عربي21" أن "موافقة الأردن ومصر على حضور قمة البحرين شكل اختراقا للجهد الأمريكي الذي لم يكن سهلا، وقد كانت إسرائيل جزءا من هذه الجهود لإقناعهما لإنقاذ القمة التي دعا إليها الأمريكيون، ويرون فيها أهمية كبيرة، بل إن مكانة الرئيس ترامب ستكون موضع استفهام، في ظل مشاركة عمان والقاهرة أو مقاطعتهما".


وأوضح ألدار، خبير الشؤون الفلسطينية والعربية، أن "إسرائيل قد لا تكون معنية بالقمة، خاصة في ذروة الانتخابات، لكنها تتفهم حليفتها الأهم بعدم فشل جهودها، مع أن البحث بنتائج القمة يتعلق بما تشهده مباحثات مبعوث ترامب للمنطقة جيراد كوشنير وجيسون غرينبلاث، وما حصلا عليه من معلومات إسرائيلية حول ما تقوم به السلطة ورئيسها من محاولات لإحداث كارثة اقتصادية وسياسية في الساحة الفلسطينية".


وأشار ألدار، الذي يغطي الأوضاع الفلسطينية منذ عشرين عاما، وألف كتابي "غزة كالموت" و"اعرف حماس"، إلى أن "هذه الكارثة تعني فقداناً للسيطرة الذي قد يذهب باتجاه حالة من الانهيار السلطوي، رغم أن جهود الإحياء التي قامت بها إسرائيل في الشهور الأخيرة وصلت لطريق مسدود، بعد إعلان رئيس الحكومة محمد اشتيه أن حكومته لن تستطيع دفع رواتب موظفيها".


ونقل عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن "محاولات جرت بين تل أبيب وواشنطن لإيجاد تسويات لأموال المقاصة المقتطعة، لكن أبو مازن رفضها جميعا، وقد يغامر بالتسبب بانهيار السلطة إن لم تعد إسرائيل الأموال كاملة دون نقصان، ولذلك فربما استخدم الأمريكان سيناريو انهيار السلطة لإقناع القاهرة وعمان بحضور القمة".


وأضاف أن "الأردن يخشى أن يكون مستهدفا من انهيار السلطة، فالوضع فيه خطير، وأي مشاكل أمنية قادمة من الضفة الغربية هو آخر ما يتمنى حصوله، حتى أن مصر لا تستطيع الوقوف على الجدار ومشاهدة انهيار السلطة اقتصاديا، لأنه سيلقي بظلاله السلبية على الكارثة المتحققة في غزة، مما يعني أن السيناريو المفزع الخاص بانهيار السلطة حقق مفعوله، وأحضر الأردن ومصر إلى البحرين".


وأوضح أن "هذا السيناريو ستستخدمه إسرائيل في قمة البحرين لإظهار عباس ليس رافضا للسلام معها فقط، وإنما يتسبب بكارثة للفلسطينيين، ومن المتوقع أن يمثلها في القمة وزير المالية موشيه كحلون الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع قادة السلطة الفلسطينية، لاسيما رئيس الحكومة السابق رامي الحمدلله ووزيري المالية شكري بشارة والشؤون المدنية حسين الشيخ".


وأشار إلى أن "التطلع الإسرائيلي لأن تكون من بين نتائج قمة البحرين اقتناع المشاركين فيه أن عباس وصل لنهاية دوره السياسي، ويجب حل أزمة السلطة المالية بالالتفاف عليه في ضوء مواقفه الرافضة، ليس معروفا كيف سيحدث ذلك، لكن مشاركة مصر والأردن، وربما السعودية،ستساهم بالعثور على الطريقة المناسبة".


وأضاف أن "إسرائيل سوف تلجأ لحملتها الإعلامية ضد عباس عبر عدة وسائل، أولها قيام وزارة الخارجية بمخاطبة جميع السفارات والقنصليات في الخارج لتحذير الدول المعنية من تقديم الدعم المالي للسلطة، وثانيها تركيز الخطاب الإسرائيلي في قمة البحرين على التوقيت الحرج الذي تمر به السلطة، وضرورة منع حصول كارثة شاملة في الأراضي الفلسطينية".


وختم بالقول إن "قمة البحرين بهذه المعاني لن تكون اقتصادية بحتة، وإنما ستخصص لإنقاذ السلطة الفلسطينية من أي انهيار متوقع لها من خلال نزع الشرعية عن رئيسها".