لم تمنع الإصابة البالغة الشاب
الفلسطيني
فادي أبو صلاح من المشاركة المتواصلة في فعاليات
مسيرة العودة على الخط الفاصل مع
الاحتلال في قطاع
غزة.
ويصطحب أبو صلاح زوجته وأطفاله الخمسة
بشكل يومي إلى المنطقة الفاصلة رغم فقدانه قدميه في غارة إسرائيلية عام 2008.
وقال الشاب إن فقدانه لقدميه لم ينسه
"حلم العودة لما تبقى من جسده" قرية سلمة قضاء مدينة حيفا في الداخل
الفلسطيني المحتل عام 1948.
ومنذ الجمعة الماضي يقطع أبو صلاح وزوجته
وأطفاله مسافة خمسة كيلومترات من قرية عباس الكبيرة بخانيونس للوصول إلى مخيم العودة
على الحدود شرقي بلدة خزاعة.
ويستخدم
المصاب الفلسطيني دراجة نارية
مزودة بإطارين مطاطيين ومقعدين للزوجة والأطفال وكرسيا متحركا لاستخدامه بعد
النزول من الدراجة.
ويجلس أبو صلاح ساعات أمام إحدى الخيام
مصطحبا معه الطعام ويقوم بإعداد الشاي وتفقد المشاركين في المخيم بدراجته.
وقال الشاب الفلسطيني إن "وجودنا
هنا اليوم، يأتي للتأكيد على حقنا في العودة، وإن هذا الحق مشروع لنا، وسنواصل
الضغط حتى يتحقق، ولن ننساه ولا حتى أرضنا".
وأضاف: "لن نتخلى عن أرضنا ولا عن حق
العودة، ووجودي هنا اليوم رغم أنني معاق حركيًا، لهو تأكيد من كل فلسطيني، أنه ما
ضاع حق وراءه مطالب".
بدورها قالت آمنة زوجة أبو صلاح (29 عاما): "أشارك أنا وزوجي وأطفالي يوميًا في مخيم العودة، لنقول للعالم أجمع إننا أصحاب الحق في هذه الأرض، وهي ملكٌ لنا وليس لغيرنا. لن تُثنينا أي اعتداءات
إسرائيلية في مواصلة المطالبة بحق العودة".
وتضيف: "وجودنا هنا بحد ذاته يكيد عدونا ويستفزه، لأن الكل هنا يحملون هم الوطن، ولن يتخلوا عنه، وتوحدوا تحت العلم
الوطني الفلسطيني".
وتابعت: "أنا هنا يوميًا ويرافقني
زوجي وأطفالي، منذ الصباح كل يوم، وأحيانًا نأتي عصرًا، ونمكث ساعات، نعيش أجواء
الماضي، ونشاهد ونشارك بالعديد من الفعاليات الشعبية والتراثية التي تُقام هنا".
وكان عشرات الآلاف من الفلسطينيين بدأوا
الجمعة الماضي فعاليات مسيرة العودة على الخط الفاصل على امتداد قطاع غزة.
واستشهد خلال اليوم الأول من المسيرة 16
شابا فلسطينيا وخلال الأيام الماضية استشهد شابان آخران لتصبح الحصيلة 18 وأكثر من
1500 إصابة مختلفة.
وكان الاحتلال أطلق تهديدات للمشاركين في
المسيرة باستهدافهم وقام بنشر أكثر من 100 قناص على امتداد الخط العازل وقاموا
باستهداف المتظاهرين بشكل مباشر وفي مناطق قاتلة.