صعّدت المقاومة الفلسطينية من عملياتها في الضفة الغربية المحتلة خلال العام الجاري، كان آخرها عملية اليوم الخميس التي قتل فيها 3 جنود إسرائيليين بعدما أطلق فلسطيني النار صوبهم قرب مدينة رام الله.
وباتت المقاومة في الضفة تستنزف الاحتلال بشكل مستمر، إذ لا يخلو يوم دون أن يكون هناك مواجهات في أغلب المناطق، فضلاً عن العمليات النوعية بين الفينة والأخرى، والتي أدت منذ مطلع العام الجاري، وحتى كتابة هذه السطور إلى مقتل 14 إسرائيلياً.
و شهد العام الحالي أكثر من (4367) عملاً مقاوماً، أوقعت 14 قتيلاً إسرائيلياً وأصابت أكثر من 170 آخرين، بحسب مركز القدس للدراسات، ووسائل إعلام عبرية.
ونفذت المقاومة خلال العام في الضفة والقدس العديد من العمليات المؤثرة كان من أبرزها: (42) عملية إطلاق نار، و(34) عملية طعن ومحاولة طعن، و(15) عملية دهس ومحاولة دهس، و(53) عملية تم فيها إلقاء أو زرع عبوات ناسفة، و(262) عملية إلقاء زجاجات حارقة صوب آليات ومواقع الاحتلال العسكرية وصوب مستوطنيه. فيما تراوحت العمليات الأخرى بين عمليات إلقاء حجارة وتصد للاحتلال والمستوطنين، ومواجهات قرب نقاط التماس في عموم الضفة الغربية المحتلة والقدس.
وشهدت محافظات رام الله والقدس والخليل على التوالي، أعلى معدل في عدد المواجهات والأعمال المقاومة بنسبة قاربت الـ55% من مجموع محافظات الضفة.
وبحسب الإحصاءات فإن المقاومة نفذت عمليات مؤثرة خلال العام 2018 الجاري بمعدل شهري وصل إلى (4) عمليات إطلاق نار، (3.3) عملية طعن ومحاول طعن، (1.5) عملية دهس ومحاولة دهس، (5.3) عملية زرع أو إلقاء عبوة ناسفة، (26.2) عملية إلقاء زجاجات حارقة.
واعتبر الخبير الأمني الدكتور محمود العجرمي أن ارتفاع حصيلة العمليات خلال العام الجاري الذي يشارف على الانتهاء، تشير إلى أن الضفة والقدس المحتلتين، عادتا إلى سابق عهدهما في مواجهة الاحتلال خاصة بعد القناعات التي تتعزز لدى الفلسطينيين حول انتهاء مسيرة التسوية المزعومة ووصولها إلى خواتيمها.
ورأى الخبير الأمني في حديث لـ"عربي21" أن الضفة بجغرافيتها تعتبر مكانا استراتيجيا لمقارعة الاحتلال، خاصة مع تداخلها إلى عمق المناطق "الإسرائيلية" الرخوة.
ولفت إلى أن طبيعة انتشار قوات الاحتلال في الضفة وانتشار المستوطنات مثلت أهدافا يمكن الوصول إليها بكل سهولة، وهذا ما تستفيد منه المقاومة بالضفة حاليا، مشددا على أن ما يجري يعتبر مقدمة لتصاعد غير مسبوق في مقاومة الاحتلال.
اقرأ أيضا: مقتل 3 من جنود الاحتلال بعملية إطلاق نار قرب رام الله (شاهد)
من جهته قال الخبير العسكري اللواء واصف عريقات أن هناك عوامل كثيرة تدفع إلى تصاعد العمل المقاوم في الضفة الغربية المحتلة، فكلما زاد ضغط الاحتلال على الفلسطينيين بالتنكيل والاعتقال والقتل، زادت عمليات المقاومة، مشيرا إلى وجود علاقة طردية "حتمية" بينهما.
وأضاف عريقات لـ"عربي21" أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى حقه في أرضه، وهو يتنفس ثقافة المقاومة على مدار عقود مضت، ودائم التأكيد على حقه من خلال هذه العمليات المتواصلة والمتصاعدة، في مقابل ثقافة الاحتلال التي تتمثل في الجرائم المختلفة التي تدفع الفلسطينيين لمقاومته والتصدي له بكل الوسائل.
وعلق على مطاردة الشهيد أشرف نعالوة، الذي اغتالته قوات الاحتلال الخميس وقال: "ما جرى خلال الفترة الأخيرة في الضفة من تنفيذ عمليات وانسحاب ثم اختفاء لفترة طويلة، سيمثل نموذجا يحتذى لشباب الضفة وسيؤدي إلى مضاعفة العمليات".
ومن جهة أخرى، فإن استمرار الملاحقة إلى ما يزيد على الشهرين يدل على أن أداء جيش الاحتلال تراجع بشكل ملحوظ، سواء على صعيد أجهزة الأمن أو الاستخبارات، معتبرا أن ما جرى ليس إنجازا على الإطلاق، بل هزيمة لجيش أمام فرد واحد.
وختم بالقول إن ما قام به نعالوة يمثل مصدر فخر واعتزاز لدى الفلسطينيين، مقابل قلق إسرائيلي خاصة في أوساط الجبهة الداخلية التي ينتابها الخوف من تصاعد العمليات واتساعها رقعتها.
اقرأ أيضا: 3 شهداء في الضفة بينهم المقاوم نعالوة المطارد منذ شهرين
وكانت قوات الاحتلال اغتالت فجر اليوم، المقاوم الفلسطيني أشرف نعالوة منفذ عملية "بركان" (تطارده إسرائيل منذ شهرين)، والمقاوم صالح البرغوثي منفذ عملية "عوفرا"، في عمليتين منفصلتين في رام الله ونابلس بالضفة، فيما قضى شهيد ثالث برصاص الاحتلال في القدس بزعم تنفيذه عملية طعن.
ما دلالات خسارة الفلسطينيين لموقف أوروبا بالجمعية العامة؟
للشهر الثاني.. الجيش الإسرائيلي يفشل بالوصول للمطارد نعالوة
"مدارس التحدي".. إحياء لمسيرة تعليم يعرقلها الاحتلال بالضفة