أثار اعتراف السعودية بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ليلة أمس الجمعة، بعد تأكيد سفيرها في إسطنبول، منذ بداية القضية، خروجه حيا من قنصلية المملكة، سخرية العديد من نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي بالمغرب.
واعترفت السلطات السعودية في ساعة متأخرة من ليلة أمس الجمعة، بشكل رسمي، بمقتل الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي إثر "شجار" داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، وذلك بعد 18 يوما على واقعة اختفائه.
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبدالله القحطاني، وأمر بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
رسالة بليغة
قال عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، حسن بناجح، إن قضية خاشقجي هي "أبلغ رسالة إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية في بلاد الاستبداد"، مضيفا أنه "لو اكتفى النظام السعودي بالاعتراف بجريمة قتل خاشقجي لما أضاف شيئا لما أصبح معلوما بالتفاصيل القطعية لدى العالم. لكن أن يضحي بكثير من المسؤولين الأمنيين بهذا الشكل ويلبسهم الجريمة وحدهم ليحمي نفسه، فهذا لعمري أهم بكثير من لو بادر للاعتراف بمسؤوليته التي لا يجادل عاقلان في ضلوعه فيها".
وأوضح بناجح في تدوينة له على حسابه بموقع "فيسبوك" أن "الأهمية تتجسد في أن هذا الحدث سيشكل رسالة هامة لكل الأجهزة الأمنية والعسكرية في كل بلدان الاستبداد كي يراجع العاملون فيها المسار الخاطئ الذي استدرجت إليه عدد من تلك الأجهزة حتى أصبحت في خدمة غطرسة وفساد وجنون ونزوات وغباء الحكام المستبدين بدل أن تكون في خدمة الشعوب".
وتابع: "أكيد سيقارن كل عامل في الأجهزة الأمنية والعسكرية بين هذا المستنقع والمآل البئيس لمن يقدمون الآن أكباش فداء في قضية خاشقجي وبين تلك المشاهد الفخرية لملايين المواطنين يحملون عناصر الشرطة والجيش فوق الأكتاف أيام الثورة في مصر قبل الانقلاب وفي تونس عقب هروب بنعلي. وشتان بين المشهدين".
رواية مليئة بالثغرات
من جانبه، قال الإعلامي المغربي، إسماعيل عزام، إن الرواية السعودية التي أكدت وفاة جمال خاشقجي بسبب "تشابك بالأيادي" مليئة بالثغرات.
وتساءل عزام في تدوينة له على حسابه بـ"فيسبوك" قائلا: "ما الذي يدفع بأشخاص داخل القنصلية إلى التشابك بالأيادي؟ ومن هم من تشابكوا مع خاشقجي؟ إن كانوا أمناً خاصا أو عاما، فلا يمكن لهم التشابك مع مواطن، وحتى ولو تسبّب بفوضى في القنصلية، وهو أمر مستبعد تماما، فيمكن إلقاء القبض عليه في أسوأ الأحوال".
وأضاف: "لماذا جرى إخفاء جثة مواطن" توفي عن طريق الخطأ"؟ لماذا لم تنادِ القنصلية على السلطات التركية بما أن الأمر يتعلق بموت إنسان وصمتت كل هذه المدة؟ لماذا كذب القنصل السعودي على الصحافة وهو يقول إن خاشقجي خرج من المبنى بعد قضاء أغراضه؟".
وقال: "لم لمْ تجب السعودية حتى الآن على التقارير التي أشارت إلى وجود طبيب تشريح في القنصلية وصل مع فريق إلى عين المكان في الفترة التي قتل بها خاشقجي؟ لماذا جرى إعفاء نائب الاستخبارات العامة أحمد عسيري والمستشار في الديوان سعود القحطاني دون إعلان التحقيق معهما؟ لماذا تأخر الرد السعودي كل هذه المدة في إعلان تحقيق ولم تتم المباشرة في الأمر إلّا بعد حديث دونالد ترامب عن إمكانية قيام قتلة مارقين بقتل خاشقجي؟".
وسجل: "الرواية السعودية مليئة بالثغرات. ومن حسن الحظ وجود تحقيق تركي معلن ستكون لنتائجه صدى كبير، وآخر أمريكي غير معلن- إلا إذا كانت للسياسة حساباتها الضيقة-، فضلاً عن الضغط الإعلامي الكبير. الرواية السعودية أرادت الانتهاء من قضية خاشقجي بكل السرعة الممكنة بعد تبريرات الفجر، لكنها لم تنتبه إلى أن التفاصيل مليئة بالتناقضات، وأنها رفعت الجدل حول مقتل خاشقجي إلى درجات عليا".
قرارات عقابية
القيادي بحزب الاستقلال (معارضة)، عادل بنحمزة، قال في تدوينة له على حسابه بـ"فيسبوك"، إن "التغييرات التي تعرفها الاستخبارات السعودية والاعتراف بمقتل الصحفي جمال خاشقجي وعزم القيادة السعودية إعادة هيكلة الاستخبارات بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، لا يمكن تصنيفها سوى كونها سلسلة قرارات عقابية على فشل تلك الأجهزة في تنظيم عملية اغتيال "نظيفة" أضحكت العالم على السعودية".
وتناسلت تدوينات ساخرة للنشطاء مغاربة حول الطريقة التي بررت فيها السعودية وفاة أحد كبار إعلامييها داخل قنصليتها باسطنبول.
لقراءة جميع ما نشر في "عربي21" عن قضية اختفاء خاشقجي اضغط (هنا)
"رابطة العالم الإسلامي" تؤيد رواية السعودية حول خاشقجي
ضاحي خلفان يعلق على اعتراف السعودية رسميا بمقتل خاشقجي
كاتب مغربي: خاشقجي رمز أكثر خطرا على منظومة الحكم بالسعودية