عرف وزير التربية
والتعليم ورئيس حزب "البيت اليهودي"
نفتالي بينيت، بمواقفة اليمينية
المتطرفة، وهو لاعب مهم ومؤثر في السياسة
الإسرائيلية وينافس رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو بلا هوادة.
يقف بينيت بوجه
نتنياهو، وهو منافسه الأكبر له على أصوات اليمين الإسرائيلي، كما كان دائم
الانتقاد والهجوم على وزير الحرب المستقيل، أفيغدور ليبرمان، حتى استقال من منصبه
الأربعاء 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2018.
وأظهر استطلاع رأي
أجراه برنامج "واجه الصحافة" الاسرائيلي، أن 51 بالمئة من الإسرائيليين،
لا يعتقدون أنه من الصواب تسليم حقيبة الأمن لبينت، مقابل نسبة 24 بالمئة يعتقدون
أنه يجب أن يحصل على الحقيبة، وزعم بينت في تعليق له أن "اليسار والعرب لا
يريدون أن أكون وزيرا للأمن، لكن 65 بالمائة من اليمين يريدون ذلك"، وفق ما
أورده موقع "i24"
الإسرائيلي.
ويعارض بينيت الذي سعى
بقوة إلى الحصول على حقيبة الأمن عقب استقالة ليبرمان، بشدة إقامة دولة فلسطينية،
ويقول: "أعتقد في حال قيام دولة فلسطينية بالقرب منا، سوف يؤدي هذا لعشرات
السنوات من المعاناة والحرب لكلا الطرفين"، وهو يعتبر أن الانسحاب الإسرائيلي
من قطاع غزة من طرف واحد "خطوة فاشلة".
من هو نفتالي بينيت؟
ولد المتطرف بينيت، في
25 أذار/ مارس 1972، في مدينة حيفا المحتلة لوالدين يهوديين قدما إلى فلسطين المحتلة
من كاليفورنيا بالولايات المتحدة، بعد حرب 1967، وهو متزوج وله 4 أولاد ويسكن في
حيفا.
ونشأ في بيت استيطاني
من التيار الديني الصهيوني، وتلقى تربية دينية، ولمدة 3 سنوات أدى الخدمة العسكرية
في جيش الاحتلال عام 1990، ونزع القبعة الدينية (قلنسوة) عن رأسه خلال خدمته، وبقي
في الجيش مدة ثلاث سنوات إضافية، تخرج بعدها برتبة رائد.
وعقب اغتيال رئيس
الحكومة الأسبق، اسحاق رابين عام 1995، عندما وجهت انتقادات لاذعة للمؤسسة
الصهيونية المتدينة، عاد بينيت ليعتمر القبعة الدينية، وهو اليوم "يعزز
مكانته كأحد رموز الصهيونية المتدينة في إسرائيل"، وفق موقع
"المصدر" الإسرائيلي.
وعمل خلال خدمته
العسكرية كجندي في وحدة النخبة التابعة لهيئة الأركان، وكضابط في وحدة
"مجلان" (وحدة خاصة مختصة في عمليات خلف خطوط العدو)، ولا يزال يؤدي
خدمته الاحتياطية في نفس الوحدة حتى يومنا هذا، وشارك في حرب لبنان الثانية 2006.
وعقب تسريحه من الجيش،
درس المحاماة وإدارة الأعمال في الجامعة العبرية بالقدس المحتلة، وفي 1999 أقام شركة ستارت- أب تدعى
"سايوتا"، المتخصصة في برامج حماية المعلومات على شبكة الإنترنت، وفي
2005 اشترت شركة (RSA) الأمريكية "سايوتا" مقابل 145 مليون
دولار، وهي صفقة دفعت بينيت للتفرغ للعمل السياسي.
حياته السياسية
بدأ بينيت حياته
السياسية في حزب "الليكود" عام 2006، عندما شغل منصب مدير مكتب بنيامين
نتنياهو (رئيس الحكومة الحالي) الذي كان في حينها رئيس المعارضة، وفي 2007 أدار
حملة نتنياهو في الانتخابات التمهيدية في "الليكود"، و على الرغم من
نجاحاته في منصبه، طرد عام 2008 من مكتب نتنياهو، وسبب ذلك "يتعلق"
بسارة نتنياهو، وفق موقع "المصدر".
وشغل عام 2010 منصب
المدير العام لمجلس مستوطنات الضفة، وحصل وقتها على شعبية بين المستوطنين، ولاحقا
أقام مع أيليت شكيد (وزيرة العدل الحالية)، حركة "إسرائيل شيلي"
اليمينية المتطرفة، والتي نشطت بين الشباب في الجيش والجامعات، وكانت تدفعهم لتبني
مواقف يمينية متشددة، وخلال هذه الفترة وطّد علاقاته مع المستوطنين وأصبح مرشحهم
المفضل.
ومنذ انتخابه رئيسا
لحزب "البيت اليهودي" حظى بينيت بنجاح كبير، ووصل للكنيست لأول مرة على
رأس قائمة الحزب عام 2013، واستطاعت
القائمة استقطاب الجمهور الأكبر من مستوطني الضفة الغربية المحتلة، من المتدينين
الإسرائيليين من التيار الديني الصهيوني، إضافة إلى علمانيين من اليمين المتطرف.
وبحسب مراقبين، استطاع
بينيت عقب انتخابات 2013، أن يكون الشخصية التي لا تجد منافسا لها في هذا الاطار
السياسي، واستخدم شعبيته لفرض تركيبة القائمة، وفق ما يريد ويخطط له، ووفق
"المصدر" يؤمن بـ"ربيع يهودي، ينعكس من خلال يقظة القيم اليهودية
والرجوع إلى التقاليد".
مواقف سياسية
ويؤيد بل ويطالب بينيت،
بضم مناطق "ج" (تقع تحت سيطرة إسرائيلية كاملة وتشكل 61 بالمئة من
المساحة الكلية للضفة الغربية) التي يوجد فيها أغلبية إسرائيلية إلى إسرائيل،
والسماح للمواطنين الفلسطينيين في هذه المناطق إما بالحصول على الجنسية أو حق
الإقامة في إسرائيل.
ويعارض بشدة، وقف
البناء في المستوطنات الإسرائيلية أو إخلاء المستوطنات، وأعلن سابقا في تحد
لنتنياهو، أنه "كجندي احتياط، لن يشارك في عمليات إخلاء يهود من بيوتهم
(المستوطنات)".
وتوجه انتقادات
لبينيت، بسبب مواقفه المتطرفة، واتهم حزبه في أكثر من مرة، أنه يطمح إلى إقامة
دولة تسير حسب "الشريعة اليهودية"، وهو ما لا يساعد على جسر الهوة بشكل
حقيقي بين المتدينين والعلمانيين اليهود.
بديل لنتنياهو
وشغل بينيت في حكومة
نتنياهو عام 2013، منصب وزير الاقتصاد بعد أن انضم حزبه إلى الائتلاف الحكومي
برئاسة نتنياهو، وقد حاز الحزب على حقائب وزارية مهمة مثل وزارة الأديان، ووزارة
الإسكان، يشغل في حكومة نتنياهو الحالية منصب وزير التعليم.
برز بينيت في حرب غزة
الأخيرة عام 2014، وهو عضو في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر
"الكابينت"، وكأحد المعارضين لإدارة نتنياهو ووزير الحرب السابق موشيه
يعلون، طالب بحسم المعركة مع حركة "حماس"، ووجه اتهامات لنتنياهو
بـ"التردد".
ويؤكد مراقبون
إسرائيليون، أن شعبية بينيت ازدادت بعد حرب غزة خاصة في أوساط الإسرائيليين الذين
خاب ظنهم في نتنياهو، ومن جهة ثانية، اتهم سياسيون إسرائيليون بينيت بأنه يستغل
الحرب لمكاسبه السياسية، في حين لا يفوت بينيت من أجل استقطاب المزيد من أصوات
اليمين على حساب نتنياهو.